صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، "مذكرات هدى شعراوي"، ضمن إصدارات سلسلة ذاكرة الكتابة.
جاءت المذكرات في أربعة وثلاثين فصلا، بالإضافة إلى نصوص أخرى حول دور المرأة في حركة التطور العالمي، والسلام العالمي ودور المرأة في تحقيقه، وكلمة الدكتورة درية هانم شفيق في رثاء هدى هانم شعراوي.
في تقديمه للكتاب يقول د. طارق النعمان: تمثل هدى شعراوي سيرة سردية نسوية ووطنية كبرى بأكثر من معنى وبأكثر من دلالة وعلى أكثر من مستوى وصعيد، سواء بالمعنى السياسي والاجتماعي والنوعي أو على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي. بعبارة أخرى، إننا إزاء أيقونة مصرية وعربية نادرة، امرأة استثنائية بكل معنى الكلمة، امرأة استطاعت أن تساهم مساهمة فعالة في خلخلة وزلزلة تاريخ النوع الاجتماعي للمرأة والسياسات السائدة والحاكمة لهذا النوع على الصعيد الوطني والإقليمي، وأن تصنع قطيعة ثقافية بين زمنين، زمن الحريم الذي كانت تختزل فيه هوية المرأة المصرية والعربية في مجرد دورها الإنجابي والمنزلي، وزمن آخر، يمكننا أن نطلق عليه "زمن الخروج"الذي دشنه خروجها على رأس أكثر من ثلاثمائة من سيدات وآنسات الطبقة الأرستقراطية المصرية في أول مظاهرة نسائية منظمة في التاريخ المصري الحديث يوم الأحد السادس عشر من مارس عام 1919بعد نفي سعد زغلول ورفاقه ببضعة أيام فحسب لتواجه مع رفيقاتها بنادق وحراب وخيول الاحتلال البريطاني على أرض مصر السليبة، في حدث مشهود وغير مسبوق".
تعد هذه المذكرات وثيقة تاريخية واجتماعية للحراك السياسي الذي شهدته مصر في مطلع القرن العشرين، والذي تجلى في ثورة 1919، التي أثرت بشدة في الحركة الوطنية المصرية، كما أبرزت قدرة المرأة على المشاركة والعطاء وتقديم التضحيات في سبيل وطنها وأفكارها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة