-
"أوغلو": العلاقات الحالية تتويج للقاء الرئيسين المصري والتركي في الدوحة.. والدور المصري تجاه القضية الفلسطينية عظيم
-
وزير خارجية تركيا: الأزمة الأوكرانية الروسية أثرت على القاهرة وأنقرة ونتخوف من تحولها لأزمة نووية
كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى وجود ترتيبات تجري على مستوي وزيري الخارجية للترتيب لقمة مصرية تركية، لافتا لوجود رغبة للعمل على إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين في أسرع وقت، مؤكدا أن العلاقات الحالية بين القاهرة وأنقرة هي تتويج للقاء الرئيسين المصري والتركي في الدوحة، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري.
وأكد وزير الخارجية التركي أن المرحلة الحالية يتم التركيز على الترتيب لقمة مصرية – تركية وهو ما يعمل عليه وزيري الخارجية، مرجحا أن يتم اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة المقبلة سواء قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية، مضيفا "تركيزنا اليوم على إعادة تطبيع العلاقات بعد مناقشات بين الأجهزة الاستخبارية أيضا، نحن على مستوي وزيري الخارجية نعمل على التنسيق لهذه القمة."
بدوره، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن القاهرة تتطلع لاستمرار التواصل مع تركيا في جميع المجالات، مشيرا لوجود رغبة بين البلدين في استعادة العلاقات المشتركة على الصعد كافة، لافتا إلى أن المباحثات تناولت كافة قضايا العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والتحديات التي تواجه كلا البلدين.
ورحب الوزير شكري بنظيره التركي بوزير الخارجية التركي مجددا تعازيه في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا ومتمنيا الشفاء للمصابين ، مشيرا المشاورات الجارية في إطار المسار لاستعادة تطبيع العلاقات بين البلدين في كافة المناحي وبدء مرحلة جديدة ليكون لها آثر إيجابي علي شعبي البلدين.
وتطرق وزير الخارجية لأهمية دخول مرحلة جديدة يكون لها وقعها وأثرها الإيجابي على شعبي البلدين وتؤدى إلى مزيد من تحقيق الاستقرار في المنطقة، لافتا إلى أن المباحثات استمرت أكثر من ساعتين؛ حيث تم تناول كافة قضايا العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، واصفا المباحثات بـ"المعمقة والشفافة والصريحة" بحكم أهمية هذه العلاقات.
وكشف وزير الخارجية على وجود إرادة سياسية وتوجيهات من قبل رئيسي البلدين عندما اجتمعا بالدوحة بتكليف وزيري الخارجية بمسئولية إطلاق المسار للوصول إلى التطبيع الكامل للعلاقات بعد تطورات السنوات الماضية، مضيفا "نحن بالتأكيد ننظر للأمام وإلى كل ما يستطيع أن يعود بالنفع على البلدين خلال المراحل القادمة"، معربا عن ثقته بأن الأرضية الصلبة وأواصر المصاهرة والتواصل الثقافي تعطينا ثقة بأن هذا المسار سوف يصل بشكل قريب وسريع إلى الغرض والنتيجة المرجوة منه في إطار استعادة زخم هذه العلاقات وقوتها.
وأعرب وزير الخارجية عن التطلع لاستمرار التواصل والتنسيق مع وزير الخارجية التركي وفتح قنوات التواصل بين الأجهزة الحكومية واستمرار العمل بشكل كثيف للوصول إلى نتطلع إليه سويا من استعادة هذه العلاقة الهامة، موضحا أنه تم تناول الخطوة التي يؤدي إليها هذا المسار وتكون مؤشر لتناولنا كافة القضايا ووجود الأرضية والتفاهم المشترك، وهو أمر لا أقول إنه شكلي ولكنه يدل على انتهاء المسار ووجود قدر من التفاهم فيما يتعلق بكافة مناحي العلاقات وهو توقيت استعادة العلاقات على مستوى السفراء".
وأشار وزير الخارجية إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم تنقطع مع وجود قائم بأعمال في البلدين، مشيرا إلى أنه تم التباحث حول العمل على استعادة العلاقات على مستوى السفراء وسوف نأتي إليها في التوقيت الملائم ووفقا لما يأتي به هذا المسار من نتائج إيجابية، كاشفا عن وجود رؤية مشتركة حول العديد من المواضع سواء فيما يتعلق بكيفية إطلاق علاقات ثنائية سياسيا واقتصاديا وأيضا اتصالا بالرؤية إزاء الكثير من القضايا الإقليمية وكيفية العمل والتنسيق المشترك للوصول إلى نتائج في مصلحة كل من البلدين.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية التركي عن شكره لوزير الخارجية سامح شكري على حفاوة الاستقبال، موجها الدعوة إلى الوزير شكري لزيارة أنقرة واستمرار تبادل الزيارات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، معربا عن شكره لمصر للمساعدات التي قدمتها لبلاده بعد كارثة الزلزال وهو ما يعكس التضامن بين البلدين، مضيفا "الوزير شكري كان من أوائل المسئولين الذين قاموا بزيارة إلى تركيا."
وأشار وزير خارجية تركيا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بالاتصال بالرئيس التركي لتقديم التعازي، لافتا إلى أن أربع طائرات مساعدات مصرية وصلت إلى تركيا، واصفا العلاقات بين تركيا ومصر بأنها "تاريخية" بالإضافة إلى الثقافة المشتركة، وتابع "لهذا نرغب في تعزيز العلاقات فيما بين البلدين، وهو ما يحتاج بالطبع إلى مساعدة ودعم من الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان".
وأشار "أوغلو" إلى وجود إرادة لدى البلدين على العمل للوصول إلى ما نسعى إليه، واصفا بالدور المصري "العظيم" في عدة قضايا من بينها القضية الفلسطينية، لافتا إلى أنه أثناء العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين يجب أن تنظر كل دولة الى ما يعود على شعبينا من استقرار ونهضة.
وأكد الأهمية الكبيرة لتقوية العلاقات بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين والمنطقة، موضحا أنه اعتبارا من الآن فصاعدا سيتم اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحقيق ذلك، وستكون هناك لقاءات ومشاورات على مستوى الوزارات والهيئات وسيكون التعاون على النطاق المحلي وعلى نطاق المنطقة.
وأوضح "أوغلو" أن المباحثات في القاهرة تناولت عددا من القضايا في المنطقة والتي تخص العراق وسوريا وإيران والصومال، مشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات بين القاهرة وأنقرة على المستويين البرلماني والتجاري، وذلك مع وجود استثمارات قوية بين البلدين حيث تحث تركيا شركاتها على مضاعفة الاستثمارات في مصر.
وأشار إلى وجود استثمارات كبيرة لمصر في تركيا، مشددا على أهمية تقوية أواصر التعاون في قطاع السياحة أيضا مع زيادة عدد السائحين من البلدين، معربا عن أمله في إعادة فتح فرع المركز الثقافي التركي في محافظة الإسكندرية.
وردا على سؤال "اليوم السابع" حول ما نشهده من تطور في تطبيع العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا ورؤية الجانب التركي للخطوات المقبلة على مسار تطبيع العلاقات والخطوات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، أكد وزير الخارجية التركي أن مباحثاته مع الوزير سامح شكري تناولت كيفية تطوير العلاقات والمجالات التي سنستثمر مساعينا فيها، مشيرا إلى أنه تم بحث تنمية قطاع الطاقة بين البلدين وتقوية التجارة وفتح المسارات والمباحثات الدبلوماسية كما كانت من قبل، بالإضافة إلى التشاور في القضايا الإقليمية.
ووصف وزير خارجية تركيا العلاقات مع مصر شهدت خلال الفترة الماضية "برودة" ولذلك يتم العمل حاليا على عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي القوي، مؤكدا أنه يجري العمل على تعزيز وتطوير العلاقات في جميع المجالات من السياسة إلى التعليم، مشددا على أهمية وجود الإرادة والعزم السياسي.
وأوضح "أوغلو" أن العلاقات في مرحلة التقييم بين البلدين، مؤكدا أن القاهرة وأنقرة تسعيان لعدم حدوث توتر داخل المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، موضحا وجود تعاهد بين البلدين لتقوية المساعي للعمل على ذلك وإزالة العقبات وتم التطرق لذلك خلال زيارة الوزير شكري لتركيا.
وعن الأزمة الأوكرانية – الروسية، أكد وزير خارجية تركيا أن المباحثات تطرقت للأزمة الأوكرانية الروسية والمساعي التي يمكن أن نقوم بها لمعالجة الأزمة، مشيرا لأثر الحرب على مصر وتركيا، محذرا من تحول الأزمة بين الجانبين لأزمة نووية خلال الفترة المقبلة، داعيا لعقد اتفاق بين أوكرانيا وروسيا ومعالجة الأزمة.
وعن دعوة رجال الأعمال الأتراك للاستثمار في مصر والخطوات التي يمكن أن تقوم بها مصر لتقوية العلاقات، أكد وزير الخارجية سامح شكري وجود رغبة لتطوير العلاقات واستعادة الثقة على المستوى السياسي والاقتصادي وهو أمر مهم، مشيرا إلى حرص مصر دوما على ألا يتم التأثير على نطاق العلاقات الاقتصادية بل العكس فقد نمت تلك العلاقات حيث وصل التبادل التجاري بين البلدين 9 مليارات دولار وحجم الاستثمارات التركية في مصر 2.5 مليار دولار، مشيرا إلى أن تواجد رجال الأعمال الأتراك محل رعاية واهتمام خاصة أن العلاقات الاقتصادية تعود بالنفع المتبادل علي البلدين، مضيفا أنه في المقابل هناك اهتمام من الجانب التركي بالمستثمرين المصريين.
وأعرب وزير الخارجية عن تطلعه في أن تؤدى استعادة العلاقات لزخمها إلى مزيد من الاهتمام من قبل رجال الأعمال لتوسيع رقعة الاستفادة من التبادل التجاري، مشيرا إلى لقاء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مع مجموعة من المستثمرين الأتراك والعمل على تذليل العقبات وتوظيف الآليات لاستعادة العلاقات الاقتصادية لنشاطها وعودة مجالس رجال الأعمال والتواصل بين المسئولين والغرف التجارية لاستكشاف مجالات جديدة.
وأضاف أن مصر وضعت خططا للاستثمارات وتوفير الإجراءات التحفيزية للمستثمرين من خلال إجراءات ميسرة سيستفيد منها رجال الأعمال الأتراك خلال الفترة القادمة.. موضحا أن كل المجالات مفتوحة في إطار الرغبة المشتركة لتنمية العلاقات واستعادة قوتها، وهناك فرص طيبة أمام قطاع رجال الأعمال.
وأوضح الوزير سامح شكري أن المباحثات تطرقت للقضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا وليبيا والعراق، وكذلك تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، فضلا ملف مكافحة الإرهاب والتعاون المشترك بين القاهرة وأنقرة بالخصوص، لافتا إلى المشاورات تطرقت للأزمة الأوكرانية الروسية وتحدثنا بشكل معمق وتم طرح رؤية كل طرف للأوضاع القائمة.
وردا على سؤال حول تفاصيل الموضوعات الإقليمية والدولية التي تم التطرق إليها في مباحثات اليوم وفرص التقارب في المواقف حيال تلك الموضوعات خلال الفترة القادمة، قال وزير الخارجية إنه تم بحث الأوضاع الفلسطينية والأوضاع في سوريا وليبيا والعراق والاتفاق الأخير للتطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، وكذلك العمل على مواجهة التحديات المشتركة ومكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والقدرة المشتركة لدى البلدين للتوصل لحلول للمشاكل القائمة.
وحول القضايا الإقليمية التي تناولتها المباحثات، أوضح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أنه تم بحث القضية الفلسطينية خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، وقال: "نسعى ألا تكون هناك اضطرابات في فلسطين خلال هذا الشهر".. مضيفا: "تواعدنا أن نكون يدا واحدة في تقوية المساعي للعمل على ذلك"، وقال: "نسعى للتأثير على روسيا للعمل على الوصول لاتفاق".
ولفت وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى أن المباحثات تطرقت أيضا إلى الوضع في العراق وسوريا ومكافحة الإرهاب الموجود في سوريا الذي يعد قضية حساسة.