لم يختلف أحد علي موهبته، فهو فنان من طراز خاص، بارع في تقديم أدوار السهل الممتنع، فتجده يغير جلده في كل دور يقدمه، ولعل ملامحه المرنة هي التي ساعدته علي ذلك، فنجح في الكوميدي والتراجيدي ونجح في تقديم الرجل البسيط والضابط الإسرائيلي والفلاح والصعيدي، فهو "معجون بالفن"، هو الفنان الراحل أحمد حلاوة الذي يمر اليوم السبت الموافق 25 مارس عام علي وفاته.
أحمد حلاوة هو فنان شامل، لديه موهبة كبيرة أستطاع من خلالها أن يترك بصمة في كل أعماله، فكان له صوت مميز وطلة مبهجة، فقد عشق الفن منذ طفولته عندما كان يشاهد السيرك في منطقته العباسية ، وأول فرقة ألتحق بها هي فرقة الريحاني بسبب عدلي كاسب الذي رشحه للإلتحاق بها ، حتي أنتهي من دارسة الثانوية فألتحق بكلية هندسة الإتصالات ولكن لم يستطع أن يبعد عن الفن ، فبمجرد إنتهاء دراسته منها ألتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، ومن الواضح أنه كان عاشق للدراسة فلم يكتفي بذلك بل حصل علي بكالريوس معهد دافنشي للفنون الجميلة، تخصص ديكور، وحصل كذلك علي درجة الدكتوراه في فلسلفة الفنون من جامعة الفن المسرحي ببوخارست.
سلك حلاوة مسار التدريس الأكاديمي حيث أسس قسم علوم المسرح بكلية الأداب جامعة حلوان ، وأصبح يدرس المسرح، بالإضافة لتقديمه دروساً للهواة في التمثيل علي قناته باليوتيوب، وكان قد صرح حلاوة من قبل أن كل الأدوار الذي قدمها هي محببة لقلبه ، فلا يستطيع أن يشارك بدور غير مقتنع به، وروي حلاوة موقف ليؤكد علي كلامه أنه في أحد مسرحياته الذي كان يقوم ببطولتها كان المناخ العام بها ليس جيداً، فكان حلاوة بمجرد دخوله من باب المسرح يجد درجة حرارته قد وصلت 40 ، فيحضروا له الطبيب علي الفور ولم يجد عنده مشكلة، وبمجرد خروجه من المسرح يصبح بصحة جيدة وهنا علم أنها مشكلة نفسية ومن هنا تعود ألا يشارك في عمل لا يحبه أو مناخه العام غير جيد أو الأشخاص المشاركين معهم لا يحبهم .
وعن عادل إمام قال حلاوة فنان فريد من نوعه فهو أعطاني الحرية الكاملة أن أبدع ، "كنت بشتغل معاه وأنا سايب إيدي"، فعادل إمام ظاهرة لديها قبول عالي صرفه الله له في قلوب الناس.