انطلقت احتفالية «كتف فى كتف»، هذا الحدث الخيرى الأكبر، الذي نظمه التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، مساء الجمعة فى ستاد القاهرة الدولى، احتفالا بجهود آلاف المتطوعين الذين شاركوا خلال الأيام الأخيرة فى تعبئة وتوزيع أكثر من 6 ملايين كرتونة مواد غذائية، لتوزيعها على 25 مليون مواطن بجميع محافظات الجمهورية، قبل حلول شهر رمضان المبارك، بمشاركة 300 ألف متطوع من التحالف الوطنى فى كل المحافظات، وبحضور وتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسى، وسط حضور جماهيرى موسع من المتطوعين والشخصيات العامة.
يأتى ذلك ضمن فعاليات احتفالية جماهيرية هى الأكبر من نوعها، ينظمها التحالف الوطنى، تحت شعار «الخير هيفضل يلف طول ما احنا كتف فى كتف»، بمشاركة كل مؤسساته، والتى تضم 34 كيانا تنمويا، تمثل كبرى مؤسسات وجمعيات العمل الأهلى فى مصر بجانب الاتحاد العام للجمعيات الأهلية.
وتضمنت الاحتفالية العديد من الفعاليات، أهمها تنظيم التحالف الوطنى لاصطفاف متطوعى وممثلى الجمعيات أعضاء التحالف، مع اصطفاف قاطرات «كتف فى كتف»، والتى انطلقت من الاستاد إلى جميع المحافظات لاستكمال عمليات التوزيع على الأسر الأكثر احتياجا فى كل محافظات الجمهورية.
وتعد «كتف فى كتف» أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية فى تاريخ مصر، أطلقها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، مستهدفا توزيع ملايين من صناديق المواد الغذائية قبل حلول شهر رمضان المبارك،وإيمانا من أعضاء التحالف بأهمية المبادرة، تمت زيادة أعداد الكراتين لصالح الفئات الأكثر استحقاقا، تعزيزا لمبدأ التكافل الاجتماعى بين أبناء الوطن، ودعم ثقافة العمل التطوعى التى تساعد فى توسيع شبكة الحماية الاجتماعية من خلال الجهود التى تبذلها الدولة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى الشريك الرئيسى فى مسيرة التنمية للدولة المصرية.
وانطلق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى شهر مارس 2022 بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2022 عاما للمجتمع المدنى، بمشاركة وعضوية 34 مؤسسة وكيانا خدميا وتنمويا منتشرة بجميع المحافظات، بجانب الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية والذى يضم فى عضويته 30 اتحادا نوعيا و27 اتحادا إقليميا، تعمل فى مختلف مجالات التنمية على تنوعها من خدمية، وصحية، وتوعوية، وتعليمية، وعمرانية، وغيرها.
وتأتى المبادرة فى إطار تعزيز برنامج الحماية الاجتماعية التى تعنى الدولة بها منذ تولى الرئيس السيسى، بهدف دعم الأسر الأكثر احتياجا، وتعتمد المبادرة التى تأتى مع اقتراب الشهر المُبارك على التكاتف بين مؤسسات المجتمع المدنى الذى تهتم القيادة السياسية بإعادة توظيف دوره؛ كشريك أساسى فى العملية التنموية التى تقودها مصر.
ويقول محمد سيف النصر مدير المكاتب التنفيذية بمجلس الشباب المصرى، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى: «كتف فى كتف» انطلقت من إحساس وشعور مؤسسات المجتمع المدنى بالمسؤولية تجاه الأسر الأولى بالرعاية، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها جميع دول العالم، مؤكدًا فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، على أن المبادرة أظهرت معدن الشعب المصرى الأصيل الذى يتكاتف وقت الأزمات، موضحًا أن المبادرة تستهدف توزيع 6 ملايين كرتونة على الأسر الأولى للرعاية، كل واحدة تكفى من 4 - 5 أشخاص طوال شهر رمضان المعظم، كما أكد على أن التحالف لم يكتف بالكراتين فقط، ولكن هناك مساعدات عينية ومبادرات عديدة قام بها التحالف تجاه الأسر الأولى بالرعاية.
أيضًا أشار عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، إلى أن المبادرة قامت بتوزيع كراتين رمضان فى 16 محافظة، وتعمل على الوصول لجميع محافظات مصر والمحافظات الحدودية.
وعن رعاية الرئيس السيسى للاحتفالية، قال إنه يعكس شعوره وإحساسه بالمواطنين ومعرفته بما يحتاجه المصريون، مؤكدًا على أن الرئيس دائمًا يقوم بتوجيه مؤسسات المجمتع المدنى بالدعم والوقوف مع الأسر الأولى بالرعاية، مؤكدًا على أن رعاية الرئيس لحظة فارقة فى تاريخ المجتمع المدنى، مشيرًا إلى بداية التحالف، والتى كانت بإعلان الرئيس السيسى بأن عام 2022 هو عام المجتمع المدنى، فاتجه المجتمع المدنى للعمل المشترك والجماعى.
وأوضح «سيف» أن «كتف فى كتف» هى المبادرة الأكبر فى الحماية المجتمعية، حيث تستهدف تعبئة وتوزيع 6 ملايين صندوق غذائى فى جميع محافظات الجمهورية، مؤكدًا على أن أمس الجمعة شهد اصطفاف الشباب المتطوع تحت مظلة التحالف الوطنى فى استاد القاهرة، ما يؤدى بدوره إلى زيادة حماس المتطوعين فى تقديم مزيد من العمل والمشاركة فى التنمية الحقيقية للمجتمع المصرى، مؤكدًا على أهمية استمرار جمع البيانات من جميع المؤسسات للوصول إلى قاعدة بيانية قوية بإشراف هندسى متميز هدفه الوصول إلى الأسر المستحقة.
ويؤكد حسين سالم، مشرف تنموى ببنك الطعام، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، على أن «كتف فى كتف» هدفها فى المقام الأول دعم الطبقات الفقيرة والأسر الأولى بالرعاية فى جميع محافظات مصر، والوصول للمناطق الحدودية التى لا يصل لها مساعدات كثيرة، خاصة مع قدوم شهر رمضان الكريم، مشيرًا إلى إيجابية التحالف بين مؤسسات المجتمع المدنى لإيصال المساعدات إلى مستحقيها.
وتابع عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، أن المبادرة انطلقت منذ الأسبوع الأول من مارس الجارى، فى 7 مارس بمحافظة جنوب سيناء، وقام بنك الطعام بتوزيع 10 آلاف كرتونة بخلاف باقى مؤسسات التحالف.
وأوضح «سالم» أن التحالف أطلق المبادرة فى 16 محافظة بعد جنوب سيناء، وكان نصيب بنك الطعام من الـ 16 محافظة 3 محافظات، وهى: «القاهرة - الجيزة - القليوبية - الغربية - المنوفية - الشرقية - الدقهلية - كفر الشيخ - البحيرة - الإسكندرية - الإسماعيلية - الفيوم - بنى سويف - سوهاج - الأقصر – أسوان»، والتى شملت تعبئة وتوزيع أكثر من مليون كرتونة مواد غذائية، إضافة إلى 160 ألف وجبة، و30 ألف قطعة ملابس على الفئات الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا من أهالى تلك المحافظات بمشاركة متطوعى التحالف، وكان للأطفال نصيب من المبادرة وذلك بتوزيع فوانيس رمضان والألعاب وذلك لإدخال البهجة والسرور على الأطفال وأسرهم تزامنًا مع اقتراب الشهر المبارك.
وقال سامح النمر عضو مؤسسة أبو العنين وعضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى: «كتف فى كتف» تعد أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية، وقد أطلقها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى ليقدم نموذجًا جديدًا للتكافل بين أبناء الوطن الواحد، ما يعكس مدى ترابط الشعب المصرى، وقدرته على تعزيز مفهوم التكافل الاجتماعى بين أفراده، من خلال استهداف الفئات الأكثر احتياجًا قبل حلول شهر رمضان المبارك، بتوفير 4.6 ملايين صندوق مواد غذائية تغطى كل المحافظات، فضلًا عن إقامة مطابخ لتوزيع الوجبات الساخنة للمواطنين، بمشاركة متطوعى التحالف الوطنى بجميع ربوع الجمهورية، مؤكدًا فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» على أن عدد المستفيدين من المبادرة يصل إلى حوالى 25 مليون مواطن من جميع محافظات مصر.
وأوضح «النمر» أنه تم تويع ما يقرب من 1.5 مليون كرتونة إلى الآن، على أن يتم توزيع باقى الكراتين قبل حلول شهر رمضان الكريم، مشيرًا إلى أن «كتف فى كتف» تعد الأكبر من نوعها، فى مصر، بل وفى العالم كله نظرًا لما يميزها من انتشار على مستوى كل المحافظات وصولًا إلى المحافظات الحدودية، واختلاف مكوناتها، ولقد تم ذلك من خلال الاعتماد على قواعد البيانات الموحدة لدى التحالف، والتى تضمن وصول الدعم لمستحقيه بالفعل، ومنع ازدواجية المنفعة بما يضمن النجاح الكامل للمبادرة.
وأكد محمود الجارحى عضو مجلس أمناء مؤسسة جمال الجارحى للتنمية المجتمعية، وعضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى على أن «كتف فى كتف» تُعد أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية فى مصر والعالم أجمع، مشيرًا إلى أن اسم المبادرة وما يعكسه من توصيف لحال المصريين فى وقت الأزمات لوقوفهم مع بعض جنبًا إلى جنب، خاصة فيما نشهده من ظروف استثنائية تمر بها مصر نتيجة للأزمة العالمية.
وأوضح أن المبادرة تهدف إلى تخفيف العبء عن الفئات الأولى بالرعاية، وكذلك الحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية.
كما تعتمد المبادرة على التكاتف بين مؤسسات المجتمع المدنى الأعضاء، وقد ظهر ذلك من خلال التدخل السريع لتقديم المعونة والمساعدة للفئات الأكثر احتياجًا والذى يُعد استثمارًا ناجحًا لجهود المجتمع المدنى، وإعادة توظيف لدوره، وترسيخ لفعالية المجتمع المدنى كشريك أساسى فى العملية التنموية التى تقودها مصر.
كما أكد «الجارحى» فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» على أن كل مؤسسات العمل المدنى مشاركة فى المبادرة حسب قدرة كل مؤسسة على توفير أكبر قدر من الكراتين، وكل مؤسسة قامت بتجهيز ما طلب منها، لافتًا إلى أن الكراتين سيتم تقديمها لكل المستحقين قبل شهر رمضان مبارك.
وأشار إلى أن التحالف نجح خلال السنة فى تكوين قاعدة بيانات من خلال مجهود جبار من التحالف، بحيث يضم التحالف حاليًا قاعدة بيانات تضم 37 مليون مستفيد.
وعن المبادرة أكد أنه سيتم توصيل الكراتين لـ25 مليون مواطن هم الأولى بالرعاية، كما ذكر أن هناك نحو 250 ألف متطوع موسمى، بينهم 51 ألفًا دائمين، وهؤلاء يقومون ببحث حالات الأسر الأولى بالرعاية، ومعرفة أى المواطنين هم المستحقين بالفعل للدعم، وهذه هى القناعة الأساسية التى قام عليها التحالف الوطنى، وهى حصر الأولى بالرعاية فى قاعدة بيانات ضخمة.
أيضًا أوضح أن التنسيق الكامل بين مؤسسات التنمية المجتمعية، تسبب فى وصول المساعدات لجميع المستحقين، بعد أن كان هناك بعض المستحقين يأخذون الدعم من أكثر من مؤسسة، والبعض الآخر لا يحصل على دعم، مشيرًا إلى أن هناك نحو 34 مؤسسة خيرية تعمل فى العمل التنموى من سنوات، وقررت أن تنتظم فى تحالف وتوسيع مساحة التنسيق، مع دور الدولة الكبير جدًا لدعم العمل التنموى، بإطلاق الرئيس السيسى عام 2022 أنه عام العمل التنموى والمجتمع المدنى.
كما ذكر أن المبادرة لم تكتف بتقديم المساعدات العينية والمواد الغذائية فقط، بل نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة عددًا من الفعاليات الثقافية والفنية بمحافظات: الأقصر، وكفر الشيخ، والشرقية، والقاهرة، من خلال ورش حكى للأطفال عن أهمية المشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى العروض الفنية التى تناولت أهمية العمل التطوعى والتفاعل مع المجتمع.