سعيد الشحات يكتب : ذات يوم 21 مارس 1966.. السفير الإيطالى يسلم عميد الأدب العربى طه حسين شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة «باليرمو» والترجمة الإيطالية لسيرة «الأيام»

الثلاثاء، 21 مارس 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب : ذات يوم 21 مارس 1966.. السفير الإيطالى يسلم عميد الأدب العربى طه حسين شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة «باليرمو» والترجمة الإيطالية لسيرة «الأيام» طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منحت جامعة «باليرمو» عاصمة صقلية الإيطالية الدكتوراه الفخرية إلى عميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، فى عام 1965، ودعته الجامعة إلى زيارة صقلية حتى تهدى إليه الدكتوراه فى حفل يقام بها، لكنه اعتذر لضعف صحته، وفى 21 مارس، مثل هذا اليوم 1966، توجه السفير الإيطالى فى القاهرة «فانسينسو سورو» إلى فيلا طه حسين «رامتان» بالهرم ليسلمه الدكتوراه، وتسلمها فى حضور الدكتور عبدالقادر حاتم نائب رئيس الوزراء، والدكتور سليمان حزين وزير الثقافة، والسيد يوسف وزير التربية والتعليم، حسبما تذكر الأهرام فى عددها، 22 مارس 1966.
تذكر الأهرام أن السفير الإيطالى ألقى كلمة عن مآثر طه حسين على الأدب، واهتمامات المستشرقين الإيطاليين بتتبع سيرة حياته وأدبه، ثم قدم إليه ترجمة إيطالية من الجزء الأول من كتابه «الأيام» عليه كلمة إهداء، ورد طه حسين على كلمة السفير شاكرا.. تكشف الأهرام أن شهاد جامعة باليرمو هى سابع شهادة دكتوراه فخرية تهدى إلى عميد الأدب العربى، وتكشف أن الذى اقترح إهداءها إيطالى ولد فى مصر، وعمل فترة مدرسا فى مدرسة التجارة بالجيزة.
 
تتذكر السيدة سوزان، قرينة طه حسين، هذا الحدث فى مذكراتها «معك» ترجمة، بدرالدين عردوركى، ومراجعة، محمود أمين العالم، قائلة: «جاء سفير إيطاليا فانسينسو سورو، وبصحبته وفد كامل وعدد من الصحفيين والمصورين، وفى الوقت نفسه الذى سلم فيه طه الشهادة الجديدة، قدم إليه هدية المستشرقين الإيطاليين بمناسبة عبد ميلاده السبعين، وكانت عبارة عن كتاب جميل يتحدث عنه مجلد بجلد أحمر، كما أهدى إليه أيضا نسخة من مجلدة هى الأخرى بجلد أحمر من الترجمة الإيطالية للجزأين الأول والثانى من كتاب «الأيام»، ثم وجه له خطابا ساحرا، ورد عليه طه، وافترقا بعد ساعة متأخرة على مضض وكل منهما يحمل عن الآخر انطباعا جميلا.
 
ينقل الدكتور محمد حسن الزيات، زوج ابنه طه حسين ووزير خارجية مصر أثناء حرب أكتوبر 1973، فى كتابه «ما بعد الأيام» جانبا مما دار بين «السفير» و«العميد» فى هذه الزيارة، ويشير إلى أن صحة طه حسين ضعفت بعد الجراحة التى أجريت له عام 1961، فلم يعد قادرا على تحمل مشقات السفر إلى بالرمو لتلقى الدرجة الفخرية من الجامعة، ولحضور الاحتفالات التقليدية التى تقام فى مناسبة منحها، وعن الحوار الذى دار بينهما، يقول «الزيات»: «تحدث السفير عن مدينة بالرمو، وكيف كانت تعرف فى القرن الثالث عشر بمدينة اللغات الثلاث «اللغة اليونانية، واللغة اللاتينية، واللغة العربية»، وكانت تفخر بأنها وارثة أعظم حضارتين من حضارات البحر الأبيض المتوسط وهما حضارة الإغريق، وحضارة العرب».
 
يضيف «الزيات»: «قال طه حسين للسفير إن العرب المعاصرين مقصرون فى دراسة تلك الفترة من فترات التاريخ، وكذلك إيطاليا مقصرة، وهو يرجو أن تعنى جامعاتنا بتقوية روابطها بجامعة صقلية، وأن يبذل الطرفان مزيدا من العناية بدراسة عهود الحضارة العربية والإسلامية فى بلاد وجزر البحر الأبيض المتوسط، وأشار إلى أن مصر قد خطت خطوة فى هذا السبيل، عندما أنشأت معهد مدريد فى إسبانيا، وأنها جديرة بأن تضيف إلى هذه الخطوة خطوات مثلها وأكبر منها فى المستقبل».
 
يذكر «الزيات»، أن الحديث انتقل إلى كتاب «الأيام»، الذى حمل السفير ترجمته الإيطالية، فيقول طه حسين إنه حقيقة لم يعد يعرف عدد اللغات التى ترجم إليها الكتاب فى بلاد غرب أوروبا وفى شرقها وفى بلاد آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية.. يضيف السفير: «لقد سمعت أن الكتاب قد طبع أيضا بطريقة بريل للمكفوفين فى كثير من اللغات، فيرد طه حسين: إنه قد طبع بهذه الطريقة فى اللغة العربية أيضا منذ أكثر من عشر سنوات، وأنه قد أملى لهذه الطبعة مقدمة خاصة بها أعطاها لأحد تلاميذه وهو الدكتور عبدالحميد يونس، يتذكر أنه قال فيها: إن المهم هو أن يلقى الإنسان حياته باسما لا عابسا، وجادا يحمل نصيبه من أثقالها، ويؤدى نصيبه من واجباتها، ويحب للناس مثلما يحب لنفسه، ويؤثر الناس بما يؤثر به نفسه من الخير، ولا عليه بعد ذلك أن تثقل الحياة أوتخف وأن يرضى الناس أو أن يسخطوا».
 
يضيف الزيات، أن طه حسين وهو يودع السفير ويشكره، قال له: «سنسافر هذا الصيف إلى إيطاليا كعادتنا الآن، ولعل الباخرة تتوقف عند صقلية هذه المرة مع أنها نادرا ما تفعل ذلك، فيتاح لى أن أشكر رجال الجامعة شخصيا على هذا التكريم العظيم».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة