نجحت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الوادى الجديد، فى تنفيذ مركز بحوث الصحراء شمال مدينة الخارجة، على بعد 12 كيلو مترا، والذى افتتحه اللواء هشام آمنه وزير التنمية المحلية، ومحافظ الوادى الجديد، بتكلفة 25 مليون جنيه، بهدف إجراء البحوث والدراسات التى تخدم التنمية الزراعية بالمحافظة، حيث يقع المركز بمنطقة الشركة وتروى من بئر الشركة 3، كما تتميز المحطة بوجود نظم رى متعددة، ويقوم المركز بإجراء البحوث والدراسات التى تخدم التنمية الزراعية بمحافظة الوادى الجديد، تحت إشراف الدكتور عبد الله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء والمنسق الوطنى لمشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بواحة الخارجة.
ويهدف المركز لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية بتطبيق نظم رى حديثة وزراعة نظيفة، واستحداث أصناف نباتية تناسب الظروف البيئية وخصائص التربة والمياه، وتنمية وتطوير المحاصيل الزيتية والنباتات الطبية والعطرية، وتنمية وزيادة الوعى البيئى والتغذوى لسكان الواحات، والاستثمار الأمثل للموارد المناخية كالطاقة الشمسية والرياح فى كافة القطاعات، والمساهمة فى تخطيط ووضع دراسات الجدوى للمشروعات الزراعية والتصنيعية، والمساهمة فى تطوير وتحديث الوعى الزراعى ومكافحة التصحر من خلال التدريب والإرشاد.
ويعمل مركز بحوث الصحراء بالوادى الجديد على المشاركه فى تحقيق الاستثمار الأمثل للموارد المناخية كالطاقة الشمسية والرياح فى كافة القطاعات، والعمل على تخطيط ووضع دراسات الجدوى للمشروعات الزراعية والتصنيعية والمساهمة فى تطوير وتحديث الوعى الزراعى ومكافحة التصحر من خلال التدريب والإرشاد، كما يركز البحث على زيادة ورفع قدرات المزارعين الفنية من خلال تقديم نماذج عملية للمزارعين على أرض الواقع لبعض نظم الرى الحديث وتنفيذ العديد من الممارسات الزراعية السليمة التى من خلالها يستطيع المزارعين تطبيقها فى باقى الحقول المماثلة.
وقال زغلول، أن مركز بحوث الصحراء ساهم فى تنفيذ حوالى 75 مدرسة حقلية بقرى المشروع الثالث منها 35 مدرسة حقلية بقرية ناصر الثورة و40 مدرسة بقرى الشركة والمنيرة وتتيح تلك المدارس على تبادل الرؤى والأفكار والمعلومات بين المزارعين، كما أنها تهدف إلى إتاحة الفرصة للمزارعين بتنفيذ الممارسات الزراعية السليمة التى تضمن الحفاظ واستدامة الموارد الطبيعية والتخلى وبشدة عن تلك الممارسات التقليدية التى من شأنها الاضرار بالموارد الطبيعية، وتوسيع نطاق المعرفة ونشر الوعى البيئى بين المزارعين من خلال تطبيق فعلى لكافة الممارسات الزراعية السليمة.
واضاف أن المركز أطلق مؤخراً مبادرة تعميم استخدام الممارسات الزراعية السليمة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" والتى تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية بواحة الخارجة وتعظيم الاستفادة منها، وتستهدف فى المقام الأول المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بواحة الخارجة وذلك بتنفيذ العديد من الممارسات المستدامة فى 250 موقع إرشادى للمحاصيل الحقلية المختلفة حيث تستهدف المبادرة تقديم الأسمدة العضوية والحيوية والتقاوى المعتمدة للمزارعين دون مقابل بهدف نشر الاعتماد على كافة الممارسات الجيدة التى تحافظ على مواردنا الطبيعية.
وأكد أن المبادرة تأتى استكمالا للدور التنموى الذى تقوم به وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لخدمة المزارعين بالصحارى المصرية تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بتخفيف المعاناة على المزارعين وتقديم كافة أوجه الدعم الفنى والمادى لهم للنهوض بقطاع الزراعة، استكمالا لأنشطة المركز فى مركز الخارجة للموسم الثانى على التوالى بعد نجاح المركز فى تنفيذ أنشطة مدارس المزارعين الحقلية والتى تم تنفيذها خلال الموسم السابق بالتعاون مع شركاء التنمية وعلى رأسهم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) من خلال مشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية بواحة الخارجة.
وأكد رئيس مركز بحوث الصحراء على دور المبادرة الرئيسى والذى يعمل على حل المشاكل البيئية بالواحة خاصة تلك المشاكل المتعلقة بعدم اتباع ممارسات جيدة مثل الإفراط فى استخدام الأسمدة المعدنية وعدم اتباع نظم الرى الحديث.
ومن جانبه صرح الدكتور أشرف الصادق المدير التنفيذى للمشروع بأن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" تشارك مركز بحوث الصحراء العمل فى هذه المبادرة من خلال مشروع الإدارة المستدامة للنظم الأيكولوجية الزراعية لواحة الخارجة بغرض تحسين حياة المزارعين حيث إنها تساهم فى نهاية المطاف إلى تكثيف الإنتاج الغذائى المستدام وتوفر خيارات سُبل العيش المتنوعة للمزارعين وأوضح "الصادق" مثل هذه المبادرات والتى تعمل على تنفيذ الممارسات الجيدة خاصة فيما يتعلق بممارسات المياه والتربة تساعد على التغلب على العديد من التحديات التى تواجه التنمية الزراعية بالواحة كذلك تعمل تنفيذ تلك الممارسات على زيادة جودة وإنتاجية المحاصيل وتساهم فى زيادة التوسع الأفقى للرقعة الزراعية بالواحة وذلك من خلال توفير كميات من المياه والأراضى الصالحة للزراعة حيث تساهم هذه الممارسات بتوفير حوالى من 25 إلى 35% من كميات المياه التى تستخدم فى عملية الرى وذلك حين يتم اتباع ممارسات نظم الرى الحديث كذلك تزيد إنتاجية الفدان بواقع 15 % إلى 20% حين يتم استخدام الممارسات الجيدة فى كافة العمليات الزراعية.
وصرح الدكتور "عماد عوض" المدير التنفيذى لمشروعات التنمية المستدامة بالوادى الجديد بأن هذه المبادرة تأتى استجابة لطلبات المزارعين بضرورة التوسع فى استخدام الممارسات الزراعية التى تم تنفيذها من خلال المدارس الحقلية والتى سبق لمركز بحوث الصحراء تنفيذها بالواحة وتم توزيع مستلزمات الإنتاج لعدد 200 موقع بواحة الخارجة للمحاصيل الحقلية للموسم الحالى حيث سيتم توزيع الأسمدة العضوية والحيوية والتقاوى المعتمدة مع توفير كافة أوجه الدعم الفنى من خلال المتابعة الدورية للحقول بعد وأثناء الزراعة من خلال الخبراء من مركز بحوث الصحراء كما أكد المدير التنفيذى بأنه سيتم من خلال المبادرة توزيع 150 طن من الأسمدة العضوية على المزارعين وذلك بهدف تعميم استخدام الأسمدة العضوية بالواحة والحد من استخدام الأسمدة المعدنية بالإضافة إلى توزيع التقاوى المعتمدة والمخصبات الحيوية على كافة المواقع.
ومن جانبه أكد الدكتور "مجد المرسي" وكيل مديرية الزراعة بالوادى الجديد أن المزارعين بالقرى المشاركة يولون اهتماما كبيرًا بأنشطة مركز بحوث الصحراء خاصة فيما يتعلق بأنشطة المشروعات المنفذة من خلال المركز وذلك بسبب الاعتماد فى تنفيذ الأنشطة على النهج التشاركى فى تنفيذ كافة الأنشطة بدْا من تحديد الاحتياجات مرورًا بحزمة الممارسات المستدامة وصولًا إلى تطبيق تلك الحزمة من خلال المدارس الحقلية فى حقول المزارعين وأخيرا تلك المبادرة التى تساعد على تحسين إنتاجية الأراضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة