اشتهرت الممثلة الراحلة عقيلة راتب بأدوارها الكوميدية التي تميزت بها في عدة أعمال مسرحية وسينمائية، لكن الممثلة التي ولدت في مثل هذا اليوم 22 مارس عام 1916، لها مواهب فنية آخرى تميزت بها لا يعرفها الكثيرون.
بداية تعلق عقيلة راتب بفن التمثيل بدأ منذ طفولتها، إذ تمتعت بصوت جميل وموهبة في الأداء، لتكون بطلة للعروض المسرحية والفقرات الفنية "اسكتشات" التي تنظمها المدرسة، ولفتت أنظار الكثيرين، لينصحوها بأنها يجب أن تواصل المشوار رغم صعوبته وقتئذ.
عقيلة راتب ابنة أسرة ارستقراطية كانت تعرف أن الفن طريقها، لكن نوعية الأدوار الكوميدية لم تكن وجهتها الأساسية، بل أحبتها عندما التحقت بفرقة علي الكسار في أولى خطواتها نحو احتراف الفن ومغادرة مرحلة الهواية، إذ قالت الممثلة الراحلة في لقاء تليفزيوني قديم: أحببت اللون الكوميدي من خلال فرقة علي الكسار، والعروض والأعمال التي قدمتها مع الفرقة كانت مليئة بالاوبريتات والغناء والكوميديا.
كاملة محمد كامل التي غيرت اسمها بعد ذلك إلى عقيلة راتب دائما كانت تشعر بسعادة غامرة لأنها تستطيع أن تضحك الناس وترسم على وجههم البسمة، حسبما كانت تؤكد في لقاءتها الإعلامية، واصفة فن الكوميديا بأنه الأصعب، لكن طبيعتها المرحة في الحقيقة ساعدتها على إجادته والتميز به، لتقدم لنا العديد من الشخصيات بأفلام بارزة منها (حفيظة) في "البعض لا يذهب للمأذون مرتين"، ودور الأم في الفيلم الأشهر "عائلة زيزي" الصادر عام 1963.
مواهب عقيلة راتب المتنوعة تعددت ما بين تقديم المونولوجات ومنها "ابن الناس"، والأغاني ومنها "يا لهف قلبي"، وفي التمثيل لم يتوقف الأمر عند الكوميديا فقط بل قدمت شخصيات درامية ومنها شهرزاد وقطر الندى.
"الفنان لا يخرج أبدا على المعاش لأنه ليس موظفا".. جملة آمنت بها عقيلة راتب، إذ كانت ترى أنها يجب أن تواصل العطاء الفني في أي مرحلة عمرية، ورغم أنها حاولت ذلك لكن الواقع كان مغايرا فمع بلوغها الـ70 من عمرها أصيبت بفقدان البصر، أثناء تصوير فيلم "المنحوس" عام 1987، ورغم ذلك أصرت على استكمال المشهد حبا لمهنتها وإخلاصها للفن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة