اختتمت مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون، أمس، جلساتها الحوارية المقامة على هامش جوائز الفنون للشباب، لمناقشة جائزة النقد الفني التشكيلي، وأقامت المؤسسة بمركز الهناجر للفنون، خامس الجلسات الحوارية والأخيرة تحت عنوان "دور الشباب في إثراء حركة النقد التشكيلي بمصر".
وضمت الجلسة أعضاء لجنة تحكيم جائزة النقد الفني التشكيلي وهم: الدكتور سعيد توفيق أستاذ علم الجمال والفلسفة المعاصرة ورئيس مجلس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة سابقاً وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة سابقاً، الدكتورة أمل نصر أستاذ ورئيس قسم التصوير كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، الدكتور هانى أبو الحسن أستاذ المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية وزارة الثقافة، الدكتور طارق عبد العزيز، وذلك بحضور إيهاب مصطفى، مدير عام مؤسسة فاروق حسني، وريهام المغربي، مدير تطوير الأعمال بالمؤسسة، والدكتورة أماني فوزي أستاذ دكتور الخزف، والمخرج محمد رضا، وأدارت الندوة الدكتورة أمل نصر.
وحضر الجلسة كذلك مجموعة من شباب النقاد والباحثين المشاركين والحاصلين علي جوائز النقد الفني التشكيلي لهذه الدورة وهم الباحثة سارة أحمد حسن عودة، والحاصلة على المركز الأول، والحاصلين على المركز الثالث الباحثة إسراء أحمد عبد الحميد، والباحثة فيفيان أمين عبده بطرس، كما حضر الحوار عدد من النقاد والباحثين ومحبي الفن والمهتمين بالنقد التشكيلي.
وقالت الدكتورة أمل نصر في بداية الجلسة: إن "هناك زخم كبير فى الحركة التشكيلية وخصوصاً الشابة منها، لكن لا يواكبه زخم فى الحركة النقدية، وأن الكم الذي يظهر من الأعمال أو المعارض أو الأحداث الفنية الكبيرة لايحظى بالتوثيق أو الصدى المناسب من الأقلام النقدية، والتي لها دور كبير في تقديم الفن بشكل أعمق وإظهار الاتجاهات الجديدة منها ودعم القيمة أيضاً في كل فروع الفنون.
ووجهت رسالة لشباب النقاد بأنهم أولى بتقديم جيلهم وتجارب زملائهم وأنهم أكثر قدرة على فهم هذه التجارب والدفاع عنها ودعمها.
وبتوجية السؤال للدكتور سعيد توفيق بشأن أهمية الفلسفة وعلم الجمال كرافد معرفي للناقد، وإلقاء الضوء على بعض الفلاسفة مماً كان لهم تطبيقات في مسألة علم الجمال على أعمال فنانين أو تجارب فنية، وكيف يحتاج الناقد إلى وجهة نظر جمالية ومدخل فلسفي للجمال؟
وأشار الدكتور سعيد توفيق إلى أن أهمية السؤال حيث يعتقد البعض أن الفن بعيد عن الفلسفة، وهذا خطأ كبير، وقال إنه يتحدث عن الفن يقصد أيضاً الأدب حيث أن الأدب في النهاية فن أو ما يسمى بالعمل الفني الأدبي، وكل فن ينبع من رؤية فلسفية وليس معنى هذا أن الفنان يعرض مذهبا فلسفيا، وإنما يقدم رؤية خاصة للعالم، وللحياة والإنسان وللطبيعة أيضاً، ولهذا استطاع بعض الفلاسفة المعاصرين أن يتحدثوا عن الصلة الوثيقة بين الرواية والميتافزيقا، ولكن الجانب الذي له صلة وثيقة بالنقد هو علم الجمال وتعريفة هو نقد النقد، ومعنى هذا أن النقد مناقشة للأسس والمبادئ التي يستند إليها الناقد فى نقده للعمل الفني.
موضحا أن علم الجمال هو الخلفية التي يجب أن يستند عليها الناقد التطبيقي وليس الانطباعات، ولهذا لابد من الثقافة الجمالية كمهمة أساسية للناقد.
من جانبه تناول الدكتور طارق عبد العزيز الفرق بين الدراسة النقدية المنشورة فى الصحف وبين الدراسة النقدية المنشورة فى كتاب متخصص؟ وما هي وسائل دعم الشباب لنشر كتابتهم النقدية فى الصحف؟
وأشار الدكتور طارق إلى أن النقد التشكيلي أساساً هو السبب الرئيسي فى ظهور الفنان التشكيلي بشكل أو بآخر، ولولا النقد ما تم التعرف على فنانين بشكل كبير أو بمعنى أدق التعرف على أساليبهم على سبيل المثال، والنقد الفني فى الوقت الحالي أصبح أصعب كثيراً لأن الأعمال الفنية اليوم لا تحاكي الطبيعة كما كنا نراها من قبل، حيث أن أكثر الأعمال بدأت فى اتجاة المدرسة التجريدية وهذا يتطلب ثقافة معينة عند الناقد.
ولفت إلى أن الكتابة النقدية في الصحيفة تختلف بالتأكيد عن كتابتها في كتاب شامل أو متخصص. ففى الجريدة أو المجلة أو الموقع الإلكتروني الكتابة تحاكي المتخصص وغير المتخصص بمعنى تبسيط المعلومة النقدية والدخول مباشرة فى المدارس الفنية التى يتم النقد عليها، أما النقد فى الكتاب المتخصص فهو يهم الشخص المتخصص أو الباحث أو يتم إطلاع النقاد علية للاستفادة وصقل مواهبهم.
وبدأ الدكتور هاني أبو الحسن بسؤال كيف يراني رجل الشارع و ماهو دوري كناقد تشكيلي وهل أنا ممارس الفن التشكيلي بأي شكل من أشكال التصوير أو النحت أم ناقد فقط؟ و عند العمل هل هناك إبداع أو مشاعر أو إحساس أو أن هناك رسالة تحب أن توجهها وتظهر في شكل من الأشكال الفنية، وهل تم التفكير في الجمهور الذي سيشاهد هذا الفن كيف سيرى هذا؟
وتابع أبو الحسن إنه حين يقدم عملا فنيا يتم استيعابه من الجميع بكل الفئات وبكل طوائفهم فهو شكل من أشكال المثالية، وهناك تجارب تحتاج أن نرتبط بوجدان المجتمع وذهنه والرأى العام وبالتالي انتقاء الكتابة واختيار ما الذي يتم الكتابة عنه، ومدى تأثيره في المجتمع والبعد عن المصطلحات المعقدة لأنها في الوقت الحالي غير مطلوبة بالمرة، فالقارئ الآن يستغرق وقتا قليلا في القراءة فيجب تكثيف البحث أو النقد وأن يكون هناك وضوح.
وفي نهاية الجلسة قام الفائزين والمشاركين من المتسابقين الحاصلين على المراكز الأولى في طرح أبحاثهم النقدية على الحضور ومناقشة الأبحاث والأفكار الموجودة بها وتوضيح رؤيتهم النقدية، وسط تفاعل الحضور والشباب من النقاد والباحثين مع أعضاء لجنة التحكيم بالحوار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة