أكد رئيس مجلس النواب التونسي إبراهيم بودربالة، أن مكانة مصر في المنطقة العربية ذات قيمة كبرى، كونها تلعب دوراً مهماً ومؤثرا في العالم العربي، فهي بمثابة الجسر لدعم العلاقات مع المشرق العربي ككل، قائلا "إننا لا نستطيع أن ننسى الدور الذي اضطلعت به مصر في دعم ومناصرة قضايا التحرر العربي بالنسبة لكافة الدول العربية بدون استثناء".
وشدد بودربالة - في حواره مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس - على الحرص الدائم أن تكون علاقتنا في المغرب العربي مع الشقيقة مصر في أرفع المستويات، ولابد من التنسيق الجيد معها ووجود رؤى متقاربة ومشتركة فيما يتعلق بكافة المجالات والملفات وبما يحقق خدمة أوطاننا ويعزز الأمن الاستراتيجي في المنطقة.
وقال رئيس مجلس النواب التونسي، إن مصر وتونس تربطهما علاقات تاريخية ويجمع البلدين والشعبين الشقيقين أهدافا ورؤى واحدة، قائلا "عندما نتحدث عن الشقيقة مصر والشعب المصري فإننا نتحدث عن وجداننا، فمصر دائما حاضرة في وجداننا" .
وأشار بودربالة، إلى عمق العلاقات التي تجمع بين الجانبين، قائلا "هناك دائما علاقات متواصلة تجمع وتربط مصر وتونس، فالعديد من التونسيين استقروا بمصر، كما استقر العديد من المصريين بتونس وهناك ترابط ثقافي واجتماعي متجذر".
وحول أوجه التعاون والتنسيق البرلماني بين مصر وتونس تابع: ستحدد لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التونسي في المستقبل، استراتيجية للتعاون البرلماني مع مصر والتنسيق وتبادل الرؤى والخبرات والدراسات، وكما سيجرى التعاون مع كافة البرلمانات العربية، موجها التحية إلى الشعب المصري الشقيق وإلى البرلمانيين المصريين.
وفي سياق متصل.. شدد إبراهيم بودربالة، على أهمية تعزيز التضامن والتكامل العربي بما يحقق التعاون البناء ويعزز العلاقات الاقتصادية والمصالح المشتركة ويرسي الأمن القومي العربي، قائلا "لابد أن تكون لنا كأشقاء في الدول العربية نظرة تحقق الرقي بالعلاقات إلى مستوى جيد يشمل التضامن والتكامل والتعاون لما يخدم أوطاننا العربية".
وتابع بالقول: " تجمعنا علاقات استراتيجية مع الأشقاء والجيران خاصة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وتمتلك تونس علاقات مميزة مع جيرانها ومع الأشقاء في ليبيا والجزائر وكذلك مع بقية الأشقاء والأخوة في جميع الدول العربية، معربا عن أمله في أن تعود مجريات الحياة السياسية في ليبيا إلى نسقها الطبيعي وأن يقع الوئام بين مختلف الفرقاء السياسيين الليبين ويختاروا مصيرهم بما يحقق الأمن والاستقرار".
كما أكد أن تونس ستظل تدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ونضاله ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل اعتداءاته المتكررة وجرائمه ضد الإنسانية.
وحول أوجه التنسيق العربي على المستوى البرلماني .. أوضح بودربالة، أن مجلس نواب الشعب التونسي الذي ينكب حاليا على صياغة نظامه الداخلي سيعمل على تعزيز علاقاته مع البرلمان العربي ومع المجالس النيابية في البلدان الشقيقة والصديقة، وعلى استرجاع مكانته في المحافل البرلمانية العربية الإقليمية والدولية بالنظر إلى الأهمية التي تكتسيها الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز التقارب بين الشعوب.
كما تطرق إلى الحديث عن الوضع الدولي، مؤكدا أن هناك تغيرات عميقة في العلاقات الدولية يشهدها العالم في ٢٠٢٣، ولابد أن تكرس مبادئ الأمم المتحدة من أجل علاقات سلمية بين مختلف الشعوب، مؤكدا أنه من المهم أن تعود العلاقات الدولية إلى منحى أكثر توازنا بين مختلف الشعوب والدول وأن يتجنب العالم الصراعات التي من شأنها إيجاد محاور متحاربة ومتصارعة بما يهدد السلم والأمن الدولي.
