قالت الكاتبة والروائية سهى زكى، إن تكون مسئول عن تربية طفل يعنى أن تكون قويا وقويا جدا، لأنك وافقت على أن تنجب لهذه الطبيعة شريكا جديدا إذًا فلابد ان يكون هذا الشريك مهيئا للتعامل مع مفردات تلك الطبيعة، ومن سيقوم بهذا بالتأكيد الشخص الذى أنجب، مسئولية ليست بالهينة فى ظل عالم يتطور بسرعة الضوء وفى ظل متطلبات مرهقة وفى ظل مجتمع يعتقد انه يربى معك، المسئولية المادية هنا هى آخر الهم رغم شدتها، لكن المسئولية النفسية والأدبية هى الأهم، أن تكون مستحق للنداء بـ (بابا و ماما) هو أمر صعب جدا والكارثة كل الكارثة ان يظن البعض أن أزمة الطفل فى الطعام والشراب والبامبرز والمدرسة، فهذه جريمة عندما نظن ذلك، الطفل الذى تنجبه هو إضافة جديدة للكون فأما تكون سببا فى إضافة رائعة تبهج الطبيعة والناس ويسعد بها الإنسان الذى سيكون عليه طفلك واما ستكون سببا فى إضافة شخص تعيس كريه او شرير يدمر ما يبذله المبهج من جهد لإسعاد الناس.
وأضاف سهى زكى، فى تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع" تزامنا مع الاحتفال بعيد الأم، أنا ربيت طفلتى وحدى دون شريك ومرت علينا أيام صعبة، مرت أيام السخونية والمرض الليلي، وأنا أجرى بها فى الشوارع لا أعرف أين أذهب بها، مرت كل الظروف التى تمر على اثنين يقومان بالتربية، لكن وحدى ودون وجود أحد معي، كنت أتفنن فى إسعادها فكانت لا تهتم إلا بحضنى ولا يعنيها ماذا سنأكل، مرت أيام وأنا افكر كيف ستدخل البنت المدرسة وكنت فى منتهى الخوف عليها وعندما استقرت الأمور وأصبحت قادرة على تدبر أمورى دون مساعدة كبرت البنت وأصبحت الاحتياجات أكثر وأكثر لكنى لا أيأس، ولم ولن اشتكى لأننى أعرف أننى مسئولة عن ابنتى ومسئولة عن اختيارى لمدرسة مكلفة ولنمط عيشة لا يتناسب مع دخلى فهنا تصبح الشكوى هراء، إذا على العيش بسعادة ورضا وأنا أدبر حياتى التى اخترتها بمحض إراداتي.
وتابعت سهى زكى لم أشأ الزواج من غنى ليساهم فى الصرف خوفا عليها من أن تخدش روحها أو تهتز مفاهيم لن أحكيها بل تعيش بها، ورفضت الزواج من متزوج لأن من لا يقدر نعمة زوجته وأولاده كيف سيحافظ على طفل لم ينجبه أصلا، ورفضت الارتباط العاطفى وتخطيت تجارب فاشلة حتى أحافظ على ابنتى من تقلبات مشاعر العشاق وتغير مزاجهم فينطبع عليها.
واستطردت: اختيارى نعم اختيارى ولأننى أدرك قيمة الإنسان على قدر مفاهيمى المتواضعة أحاول أن أكون على قدر مسئولية وضعت فيها، لا أعلم إذا كنت سأوفق أم لا، لكن كل علامات الطريق تقول إن إرادة السماء والله يمنحونى بركة موافقة، فأنا ما إن أتأزم لأمر ما حتى يحل فورا، فلم تتوقف الحياة أبدا وكانت ابنتى عونا كبيرا لى فى مرضى فلم تشعرنى بالاحتياج لأن يخدمنى أحد بارك الله فيها. فهل تجربة مرضى هى اختبار لقوة ابنتى فى تحمل المسئولية التى ستحملها يوما ما فى الحياة تجاه أبنائها.. أم أن هى رسالة بأن المسئولية دوارة فكما كنت وما زلت مسئولة هى أصبحت مسئولة عندما احتجت لها.
وأوضحت سهى زكى، تربية طفل وحدك ليست بالأمر السهل ولكنه ممتع خاصة وأنت ترى الحياة تطمئنك وتقف بجانبك ويشد المحبين من أذرك. هذه تجربة غير قابلة للتعميم.. فالحياة قدرات وما اخترته ربما لا يناسب غيرى وهكذا، ولا يلام إنسان على اختيار سعد به ولا يحمل نتيجته لغيره أو للظروف.
واختتمت: نحن الأمهات نرى أولادنا أفضل الأولاد، نتمنى لهم أغلى وأجمل الأمنيات، نغضب منهم وليس عليهم، نعاتبهم ولا نقبل من آخر أن يلومهم، نجمل عيوبهم ونمدح فى محاسنهم، أما أنا فمثل كل الأمهات لى ابنة اراها جميلة الجميلات، أعلى موهبة بين كل الموهوبات.. وهى الأذكى بين الذكيات والرشيقة بين الرشيقات.. لى ابنة تعرف قيمة أمها بين الأمهات و تفخر بكل ما تفعله من حاجات.. بها تحلى الحياة وعشانها تهون كل الصعوبات .. ابنتى ربما يراها البعيد ثقيلة الظل من المدللات ويراها الحبيب حبيبة أمها الحلوة ست البنات.. هى اللى عرفت معنى الحياة من يوم أبوها ما مات وعرفت أن البهجة ورث فى الجينات فطلعت معجونة بمياه التمثيل والفن وتقليد الفنانين والفنانات لا وايه بتستعرض على باللغات.. ورثت من أمها حب الناس والأكل والشيكولاتات والروحانيات.. ومن جدتها حنية تتوزع على كل البشر والحاجات.. ومن جدها دقة التفاصيل والاهتمام بالمواعيد والوعود ورد الامانات..
حبيبتى ربنا يحفظها فى كل ما هو آت..