فى بيت المنتجة والفنانة الكبيرة آسيا داغر اجتمع الهلال والصليب، تجلى التسامح الدينى فى صورة جدة مسيحية وأم وأحفاد مسلمين.
آسيا داغر المنتجة والفنانة لبنانية الأصل التى نزحت من لبنان إلى مصر بعد وفاة زوجها ومعها ابنتها الوحيدة إيلين التى أصبحت فيما بعد الفنانة منى داغر، وبدأت آسيا مشوارها الفنى من الصفر حتى كونت شركة إنتاج وأنتجت أعظم الأفلام السينمائية ومنها «رد قلبى، والناصر صلاح الدين»، واكتشفت عددا من كبار نجوم الفن، أما ابنتها منى المولودة عام 1923 فقد شاركت فى عدد من الأفلام السينمائية التى اشتهرت فيها بأدوار الفتاة الحقودة التى تحاول التفريق بين البطل والبطلة، واعتزلت الابنة مبكرا وتفرغت لرعاية أبنائها، ومؤخرا انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى عدد من المنشورات التى تشير إلى أنها أول فنانة تدفن فى البقيع فى المدينة المنورة بعد إسلامها، وأنها توفيت أثناء أداء فريضة الحج، وصلى على جنازتها 50 ألف مسلم فى المدينة المنورة، وأن هذه كانت أمنيتها منذ دخلت الإسلام، وتم تداول هذه المنشورات على نطاق واسع، حتى أن العديد من المواقع الإخبارية تناقلت هذه المعلومات.
وكانت «اليوم السابع» تواصلت مع محمد على برهان ابن الفنانة الراحلة منى داغر وحفيد المنتجة الكبيرة آسيا قبل رحيله ليكشف حقيقة هذه المعلومات.
وقال برهان: «والدتى أسلمت فى الأربعينيات من القرن الماضى قبل زواجها من والدى المهندس على برهان، الذى انفصلت عنه عام 1953 بعدما أنجبتنى أنا وأختى تفيدة، وبعده تزوجت من على منصور المحامى الذى كان يتولى قضايا والدتها الفنانة والمنتجة الكبيرة آسيا وأنجبت منه ألفت وسمية».
وكشف محمد على برهان قصة دخول والدته الفنانة منى داغر المجال الفنى، مؤكدا أنها دخلت هذا المجال لإنقاذ موقف، حيث رفضت جميع الفنانات دور الفتاة الشريرة فاقترح المخرج هنرى بركات أن تقوم هى بالدور، وغير اسمها من إيلين إلى منى داغر، وانحسرت مشاركاتها الفنية فى أدوار الشر واستمرت مسيرتها الفنية 10 سنوات من عام 1944 حتى عام 1954 حيث قررت الاعتزال نهائيا.
وتحدث برهان عن قصة إسلام والدته الفنانة منى داغر، قائلا: «والدتى أسلمت فى الثلاثينيات قبل زواجها من والدى، وجدتى آسيا لم تعترض، حيث كان الجو مهيئا فى الأسرة لتقبل الاختلافات الدينية، وسبق وتزوجت ابنة شقيقتها مارى كوينى من المخرج أحمد جلال، ولكن ظلت «كوينى» على ديانتها ولم تشهر إسلامها ودفنت فى مقابر الأقباط، فى حين دفنت أمى فى مقابر المسلمين».
وتحدث الحفيد عن العلاقة بين المنتجة آسيا وابنتها منى بعد إسلامها: «أمى وجدتى لم يفترقا أبدا، وعاشتا معا فى بيت واحد وكان بيتنا نموذجا للتعايش بين الهلال والصليب، وكانت جدتى تقول لنا الحاجة العيب ما تتعملش، والعيب فى كل الأديان واحد».
وتابع: «كانت جدتى تحتفظ بالإنجيل بجزئيه، العهد القديم والعهد الجديد، وتضع القرآن تحت رأسها، وتداوم على سماعه يوميا، وتحثنا على أداء الشعائر الدينية رغم اختلاف الأديان، وتقول لى مش هتنزل تصلى الجمعة؟».
وكشف ابن الفنانة منى داغر حقيقة المنشورات المنتشرة عن والدته، مؤكدا أنها شائعات لا أساس لها من الصحة: «والدتى ذهبت للعمرة مرة واحدة فى السبعينيات، وحاولت أن تذهب مرة ثانية ولكن توفى زوجها الثانى على منصور، وبعد العمرة الأولى عادت وعاشت لسنوات حتى توفيت ودفنت بالقاهرة فى 27 مايو عام 2000.