وأشار رئيس مجلس النواب التونسي، إلى أن بلاده تتمسك بسيادتها الوطنية واستقلالية قرارتها في ظل الحرص على أن تكون لها علاقات جيدة مع أشقائها وأصدقائها وأن تلعب دورا فعالا في نشر ثقافة العلاقات السلمية بين مختلف الشعوب والمحافظة على الخط الحيادي في ظل تلك الصراعات.
وأكد بودربالة، أن انعقاد مجلس النواب التونسي يأتي في توقيت مهم وحساس، فالمؤسسة التشريعية تلعب دوراً مهماً في تحقيق ما ينشده الشعب التونسي من الاستقرار وبعث الطمأنينة وزرع ثقافة الأمل، لافتا إلى أن اختيار هذا التوقيت لانعقاد مجلس النواب التونسي يحمل رمزية ودلالة حيث يأتي متزامنا مع عيد الاستقلال واسترداد البلاد أنفاسها.
وأكد رئيس مجلس النواب التونسي، أنه بانطلاق الدورة البرلمانية ستضع حدا للحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد وتجعل المؤسسات تعمل بصورة طبيعية بما يعزز الأمن والاستقرار.
وأوضح أنه بعد تدابير 25 يوليو كانت هناك خارطة طريق تحترم كافة الآجال وانتهت مرحلة انتخابات المجلس التشريعي في التوقيت المحدد لها، وأصبح من الضروري عقد الجلسه الافتتاحية لمجلس نواب الشعب التونسي وتحديد تركيبة رئاسة المجلس وإنهاء المسائل المهمه المتعلقة بإعداد النظام الداخلي للمجلس وتكوين لجنة للنظام الداخلي والتي ضمت 31 عضوا وهي بصدد إعداد أعمالها والمتعلق بكيفية تسيير العمل داخل قبة البرلمان وكذلك علاقته بالمؤسسات الرسمية ومنها رئاسة الجمهورية والحكومة وبقية الأطراف ومنها المجتمع المدني والإعلام وغيرها من الموضوعات التي تنظمها لجنة النظام الداخلي بالبرلمان .
وبيّن بودربالة، أن انطلاقة عمل مجلس نواب الشعب بعقد جلسته الافتتاحية مثّلت رسالة طمأنه لكافة التونسيين ولكل الأشقاء والأصدقاء، وإعلانا صريحا بأن تونس تسير بخطى ثابتة على درب مسارها الإصلاحي بعد التدابير الاستثنائية التي تمّ اتخاذها منذ 25 يوليو 2021.
وأبرز الأهمية التي يكتسبها مجلس نواب الشعب في هذه المرحلة المهمة من تاريخ تونس من خلال اضطلاعه بوظائفه والإسهام في البناء وإعادة الثقة والطمأنينة للجميع، قائلا "لقد بدأنا مرحلة إصلاح جوهرية في مختلف المؤسسات والمكونات للسياسات والمجتمع المدني ونسعى أن تتوفر كافة الضمانات القانونية لكافة المواطنين بلا استثناء وأن يقع دائما احترام الحقوق والحريات، وأن تكلل الجهود بالنجاح إلى ما فيه خير وطنا وشعبنا".
وأكد رئيس مجلس النواب التونسي، أن رضاء الشعب التونسي عن المسيرة الإصلاحية التي يقودها الرئيس قيس سعيد، تؤكد تمسك كافه أفراد الشعب التونسي بقيادة رئيس الجمهورية الحكيمة للبلاد، والسعى دوما نحو الوصول إلى بر السلام وتعزيز الأمن والاستقرار.
وقال بودربالة، إنه مع حلول شهر رمضان المبارك سيشرع البرلمان في عمله بصورة طبيعية وسنكون قد انتهينا من إعداد النظام الداخلي للبرلمان بما يبعث رسالة طمأنه لكافة التونسيين وتأكيداً بأن تونس تسير بخطى ثابتة على درب مسارها الإصلاحي.
يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب التونسي انعقدت يوم الاثنين الماضي ويعد أول مؤسسة دستورية ترتكز على دستور 25 يوليو ويمثل اللبنة الأولى والأهم والتي ستتولي التشريع في تونس وتعزز الاستقرار السياسي وانعقد في توقيت مهم للغاية تشهده تونس في ظل وضع إقليمي يزخر بالأحداث المهمة والمؤثرة وواقع دولي متغير، وقد انتخب مجلس النواب التونسي إبراهيم بودربالة عميد "نقيب" المحامين التونسيين الأسبق، رئيسا له يوم الاثنين الماضي.