يتحسس برفق كمية الليف التى حصل عليها من النخيل وتتابع يده إشارات قلبه التى تحركه يمينا ويسارًا ويرسم فى خياله ذلك العمل اليدوى الذى يؤديه يوميا ويساعده على الكسب والعيش للإنفاق على أسرته الصغيرة، ليثبت أن نور القلوب أقوى من نور العيون وأن الإرادة تغلب الإعاقة وتصطحب صاحبها إلى طريق النجاح والرضا، ورغم صعوبة السير والعمل والتنقل إلا أن الرجل الخمسينى ما زال متمسكا بعمله الذى تعلمه منذ سنوات طويلة وهى صناعة المكانس اليدوية من ألياف النخيل والتى تستخدم فى المنازل الريفية بالقرى والنجوع.
كشعاع من النور يمتد من قلبه إلى يداه ليرشده عما يجب فعله، فأول مرة ستشاهد فيها ذلك الرجل ستشعر أنك أمام شخص مصبر وستكتشف بعد وقت من جلوسك معه أنه من أصحاب الهمم وفاقد لبصره، وحاجته إلى العمل واستكمال العطاء كانت الحافز والدافع القوى الذى أمده بالعزيمة والإصرار وحبه لما يقوم به، فعشرات المكانس يصنعها يوميا من ألياف النخيل التى يحصل عليها بمقابل من المزارعين فى القرية والأماكن المجاورة، وبهدوء يملأ المكان يعمل فى سكينة داخل منزله على مدار اليوم، فأولى خطوات الرجل تبدأ فى الصباح وينتهى من عمله فى المساء.
قال العم محمد عبد اللاه على، إنه عام 1998 ذهب إلى مكتب تأهيل أصحاب الهمم فى مركز نجع حمادى وطلب منه أن يتعلم مهنة، ثم اقترح أحدهم أن يعمل فى مهنة لمنتجات النخيل ومنها صناعة المكانس من الليف وهى التى لا تحتاج إلا شخص واحد للعمل فيها، وتعلم صناعتها من أحد الأشخاص من الشرقى بهجورة فى نفس المركز وكان عمره وقتها 30 عاما عندما بدأ تلك المهنة ومن وقتها وهى يعمل فيها وتمثل مصدر دخل له ولأسرته.
وأوضح عبد اللاه، أن الحصول على الليف يأتى بالتزامن مع وقت جنى ثمار تمر النخيل فى كل عام وليست على مدار العام ويشترى الليف وسعف من المزارعين، وفى الوقت الحالى النخيل المتواجد داخل قصب السكر يتم جنيه ولذلك يعمل فى الوقت الحالى، والأدوات المستخدمة لصناعة مكنسة هى سعف النخيل والليف والخيوط والإبرة، ويترك السعف حتى يجف ويوضع الليف فى الماء ويتم وضعه بطريقة معينة ثم الخيط لتصبح جاهزة للاستخدام.
وأشار العم محمد عبد اللاه، إلى أن القطعة الواحدة تستغرق نصف ساعة من الوقت ويوجد إقبال على شراء المكانس رغم تواجد المكانس البلاستيك والكهرباء، مضيفًا أن إعاقته البصرية ليست عائق فى أداء عمله كما أنه يتردد على المسجد فى كل الصلوات وحافظ للقرآن الكريم ويواظب على قراءة القرآن الكريم، وتمنى أن يؤدى رحلة العمرة ويزور النبى محمد صلى الله عليه وسلم ولا يريد سوى تلك الأمنية أن تتحقق بعدما عمل لسنوات طويل فى عدد من المهن والصنعة التى أعانته على الكسب والعيش.
العم محمد أثناء الصناعة
العم محمد كفيف يصنع المكانس
سعف النخيل
صناعة المكانس
محمد عبد اللاه
مكانس الليف
منتجات النخيل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة