هذا ما جنته مدينة النور.. القمامة تحاصر معالم باريس بعد احتجاجات "قانون التقاعد".. إضراب عمال النظافة يفاقم الأزمة.. 10 أطنان تنتظر الجمع.. وعمدة العاصمة: إرغام العمال انتهاك لحق دستورى.. وخطاب مرتقب لـ"ماكرون"

الثلاثاء، 21 مارس 2023 08:30 م
هذا ما جنته مدينة النور.. القمامة تحاصر معالم باريس بعد احتجاجات "قانون التقاعد".. إضراب عمال النظافة يفاقم الأزمة.. 10 أطنان تنتظر الجمع.. وعمدة العاصمة: إرغام العمال انتهاك لحق دستورى.. وخطاب مرتقب لـ"ماكرون" باريس تغرق وسط القمامة
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من عاصمة للعطور إلى مركز للقمامة ، هكذا تحولت العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن فاحت الرائحة الكريهة من شوارعها، إثر تراكم أكوام القمامة وسط إضراب  عمال النظافة احتجاجا على مشروع إصلاح نظام التقاعد.
 
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى صور أبرز المعالم السياحية في باريس محتجبة بأكوام النفايات، التي تجمعت على ضفاف نهر السين  بمقربة من كاتدرائية نوتردام،  وحتى برج ايفل.
 
5
 
ودأبت النقابات منذ شهرين على تنظيم تحركات عدة على نطاق وطني لدفع السلطة التنفيذية إلى التراجع، ومنها مظاهرات حاشدة بمشاركة الملايين، وإضرابات في المدارس وقطاعات النفط والكهرباء والنقل وسواه، وفى خضم هذا الحراك، دخل عمال جمع القمامة البلديون في باريس إضرابا منذ أكثر من أسبوعين، وكثفت النقابات الفرنسية إجراءاتها ضد إصلاحات التقاعد الحكومية التي لا تحظى بشعبية.
 
 كما استخدمت أكياس القمامة وصناديقها وقودًا لمثيري الشغب، الذين قاموا بتمشيط باريس لإشعال الحرائق ، كما فعلوا بعد الاحتجاجات الأخيرة. تم اعتقال ما لا يقل عن 100 شخص.
 
1
 
وبحسب شبكة فرنسا 24 ، قدرت السلطات كمية النفايات التي لم يتم جمعها في شوارع باريس بسبب إضراب عمال النفايات ، ارتفعت إلى 10 آلاف طن ، على الرغم من الجهود المبذولة لإجبارهم على العودة إلى العمل. 
 
وانخرطت الحكومة الوطنية ومجلس المدينة الذي يديره الاشتراكيون في مواجهة مريرة حول الحطام المتعفن في المدينة، وتسببت هذه القضية في شجار سياسي خلال عطلة نهاية الأسبوع ، بعد أن جادل رؤساء بلديات العديد من المقاطعات الباريسية بأن الإضراب يهدد بالتحول إلى خطر كبير على الصحة العامة ، ودعوا عمدة باريس ، الاشتراكية آن هيدالغو ، إلى اتخاذ إجراءات.
 
بدوره، أمر وزير الداخلية ، جيرالد دارمانين ، قائد شرطة باريس بجعل قاعة المدينة تجبر جامعي القمامة على كسر إضرابهم والعودة إلى العمل،  لكن عمدة باريس ، آن هيدالغو ، قالت إنه بينما كانت المدينة تعمل على حلولها الخاصة للحالات العاجلة، فإنها تدعم الإضرابات ضد تغييرات المعاشات التقاعدية.
 
وقال نائب العمدة المسؤول عن النفايات  كولومب بروسيل ، إن أي طلب لإجبار المضربين على العودة إلى العمل سيكون "هجومًا على الحق الدستوري في الإضراب".
 
فيما  قال عمدة الدائرة 17 ، جيفروي بولارد ، في مقابلة مع  شبكة CNN ، إنه طلب من عمدة باريس آن هيدالجو توظيف مزود خدمة خاص للتدخل، قائلًا: لا يمكننا الانتظار، وهذه مسألة تتعلق بالصحة العامة معبرًا عن قلقه بشأن انتشار الفئران والقوارض بالإضافة إلى صورة باريس.
 
كما طلب عمدة محلي آخر، جان بيير ليكوك من الدائرة السادسة ، من هيدالجو التدخل في رسالة مفتوحة نشرها على تويتر.
 
 لكن الناس ليسوا قلقين فقط بشأن عدد قليل من أكياس القمامة ، المشكلة الحقيقية هي أن باريس ، مثل معظم المدن الكبيرة ، موبوءة بالفئران،  وهو مادفع أكاديمية الطب الوطنية الفرنسية إلى إصدار تحذير في   حول "الخطر على صحة الإنسان  التي تشكلها الفئران والأمراض التي يمكن أن تنقلها إلى البشر.
 
6
وفي مقابلة مع التلفزيون الفرنسي صباح الاثنين ، ألقى المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران باللوم أيضًا على هيدالجو ، الذي اتهمها بدعم الإضراب قائلًا: "ما هي الرسالة التي بعثت بها رئيسة بلدية باريس؟ وقال فيران: إن الأمر متروك لها لتوضيح الأمر مع الباريسيين .
 
وتتراكم القمامة في حوالي نصف أحياء باريس منذ 6 مارس ، حيث أضربت فرق البلدية عن العمل لكن بعض المتعاقدين من القطاع الخاص واصلوا العمل، وونظمت احتجاجات حاشدة بانتظام في جميع أنحاء فرنسا منذ 19 يناير ، حيث خرج أكثر من مليون شخص عدة مرات للتعبير عن معارضتهم لخطة الحكومة لرفع سن التقاعد الرسمي لمعظم العمال كجزء من إصلاحات نظام التقاعد الحكومي .
 
كما أضرم محتجون، النار، في أكوام القمامة، بوسط باريس، بعد أن نجت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، بفارق ضئيل من اقتراح سحب الثقة في البرلمان، وسارع رجال الإطفاء لإخماد أكوام القمامة المحترقة التي تُركت دون جمع لعدة أيام .
 
وكان التصويت على اقتراح سحب الثقة الثلاثي، أقرب مما كان متوقعا، أيده حوالي 278 نائبا، أي أقل من 9 فقط من 287 نائبا صوتوا لكي تنجح.
 
ويقول المعارضون: إن هذا يُظهر أن قرار ماكرون تجاوز التصويت البرلماني على مشروع قانون التقاعد- الذي أثار اقتراحات حجب الثقة- قوَّض بالفعل، أجندته الإصلاحية، وأضعف قيادته.
 
وقالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إن  اليزابيث بورن  رئيسة الحكومة  يجب أن ترحل ، وعلى ماكرون أن يدعو إلى استفتاء بشأن الإصلاح لكن من غير المرجح أن يفعل ذلك،  وقالت للصحفيين 'إنه أصم عما يريده الفرنسيون.
 
فيما أعلن الرئيس  الفرنسي إيمانويل ماكرون توجيه خطاب  إلى الفرنسيين الأربعاء في مقابلة تلفزيونية مباشرة بشأن التوترات الاجتماعية والسياسية الناجمة عن إصلاح نظام التقاعد، في محاولة لتهدئة الأوضاع.
 
 وأشار مشاركون في اجتماع للمعسكر الرئاسي في القصر الرئاسي صباح الثلاثاء إلى أن ماكرون لا يعتزم حلّ البرلمان أو إجراء تعديل وزاري واستفتاء على إصلاح النظام التقاعدي، غير أنه طلب منهم تقديم "مقترحات" بهدف "تغيير النهج وأجندة الإصلاحات".
 
فيما  قالت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن التي دعيت إلى الإليزيه مع عدد من أعضاء الحكومة وقادة الأغلبية "أنا عازمة على الاستمرار في تحقيق التحولات اللازمة لبلدنا".
 
وحذر الاتحاد العمالي العام من تظاهرات مستمرة ، حيث  دعا الأمين العام للاتحاد الديموقراطي الفرنسي للعمل، لوران بيرجيه، إلى التعبئة في الإضرابات والتظاهرات المقررة في 23  مارس.
 
وأعرب بيرجيه عن قلقه حيال "الغضب والعنف" الذي قد ينجم عن اعتماد قانون لا يحظى بالأغلبية في الجمعية الوطنية.
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة