كشفت مجلة "ديفينس نيوز" أن المسيّرة الأمريكية "إم كيو- 9" المخصصة لمهام المراقبة والاستطلاع والاستخبارات تعرضت لسلسلة حوادث منذ إطلاقها في عديد من الجبهات، بلغت 6 حوادث منذ 2015، كان آخرها حين سقطت في البحر الأسود إثر اعتراض مقاتلتين روسيتين لها.
وبينما كانت المسيّرة "إم كيو-9"، التي يحلو للعسكريين الأمريكيين أن يطلقوا عليها "آلة الحصاد"، تنفذ مهمة تحليق روتينية في تمام السابعة صباحا بالتوقيت المحلي في 14 مارس الجاري، بالقرب من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا منذ عام 2014، اعترضتها مقاتلتان روسيتان من طراز "سوخوي-27"، حسب رواية قيادة القوات الأمريكية الأوروبية.
واصطدمت مقاتلة روسية بالمسيّرة الأمريكية؛ مما تسبب في تضرر مراوح المسيّرة، وأجبر مشغليها على إغراقها في البحر الأسود لعدم قدرتها على مواصلة مهامها الاستطلاعية.. وعلّق المتحدث باسم البنتاجون الجنرال بات رايدر، واصفًا حالتها بعد الاصطدام بأنها "لم تعد قادرة على التحليق، ويصعب السيطرة عليها، لذا تم إسقاطها."
وأشارت مجلة "ديفينس نيوز" أن اعتراض المقاتلات الحربية من الأمور الشائعة عسكريًا، ويتم وفق مجموعة من قواعد الاشتباك المتعارف عليها في تلك الحالات، لكنها أردفت "حادث الثلاثاء الماضي شهد نهجا عدائيا تسبب في وقوعه".
وقال الخبير في "مركز تحليلات البحرية"، صامويل بينديت، في تصريحات خاصة لمجلة "ديفينس نيوز"، إن "وسائل الإعلام الروسية وجهات أخرى تراقب عن كثب طلعات المسيّرة في البحر الأسود على مقربة من شبه جزيرة القرم، ونشرت خرائط لمسيرتها في المنطقة"، لافتاً إلى أن هناك شعورًا عامًا "بالغضب وعدم الارتياح حيال قيام الولايات المتحدة باستخدام تلك الأدوات لإجراء عمليات مراقبة واستطلاع، دون أن يكون هناك رد روسي صريح".
واستطرد قائلاً "ذلك الغضب المكتوم كان سينفجر، بأن يقوم الروس بالرد بوسيلة أو بأخرى، إن آجلاً أو عاجلاً".
ووفقًا للمجلة الأمريكية، فإن حادث الاصطدام بمسيّرة "آلة الحصاد" الاستخباراتية هو أول احتكاك مباشر بين قوات أمريكية وروسية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، بيد أن سقوط المسيّرة "إم كيو" ليس هو الأول من نوعه، إذ أن تلك النوعية من المسيّرات تعرضت لحوادث سقوط أو تحطم أو اختفاء عديدة أُعلن منها عن 5 حوادث أخرى منذ عام 2015.
وأضافت المجلة أنه من المعروف أن المسيّرة "إم كيو-9" من إنتاج شركة "جنرال أتوميكس" الأمريكية، وكانت تسمى من قبل "بريداتور بي"، وقد صممت على غرار النموذج السابق المعروف "إم كيو 1 بريداتور"، التي توصف بأنها "المسيّرة المفترسة"، وقد استُخدم الطرازان في مهام مراقبة واستطلاع واستخبارات، إضافة إلى القتال كقاذفة صواريخ.
وتصل سرعة "آلة الحصاد" في المتوسط إلى 313 كيلومترًا/ساعة، بينما تقترب سرعتها القصوى من 500 كيلومتر/ ساعة، وهي مزودة بمحرك "هانيويل تي بي إي 331"، ويبلغ طولها 11 مترًا، وعرض جناحيها يصل إلى 20 مترًا، ويمكنها التحليق والسيطرة عليها من بعد على مسافات تصل إلى 1850 كيلومترًا، وتبلغ تكلفتها نحو 17 مليون دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة