عبد الوهاب يستمع إلى أم كلثوم وهى تغنى "هذه ليلتى" من الكواليس

صورة بألف كلمة لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، نشرتها مجلة آخر ساعة 11 ديسمبر 1968، فى كواليس مسرح سينما قصر النيل يوم الخميس 6 ديسمبر، حيث كانت تغنى كوكب الشرق أم كلثوم رائعتها "هذه ليلتى" ويبدو على موسيقار الأجيال جلوسه مُترقبًا لردود فعل الجماهير خاصة أن ذلك الحفل يأتي بعد غياب أم كلثوم عن الحفلات لمدة 18 شهرًا بعد النكسة.

كان شوق الجمهور لأم كلثوم كبيرًا، فحضر الحفل 1800 مستمعا من كل البلاد العربية، وغنت كوكب الشرق أغنيتها الجديدة "هذه ليلتى"، استعيدت مقطعها الأول أربع مرات، واستعيدت باقى المقاطع ما بين ثلاث وأربع مرات إلى أن جاء المقطع الذى تقول فيه: «هل فى ليلتى خيال الندامى والنواسى عانق الخياما»، وهنا ارتفعت الزغاريد فى أرجاء القاعة، فقد وضع عبدالوهاب لحن هذا المقطع من أنغام الموشحات، فلم يتمالك بعضهم نفسه من التمايل بالرقص برغم السن والشيب.

فى إحدى حواراتها تقول أم كلثوم عن "هذه ليلتى": "لما ورانى محمد عبدالوهاب كلام الأغنية، كان كل بيت بقافية، وأنا حسيت أنه بشىء من التغيير والتركيز يبقى نسيجها أحلى، اتفقنا وحضر شاعر الأغنية  الذى اقتنع وبدأ يصوغ معانيها لكل بيتين ثلاثة معا قافية واحدة: «هذه ليلتى.. وحلم حياتى/ بين ماض من الزمان وآت/ الهوى أنت كله والأمانى/ فاملأ الكأس بالغرام وهات/ بعد حين يبدل الحب دارا/ والعصافير تهجر الأوكارا/ وديار كانت قديما ديارا/ سترانا كما نراها قفارا/ سوف تلهو بنا الحياة وتسخر/ فتعالى.. أحبك الآن أكثر».

وتحل اليوم السبت 13 مارس ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذى يعد واحدًا من أبرز ما أنجبتهم الساحة الغنائية على مر التاريخ، حيث ولد عبد الوهاب عام 1907 بحي باب الشريعة بالقاهرة، بدأ الغناء في سن مبكرة، ودرس العود والموسيقى العربية التقليدية في معهد القاهرة للموسيقى العربية والتأليف الغربي في مدرسة بيرغران.