أزمة جديدة، هذه المرة يشهدها أحد أكبر البنوك فى العالم، أصابت الأسواق العالمية بحالة من الخوف والقلق من أزمة مالية ومصرفية كتلك التى حدثت فى عام 2008.
حيث أعلن بنك كريدى سويس السويسرى، الخميس، إنه سيتحرك لتعزيز أمواله، ويقترض ما يصل إلى 54 مليار دولار من البنك المركزى السويسرى بعد تراجع حاد فى أسهمه، أدى إلى تراجع لدى أكبر المقرضين الأوروبيين فى أعقاب انهيار بنك سيليكون فالى الأمريكى.
وبحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس، فإن كريدى سويس قال إنه سيلجأ إلى خيار اقتراض ما يصل إلى 50 مليار فرانك، من البنك المركزى فى سويسرا. وأوضح أن هذه السيولة الإضافية ستدعم أعمال وعملاء البنك الرئيسيين مع قيام كريدى سويس بالخطوات الأساسية لإنشار بنك أكثر بساطة وتركيزا على احتياجات العملاء.
وقالت أسوشيتدبرس إن الأنباء أثارت مخاوف جديدة بشأن صحة المؤسسات المالية فى أعقاب الانهيار الأخير لبنك سيليكون فالى وبنك سيجنتشر فى الولايات المتحدة. وكان كريدى سويس قد خسر أكثر من ربع قيمة أسهمه فى مرحلة ما أمس، الأربعاء.
ووصل سعر سهم كريدى سويس إلى مستوى منخفض قياسى بعد أن أعلن البنك الوطنى السعودى، أكبر حامل للأسهم فى البنك، أنه لن يضع مزيدا من الأموال فى البنك الذى يعانى من مشكلات طويلة قبل وقت طويل من انهيار البنوك الأمريكية.
وتسببت المخاوف فى ضغوط على الأسهم فى جميع أنحاء العالم، وسجل مؤشر الأسهم المصرفية ستوكس يوروب تراجعا بنسبة 7%. وتراجع مؤشر فوتسى 100 فى بريطانيا بنسبة 3.8%، مسجلاً أكبر تراجع فى يوم واحد منذ الأيام الأولى لجائحة كورونا فى 2020.
كما سجل مؤشر داكس الألمانى تراجعاً بأكثر من 3%، وأغلق مؤشر كاك الفرنسى على تراجع بنسبة 3.5 % تقريباً. وانخفض مؤشر إيبكس الإسبانى أكثر من 4%.
وفى ظل مخاوف من احتمال وجود مشاكل مخفية فى النظام المصرفى، اندفع المستثمرون إلى بيع أسهمهم البنكية سريعا. وجاء الاضطراب قبل يوم من اجتماع للبنك المركزى الأوروبى.
وكانت رئيسة البنك كريستين لاجارد قد قالت الأسبوع الماضى، وقبل انهيار البنوك الأمريكية، إن البنك سيزيد على الأرجح معدل الفائدة نصف نقطة مئوية لمكافحة التضخم.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المخاوف بشأن المخاطر غير المرئية للنظام المالى قد انتشرت حول العالم بعد فترة هدوء قصيرة سادت الأسواق على مدار الأيام الماضية، وتعمقت المخاوف بشأن أزمة مصرفية تهدد الاقتصاد.
وذكرت الصحيفة أن الاضطراب حدث بسبب الذعر بشأن وضع بنك كريدى سويس، البنك السويسرى البالغ من العمر 166 عاما، والذى كان يعانى من سنوات من سوء الإدارة وضعف السيطرة على المخاطر، والذى حذر هذا الأسبوع من مشكلات فى ممارساته المحاسبية.
ورغم أن الصعوبات التى واجهها البنك السويسىرى تختلف عن متاعب البنكين الأمريكيين (سيليكون فالى وسيجنتشر) اللذين انهارا قبل أيام، إلا أن المخاوف بشأن كريدى سويس زادت من الشعور بالخوف بشأن الاقتصاد بشكل عام. وفى محاولة لحل الأزمة، قال المقرض المتعثر إنه سيقترض ما يصل إلى 50 مليار فرنك سويسرى، أى حوالى 54 مليار دولار، من البنك المركزى لتفادى المخاوف بشأن صحته المالية.
وكان "مؤشر إس إند بى 500" قد أنهى يوم الأربعاء بانخفاض قدره 0.7% فقط بعد التعافى من انخفاض أكبر فى وقت سابق من اليوم. لكن التداول فى أسواق السندات والسلع أشار إلى أن المستثمرين كانوا قلقين بشأن الاقتصاد. وتراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام، فى حين تراجعت عوائد الستدات الحكومية الأمريكية أيضا.
وقال محللون إن هذا يشير إلى أمر أكبر، ولو لم يتم حل الأمر سريعا، فيجب أن نتحدث عن ركود عميق كحالة أساسية، ولم يتحدث أحد عن الركود العميق من قبل.
وقالت نيويورك تايمز إن التحركات قد فاجأت بعض المستثمرين الذين يعتبرون الاقتصادات فى الولايات المتحدة أكثر صلابة مما كشفه الاضطراب. وقد أرجعوا الفوضى التجارية إلى حقيقة أن المستثمرين كانوا قلقين من أنه قد يكون من الصعب تحديد المخاطر الكامنة بعد زيادة سريعة بشكل غير عادى فى أسعار الفائدة خلال العام الماضى. وأبرزت هذه التحركات هشاشة الاسواق المالية عندما لا يفهم المستثمرون ما يحدث بعد ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة