نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، النبي هدى للناس وبيان من الفرقان، فكان لسماعه فعل السحر، من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، فكل آية من آيات الذكر الحكيم تحمل تعبيرات جمالية وصورا بلاغية رائعة.
وواحدة من آيات القرآن الكريم، التي تحمل صورا بلاغية رائعة، ونجد فيها تصويرًا فنيًا بديعًا،{لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.
ولعل الآية القرآنيةالأخيرة، تحمل رسالة طمأنة من رب العالمين إلى عباده الصابرين، فحينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة: “منحة ربانية وعطية إلهية".
وبحسب التفسير، الله هو القادر على تقليب القلوب من بغض إلى محبة، ومن غضب إلى رضى، ومن إيثار تحمل المخالفة في الأخلاق مع المعاشرة على تحمل آلام الفراق وخاصة إذا كان بين المتفارقين أبناء، أو من ظهور حمل بالمطلقة بعد أن لم يكن لها أولاد فيلز ظهوره أباه إلى مراجعة أمه المطلقة. على أن في الاعتداد والإسكان مصالح أخرى كما علمته آنفا، والخطاب في قوله لا تدري لغير معين جار على طريقة القصد بالخطاب إلى كل من يصلح للخطاب ويهمه أمر الشيء المخاطب به من كل من قصر بصره إلى حالة الكراهية التي نشأ عليها الطلاق ولم يتدبر في عواقب الأمور ولا أحاط فكره بصور الأحوال المختلفة المتقلبة كما قال تعالى : فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا .
ولعل كلمة (لا تدري) تجري مجرى المثل فلا يراد مما فيها من علامة الخطاب ولا من صيغة الإفراد إلا الجري على الغالب في الخطاب وهو مبني على توجيه الخطاب لغير معين، و (لعل) ومعمولاها سادة معلقة فعل (تدري) عن العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة