انتشر فيروس انفلونزا الطيور بشكل واسع فى أمريكا اللاتينية مع ارتفاع عدد الإصابات ونفوق الطيور فى الفترات الأخيرة، خاصة مع إصابة طفلة عمرها 9 سنوات فى الاكوادور، وهو ما اثار حالة من القلق حول وصول الفيروس إلى البشر، والتقى خبراء من الارجنتين والبرازيل وتشيلى وباراجواى وبوليفيا وأوروجواى، لمناقشة الاستجابة المشتركة للفيروس.
وتعتبر الأرجنتين من أكثر الدول التى تعانى من فيروس أنفلونزا الطيور، ففى الأيام الأخيرة، أكد مركز الخدمات الصحية الوطنية للأغذية الزراعية والجودة، سيناسا، نفوق أكثر من 260 ألف دجاجة بسبب تفشى أنفلونزا الطيور، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض تلك الطيور، معظمها من الدجاج، نفقت بسبب إصابتها بالفيروس، والبعض الأخر تم إعدامها لعدم نقل العدوى، حيث تم اكتشاف الحالات الأولى من الإصابة بفيروس انفلونزا الطيور، فى أوز الأنديز وانتقلت العدوى إلى الدواجن.
وسجلت مؤسسة فى مقاطعة ريو نيجرو هذا الأسبوع نفوق 220 ألف طائر معظمهم من الدجاج، بسبب العدوى وأيضا ذبح الطيور المصابة، كما سجلت مدينة مار ديل بلاتا على مزرعة أخرى نفق بها أكثر من 20 ألف طائر.
تنتشر سلالة فيروس الأنفلونزا أو إنفلونزا الطيور عبر الطيور المهاجرة بين مناطق مختلفة من العالم. هذه الطيور يمكن أن تحمل الفيروس. فى بعض الأحيان لا تظهر عليهم أعراض. فى حالات أخرى، يمكن أن يمرضوا أيضًا.
وأوضحت الصحيفة أن بسبب انتشار المرض، نفق أكثر من 100 مليون دجاجة بالفعل أو تم إعدامها بسبب إصابتها بالفيروس بين أكتوبر الماضى و3 فبراير، وفقًا للمنظمة العالمية لصحة الحيوان.
كما رفعت الارجنتين والإكوادور حالة الطوارئ التى تم إعلانها فى الأيام الماضية بسبب انفلونزا الطيور للدرجة القصوى بعد ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس مع الاتجاه إلى ذبح الملايين من الطيور والكشف عن ظهور حالات إصابة لأشخاص بالمرض.
وأشارت صحيفة "التيمبو" الأرجنتينية إلى أن هناك قلقا كبيرا فى الأرجنتين بعد تأكيد إصابة 8 أشخاص بأنفلونزا الطيور فى الطيور البرية، خاصة فى مقاطعات سانتا فى وقرطبة وسالتا وخوخوى.
ولكن القلق ليس فقط فى الأرجنتين، حيث تم تأكيد أول حالة إصابة بأنفلونزا الطيور فى الإكوادور، وقالت وزارة الصحة "تأكدت أول حالة إصابة بفيروس انفلونزا الطيور فى فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات فى مقاطعة بوليفار" فى وسط الانديز.
وأعلنت الأرجنتين والاكوادور تعزيز الضوابط الحدودية وعمليات الإجلاء داخل الأراضى وزيادة جولات المراقبة فى المتنزهات الإقليمية والوطنية، وكانت الإكوادور أعلنت فى نوفمبر الماضى حالة الطوارئ الصحية لمدة 90 يوما، ولكنها جددت الطوارئ ورفعتها للقصوى بعد ظهور حالة الإصابة لفتاة تبلغ 9 سنوات، والتى تعاملت مع الدواجن بشكل مباشر.
ومنذ نهاية عام 2022، استمر تفشى إنفلونزا الطيور فى بعض دول أمريكا اللاتينية، إلا أن ظهور حالات الإصابة بين البشر هى ما أثارت القلق الكبير بين السلطات الصحية، والتى دعت إلى توخى الحذر.
ووفقًا لمنظمة الصحة للبلدان الأمريكية (PAHO)، فإن هذا الفيروس لا يعتبر من الامراض الخطيرة للبشر الا انها فى غاية الخطورة للطيور، وأصبحت الدول تعانى من معدل نفوق مرتفع.
أعلنت السلطات المكسيكية فرض الحجر الصحى على 3 مزارع مصابة بفيروس انفلونزا الطيور، وهذه المزارع الواقعة فى بلديتى أسينتوس ورينكون دى رومو المكسيكية، تحتوى على حوالى 900 ألف طائر، حسبما قالت صحيفة لا اكبانثيون المكسيكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات المكسيكية لديها مخاوف عديدة من انتشار فيروس انفلونزا الطيور فى المزارع المكسيكية والتسبب فى الكثير من الفوضى فى البلاد، بعد تسببها فى معدل وفيات مرتفع للغاية فى دول امريكا اللاتينية بشكل خاص، ولذلك اقرت هذا المديرية العامة لصحة الحيوان (DGSA)، التابعة لوزير الزراعة والتنمية الريفية فرض الحجر الصحى على المزارع الثلاث.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات تسعى لاحتواء الفيروس من خلال اعدام الطيور، لمنع انتشاره للبشر، وهو أحد الأسباب لارتفاع اسعار البيض والدواجن فى الآونة الأخيرة.
بالإضافة إلى هذه الإجراءات، تم البدء فى بروتوكول التحقيق الوبائى، والذى يستلزم أخذ عينات من المزارع المجاورة التى تقع فى دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات حول المزارع المصابة.
كما دعت السلطات المكسيكية إلى اجتماع عاجل مع منتجى الدواجن بالولاية وكذلك السلطات الحكومية للإبلاغ عن الحالات وتفعيل آليات طوارئ صحة الحيوان الوطنى.
وتنضم المكسيك بذلك إلى عدد من دول امريكا اللاتينية، مثل الارجنتين التى اعلنت الطوارئ الصحية بعد انتشار الفيروس كما أعلنت أن البلاد تسير فى اتجاه تعليق صادرات منتجات الدواجن، وذلك بسبب انتشار أنفلونزا الطيور، وهو ما يثير مخاوف وزارة الاقتصاد لأن المبيعات الخارجية للدواجن تمثل أكثر من 350 مليون دولار سنويا، ما يعنى تكبد خسائر فادحة للاقتصاد الأرجنتينى، وفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
اما السلفادور، فأعلنت أيضا حالة التأهب لمنع انتشار عدوى الفيروس، مشيرة إلى أنه يتم تعزيز الإجراءات الوقائية.