الكثير من الجيل الحالي لا يعلم مدى العلاقة الوطيدة التي جمعت بين الإمام الأكبر اشيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي وقداسة البابا شنودة، التي دامت لأكثر من ربع قرن. علاقة محبة واحترام كما وصفها الشيخ طنطاوي رحمه الله بالإنسانية غير الرسمية، وأيضا وصفها البابا شنودة بالمودة وتبادل الآراء.
الراحلين الدكتور سيد طنطاوي والبابا شنودة
فى مثل هذا اليوم منذ 13 عاما رحل عن عالمنا الشيخ محمد سيد طنطاوي، صباح يوم الأربعاء 10 مارس 2010 في المملكة العربية السعودية، عن عمر يناهز 81 عاما إثر نوبة قلبية تعرض لها في مطار الملك خالد الدولي عند عودته من مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010. ثم نقل جثمانه إلى المدينة المنورة حيث صلي عليه صلاة الجنازة بالمسجد النبوي بعد صلاة العشاء في اليوم نفسه ووري الثرى في مقبرة البقيع.
وما يؤكد على قوة العلاقة والصداقة بين الإمام الاكبر الراحل الدكتور سيد طنطاوى والبابا شنودة، أن قداسة البابا شنودة الثالث عقد مؤتمرا صحفيا في حضور كل من الأنبا أرميا والأنبا بطرس والأنبا يؤانس سكرتارية البابا، والأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا بسنتي أسقف المعصرة، نعى فيه البابا فضيلة الإمام الراحل شيخ الأزهر، وقال: حزنت حزنًا تملك كل كياني حينما فوجئت بسماع خبر وفاة صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر، إنها خسارة كبيرة لا تعوض، فقد كان رحمه الله مجموعة من الفضائل، وكانت له في قلبي محبة عميقة، وكنت أعتبره أخًا لي وصديقا، وكنا نتفق معًا في كثير من الآراء والمواقف، ولا أجد عزاءً في فِراقه .
وأضاف البابا الراحل إن صداقتي شخصية مع الشيخ طنطاوي وليست صداقة بين الكنيسة والأزهر، ونحن نصلى لأن يكون شيخ الأزهر القادم بالروح والأسلوب والعلاقات الطيبة الذي كان عليها الإمام السابق، وعن وجود أي خلافات في الرأي بينه أكد البابا لم نختلف أبدا في أي شيء فكنا فكرا واحدا.
وفى السبت 17 مارس 2012 أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاماً. ليلحق بصديقة في نفس الشهر
رحم الله الوجوه السمحة والبشوشة شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.