40 عاما من صناعة الفوانيس الأركيت على ماكينة تصنيع يديوية، رافضا لن يعترف بالفوانيس الجاهزة "الصيني" أو الفوانيس التى تقطع بماكينات الليزر، فى محل صغير ملئ ببقايا الأخشاب والفوانيس الخشبية ذات الأحجام الكبيرة، وفوانيس متعددة الأحجام، وقطع فنية مصنوعة بدقة من الأخشاب، مثل قطعة لجيتار، وأخرى لمركب شراعية، يجلس عم أسامة أقدم صانع للأركيت بالفيوم، والذى يشتهر بحبه لمهنته ودقته فى صنع الفوانيس والقطع الخشبية، مما جعل طلاب كلية الهندسة يستعينون به، لعمل الماكيت الهندسى بالقطع اليدوى.
وقال أسامة لـ"اليوم السابع" إنه يعمل بصناعة الفوانيس الأركيت منذ أكثر من 40 سنة، وما يميزه هو أن ما يصنعه من الفوانيس يعيش لأكثر من 15 عاا، حيث أنها قطع خشبية غير معرضة للكسر أو التلف، ولكن مع مرور السنوات قد تحتاج لبعض أعمال الصيانة ويحضر له زبائنه هذه الفوانيس ويقوم بصيانتها، ولفت إلى أن زبائنه يطلبون منه تصميم الفوانيس بأسماء أبنائهم، لذلك يترددون عليهم كل عام لإضافة أسماء المواليد الجديدة على الفوانيس القديمة، حتى لا يتكلفون شراء أو عمل فانوس جديد.
ولفت أسامة، إلى أن مهنته هواية وليست دراسة، وهو حاصل على دبلوم ثانوى صناعى قسم كهرباء، ولكنه كان يهوى شغل الأركيت وكان كل شىء يشاهده يفكر كيف يصنع مثله من الخشب وبشكل فنى مميز وجميل، فكان يتردد على محل يمتلكه والده يقوم فيه بإصلاح الأجهزة الكهربائية وقرر أن يخصص جزءًا من هذا المحل لصناعة منتجات يدوية من الأركيت وبدأ بالفعل فى عمل منتجات وبدأ يتقن المهنة خاصة أنه كان لا يمتلك عملا فى هذا الوقت وقرر أن تكون هذه مهنته ومصدر دخله.
وأشار أسامة، إلى أنه بدأ فى تطوير نفسه وكان لديه منشار يدوى وبعد ذلك ادخر من دخله من منتجات الأركيت وقام بشراء منشار كهربائى حتى يكون تقفيل منتجاته بجودة عالية، مضيفًا أن أهم الأشكال التى قام بتصنيعها من الأركيت وكانت نسخة مصغرة من الحقيقة وحققت له مبيعات كبيرة برج إيفل وساعة بيج بن وكانت بداية أن يكون له عدد كبير من الزبائن، مشيرًا إلى أن له منتجات يصل طولها إلى أكثر من 3 أمتار خاصة المراكب التى يتم وضعها ديكورات بالمنازل وتستغرق صناعة المركب حوالى 3 أيام.
وتابع صانع الأركيت بالفيوم، أنه الآن أصبح يقوم بتصميم "الماكيت" للعديد من طلاب الهندسة والفنون الجميلة والتربية النوعية ويتعامل مع أى رسم يقدمه له الطلاب ويحوله إلى حقيقة خلال ساعات قليلة، وحتى إذا لم يكن لدى الطلاب رسمة بعينها ويحدثونه عن تخيلهم ورؤيتهم للشكل الذى يريدون نموذج له من الأركيت يقوم بتنفيذها كما كانوا يتخيلونها.
وأضاف أسامة،أنه يعشق العزف على الجيتار وقام بصناعة اول جيتار عزف عليه من قطع خشبية لديه ثم تعليم على يد مدرب محترف وأصبح كل يوم يجلس فى محله الصغير بين منتجات الأركيت ويعزف على الجيتار.
وأكد أسامة، أنه لولا أنه يعشق هذه المهنة كان تركها منذ سنوات حيث أن جهدها يفوق دخلها بمراحل كبيرة وهو ما يجعل الكثير من الشباب فى حالة عزوف عن العمل بهذه المهنة وعن تعلم أبنائه للمهنة لفت أسامة إلى أنهم يقومون بمساعدته ومنهم ابنته ملك، ولفت صانع الأركيت بالفيوم إلى أن الأسعار ارتفعت هذا العام بنسبة 50 %بسبب ارتفاع أسعار الخامات وترتفع كلما زاد حجم الجسم المطلوب عمله وزادت الحلى الموضوعة فيه ولكن كل المنتجات بجودة واحدة. وتعيش لسنوات طويلة
وعن المنتجات الصينية التى غزت الأسواق لفت أقدم صانع أركيت بالفيوم إلى أنه رغم الشكل اللافت لهذه المنتجات إلا أن جودتها ليست عالية ولكن منتجات الأركيت هى فى النهاية كتلة خشبية لا يفنيها الزمن ويتوارثها الأجيال.
أسماء-الأطفال-علي-الفوانيس
الفانوس-الكبير
الفوانيس-الأركيت
صانع-الفوانيس-وابنته
عم-أسامة-يصنع-الفوانيس
فانوس-2023
فوانيس-رمضان
فوانيس-مختلفة-الأحجام
ملك-تساعد-والدها