تحولت مطابخ الأثرياء والولائم والعزايم لسلاح يهدد العالم والكرة الأرضية، لما ينجم عنها من بواقى أطعمة ومخلفات، تسبب فى أحيان كثيرة فى الاشتعال الذاتى نتيجة لتولد غاز الميثان عنها داخل مقالب القمامة، وهذا الغاز مصنف ضمن الغازات الدفينة المسببة فى زيادة ظاهرة الاحتباس الحرارى.
ولم يتوقف الأمر عند البواقى ومخلفات الأطعمة وانما ايضا هو مرتبط بطبيعة الاستهلاك للطعام والناتج عنه من اهدار للغذاء بشكل عام، سواء على المستوى المحلى أو العربى أو العالمى.
فى الآونة الأخيرة باتت معركة مواجهة التغيرات المناخية من المعارك المصيرية، التى اجتمع العالم لمواجهتها وطرح حلول للتعامل معها، إذ إنه من أبرز المشكلات الناجمة عنها هى مشكلة الأمن الغذائى والبحث عن حلول منها استبدال خريطة المحاصيل الزراعية التى تقاوم درجات الحرارة سواء المنخفضة أو المرتفعة. ومن هذه الحلول التى تسعى لتقليل هذه الآثار أو التكيف معها، تقليل الإهدار للطعام من خلال تعديل السلوكيات وتنمية الوعى، وتحويل نفايات الطعام أو بواقى الاكل إلى سماد عضوى أو كمبوست للاستفادة منه.
خلال هذا التقرير نرصد ثقافة الشعوب العربية فى الطعام، وربطها بشيم الكرم العربى، حيث أكدت اخر دراسة صادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، انه خلال شهر رمضان فقط يوجد ما بين 25% حتى 50% من الطعام يتم إهداره ومصيره القمامة ومقالب المخلفات، مؤكدة أنه يصل متوسط نصيب الفرد عالميا من بقايا الغذاء، حوالى 74 كيلوجراماً سنوياً.
وفى تقرى برنامج الأمم المتحدة للبيئة"UNEP"، حدد عدد من المؤشرات الخاصة بنفايات الطعام، مشيرا إلى إنه ينتج عن العالم حوالى 931 مليون طن من مخلفات الطعام سنويا، بينهم حوالى 569 طناً من المنازل فقط، وأكثر من 244 مليون طن من المطاعم، وأن هذا الهدر من الطعام فى العالم العربى تجاوز حجمه حوالى 40 مليون طن، 9 ملايين طن منهم فى مصر، كما ينفق المصريون 200 مليار جنيه سنويا تقريبا على الطعام، ويستأثر شهر رمضان الكريم بالنصيب الاكبر من هذا الرقم، فتنفق الأسرة المصرية حوالى 45% من دخلها على الطعام فقط، ثم العراق حيث تهدر اكثر من 4.7 ملايين طن، ويلبها السودان التى تهدر طعام يصل إلى 4.16 ملايين طن.
ورصدت الارقام الواقع فى الدول العربية، حيث أكد تقرير الامم المتحدة، انه بسبب ثقافة الغذاء ونوعيته، تبلغ قيمة اهدر الطعام فى الجزائر مايقرب من 3.91 ملايين طن، وفى السعودية حوالى 3.59 ملايين طن طعام مهدر، واما فى المغرب فتصل إلى حوالى 3.31 ملايين طن، واليمن لديه 3.2 ملايين طن طعام مصيرها القمامة، وتهدر سوريا 1.7 مليون طن من الاغذية، وتونس كميات الطعام المهدرة حوالى1.6 مليون طن، والأردن هناك 939 ألف طن، وتهدر الامارات حوالة 923 ألف طن، اما لبنان فتهدر 717 ألف طن، وليبيا تهدر 513 ألف طن، بينما فلسطين لديها 501 ألف طن مصيرهم المقالب، وعمان يتم اهدار 470 ألف طن، وموريتانيا 450 ألف طن، اما الكويت 397 ألف طن، وتأتى قطر فى قائمة إهدار الطعام بحوالى 267 ألف طن، اخيرا البحرين فتهدر 216 ألف طن.
واخير فإن ثقافة المأكل والمشرب فى الوطن العربى تكاد تكون واحدة، فدائماً يتم اعداد طعام اكثر من المطلوبة، ومنتشرة بشكل اكبر وسط الطبقات الغنية فى المجتمع، وتمتد احيانا لتشمل الطبقة المتوسطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة