31 مليار جنيه رقم يبين حجم المشروع العملاق الذى تنفذه الحكومة فى شركات الغزل والنسيج والملابس على رأسها مصانع شركة مصر بالمحلة الكبرى، ثم مصانع كفر الدوار ودمياط، وهو المشروع الذى تعرض لبعض التأخير جراء جائحة كورونا، وجراء التداعيات الاقتصادية العالمية وتعطل سلاسل الإمداد، علاوة على بعض الأخطاء الإدارية وعدم المتابعة الدقيقة لإتمام عملية الانشات فى موعدها.
كشفت مصادر لـ"اليوم السابع" أن الموقف الحالى لتطوير المصانع، يتلخص فى أن مصنع 4 قارب على الانتهاء، موضحة أن حجم إنتاجية أحدث مصنع ينضم لمصانع الغزل والنسيج الجديدة تبلغ نحو 13 طن غزل يوميا، وهو مصنع 4 بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة، حيث يضم 44 ماكينة غزل حديث، وتبلغ عدد المرادن فى الماكينة الواحدة نحو 1632، بإجمالى نحو 72 ألف مردن، لافتة إلى أن المصنع متخصص فى إنتاج وتشغيل الخيط الرفيع نمرة 77 أو 80.
أشارت المصادر أن مصنع 4 تم تركيب خط التنظيف والكارد فيما ينقص فقط ماكينات البرم 12 ماكينة لم يتم شحنها حتى الان، وكذلك جار شحن ماكينات التدوير الموجودة فى ميناء الإسكندرية علاوة على أن المصنع يحتاج استكمال غرف ولوحات الكهرباء والمحولات ومكابس الهواء والمكثفات، والمتوقع استكمالها فى غضون الثلاثة اشهر المقبلة.
وفيما يتعلق بمصنع 1 الأكبر فى العالم كشفت المصادر أنه جار استكمال البنية الأساسية للمصنع، حيث تم عمل الهنجر وبلاطة الأرضية وجار استكمال بعض المبانى والأرضيات ولا سيما أن ثلث الماكينات فقط وصل إلى المخازن بعد صرف نحو ثلث القرض البالغ 540 مليون يورو، لافتة أنه من المتوقع أن تواصل شركة ريتر السويسرية شحن ثلثى الماكينات وتجهيزات المصنع فور توريد قيمتها المالية خلال العام المقبل.
وأضافت المصادر أن عملية تطوير المصانع الجديدة مع الآليات الحديثة للتسويق ستساهم فى وقف خسائر سنوية لمصانع الغزل والنسيج تصل لنحو 2.5 مليار جنيه فيما ستزيد الصادرات لنحو 2 مليار دولار سنويا يمكن زيادتها لـ10 مليارات دولار سنويا شريطة فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية المصنوعة من القطن المصرى عالى الجودة عالميا.
خطأ تخريد المصانع القائمة وخسارة العملاء
من جانبه يرى الخبير الاقتصادى أشرف بدوى أن أبرز الأخطاء خلال عملية التطوير قرار تخريد الماكينات ووقف الماكينات فى المصانع القائمة، سواء فى المحلة التى كان بها نحو 300 الف مردن أو شبين وبها 250 ألف مردن أو مصانع كفر الدوار وستيا بالإسكندرية ودمياط وغيرها من المصانع التى كانت تنتج، ولها عملاء فى مصر، وفى العديد من دول العالم نحو 20 دولة كان يتم التصدير لها ويضل متوسط صادرات الشركات لنحو 300 مليون دولار سنويا
أضاف أشرف بدوى أن قضية تخريد وتكهين الماكينات فى مصانع الغزل والنسيج وبعضها ماكينات حديثة يحتاج إلى وقفة ومحاسبة لا سيما بعد الخسائر الكبيرة التى منيت بها المصانع التى توقفت ويتم دفع رواتب العمال وهم فى منازلهم.
أشار أن مصانع غزل المحلة التى تنتج خيوط متوسطة وخيوط تريكو متوقفة بالكامل لعدم وجود خامات قطن، كما تم نقل عدد 88 ماكينة غزل من كفر الدوار لنقلهم للمحلة تم تركيب نصفهم بالمحلة، والباقى مخزن فى شونة شركة النصر للصباغة بالمحلة علاوة على فك وتخريد عدد 60 ماكينة ريتر ممتازين من المحلة من غزل 5 وغيرها من المصانع، لافتا أن المحلة كان فيها لا يقل عن 300 ألف مردن بحالة جيدة ومحدثين وإنتاجهم مميز، حيث كان إنتاجهم اليومى لا يقل 90 طن تم إيقافهم بالكامل.
وكشف أن شركة شبين كذلك كان بها 250 ألف مردن مجددين وممتازين، كان إنتاجهم 65 طنا يوميا خيوط تريكو متوسطة خيط 30 تم إيقافهم بالكامل، يضاف إلى تلك الكارثة وقوف عدد 60 ماكينة ريتر حديثة بغزل دمياط كانت تنتج أفضل خيوط التريكو، وهى موديل حديث أواخر التسعينات، بعدد مرادن 72 ألف مردن وطاقة إنتاجية تتعدى 22 طن يومى بخلاف نحو 170 ألف مردن فى كفر الدوار ومثلهم تقريبا فى ستيا حيث يصل عدد المرادن تقريبا فى كل الصانع التى توقفت لنحو مليون مردن، وكان تنتج خيوط تريكو مميزه بالسوق المصرى وكانت تسد فجوه كبرى من الصادرات 1.890 مليون مردن إنتاحهم اليومى 557 طن يومى بما يعادل 78 مليون جنيه غزل يوميا.
استكمال اكبر مصنع في العالم فى المحلة
فيما يتعلق بآخر مستجدات مصنع 1 الأكبر فى العالم، أفادت المصادر إنه جار استكمال توصيل الكهرباء من الشبكة الرئيسية؛ لحين وصول "الكمبروسرات"، لتهيئة المصنع لاستقبال الماكينات الحديثة المخصصة للمصنع، موضحة أن وزارة قطاع الأعمال العام فى تواصل مستمر مع خبراء مكتب وارنر الاستشارى الأمريكى لمتابعة استكمال تدشين المصنع علاوة على التواصل مع مختلف الجهات سواء المقاول المنفذ او بعض الجهات الأخرى لاستكمال انشاءات المصنع بشكل تام، خاصة أن مشروع التنفيذ تأخر نحو عامين عن الجدول الزمنى المقرر له.
وتتابع وزارة قطاع الأعمال العام عن كثب تطور الأعمال الإنشائية وتحديث البنية التحتية للمصانع وفى مقدمتها مصنع غزل (1) الجديد بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، وذلك فى إطار تنفيذ خطة وزارة قطاع الأعمال العام لإعادة هيكلة وتطوير الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج.
وتم الانتهاء من أعمال تركيبات الهيكل الخرسانى الرئيسى للمصنع الذى يعد أكبر مصنع فى العالم لإنتاج الغزول بطاقة تقدر بنحو 30 طن غزل / يوم.
ويقام المصنع الجديد على مساحة 62.5 ألف متر بشركة غزل المحلة، حيث يستوعب 182 ألف مردن غزل، ومن المقرر بدء الإنتاج فور تركيب الماكينات.
وزير قطاع الأعمال : متابعة يومية لانجاز المشروعات التى تنتهى ديسمبر 2024
وحول أسباب تأخر تنفيذ مشروع تطوير الغزل والنسيج كشف الدكتور محمود مصطفى عصمت وزير قطاع الاعمال العام، فى تصريحات له أن الحصول على بعض الموافقات البيئية وراء تأخر الحصول على قرض التمويل،وبالتالى التأخر عن تصنيع واستيراد كل الماكينات، موضحا أن الرئيس السيسى مهتم شخصيا بهذا الملف، وهناك متابعة يومية له كما سبق وزار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء المصانع ووقف على حجم العمل بها، إضافة إلى نقل بعض المصانع لعدد اخر من الاستشاريين لتنفيذها فى اسرع وقت والاستمرار فى شحن الماكينات وتركيبها.
وأكد أننا نحتاج 51 مليار جنيه لتطوير شركات الغزل والنسيج لافتا إلى أنه بصدور قرار تطوير الغزل والنسيج تكلفت الدراسة وقتها حوالى 21 مليار جنيه وتم ضخ 460 مليون يورو، وتم عمل إنشاءات بإجمالى حوالى 8 مليار جنيه مصر فى هذا التوقيت.
وأضاف أن المشروع وصل تكلفته بحوالى 31 مليار جنيه فى حجم الاستثمارات بين ماكينات وإنشاءات بسبب الاختلاف فى سعر العملة، أما الـ20 مليار جنيه المتبقية فهى نتيجة المديونيات المتراكمة على الشركة، لافتا أن عملية التطوير فى شركة الغزل والنسيج بالمحلة ستنتهى بنهاية عام 2024.