بعد ثورة يوليو أصبحت دراسة المأثورات الشعبية علما قائما بذاته واعتمدته جامعة القاهرة عام 1960 وتأسست المعاهد والمراكز للفنون والآداب الشعبية
فى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث الفن الشعبى فى مصر من الضياع والاندثار للحفاظ على الهوية الثقافية المصرية وتحصين ثقافة الشعب – وكما يقال- فحضارة الشعوب يستدل عليها من موسيقاها وأغانيها , فالأغانى والموسيقى هما الوسيلتان اللتان يتم استخدامهما للتعبير عن حالة معينة أو حدث بحياة الشعب، فى أفراحه وأحزانه وانكساراته وانتصاراته.
ربما ما قبل فترة ما قبل الخمسينات والستينات – أى قبل قيام ثورة يوليو52- لم تتح الظروف الثقافية والاجتماعية توثيق تراث الفن الشعبى وأبطاله.. لكن ومع لحظة التغيير الاجتماعى والثقافى والسياسى أيضا فى مصر، جاءت الفرص المواتية لقيام عشاق هذا التراث وعشاق الوطن فى البحث عنه فى أعماق الريف فى الوجه البحرى والصعيد.. وفى الشرق والغرب والتنقيب عنه ونفض غبار الزمن عن وجه الأصيل واكتشاف رموزه وحراسه من الفنانين الشعبيين.
وفى سنوات الانحياز الاجتماعى والثقافى صدرت عشرات الدراسات والأبحاث والتحقيقات والكتب عن فن الموال والغناء الشعبى أحد أبرز الفنون، التى ترصد أفراح الناس وأحزانهم، بلغتهم البسيطة، التى تظهر بها تفاصيل حياة أهل البلد، لتكون النبض الذى يمثل البسطاء، وهو ما ساهم فى الحفاظ على ذاكرة الغناء الشعبى وفى بقاء الكثير من الأغنيات والمواويل القديمة، لتتوارثها الأجيال، وتعاد أحيانا بأصوات جديدة، فى محاولات لإعادة اكتشاف التراث، وكنوزه.
ومن أبرز الباحثين والدارسين فى هذا المجال يأتى فى المقدمة منهم الكاتب والأديب والصحفى الفنان زكريا الحجاوى الذى رحل عن دنيانا عام 1975، والذى أمضى حياته يكافح ويبحث عن هوية الوطن الثقافية حتى وجد ضالته فى فنون الشعب الأصيلة التى كانت تنتظر عمن يخرجها من أعماق الريف الطيب من الإسكندرية حتى أسوان، ظل الحجاوى باحثا ومنقبا فى البوادى والفيافى والبرارى عن منابع ومفردات الفنون الشعبية وتلك السياحات الثقافية الممتعة التى كان يعرض خلالها عصارة وخلاصة ما جمعه من مفردات الفن الشعبى والموال عبر الاحتفاليات الوطنية والمناسبات والمسامرات المهرجانات الثقافية، فهو صاحب فكرة مسرح السامر و الثقافة الجماهيرية يعتبر من رواد الكتابة الإذاعية، ورائدا فى تقديم السير الشعبية وله دراسات علمية عن الفن الشعبى المصرى.
ويعتبر زكريا الحجاوى مكتشف العديد من الفنانين الشعبيين وأشهرهم، محمد طه وخضرة محمد خضر وجمالات شيحة وغيرهم الكثير والكثير من تلامذته الذين أطلق عليهم الدكتور أحمد مرسى أستاذ الأدب الشعبى وأحد أهم رواده والباحثين فيه- حراس الوجدان الشعبى-.
وهناك نخبة من علماء الفولكلور المصرى الذين أصبحت دراسة المأثورات الشعبية على أيديهم، علما قائما بذاته، منذ أن تم الاعتراف الرسمى به، بتخصيص كرسى للدراسات الشعبية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1960 ليتخذ هذا العلم مشروعيته فى الجامعات العربية، وتؤسس المعاهد والمراكز للفنون والآداب الشعبية، بعد جهاد طويل من رواد هذا العلم:
فالدكتورة سهير القلماوى، نالت فى أربعينيات القرن العشرين درجة الدكتوراه فى (ألف ليلة وليلة) وحصل رائد الأدب الشعبى الدكتور عبدالحميد يونس، على الدكتوراه فى (السيرة الهلالية) وهو أول من أدخل بكل جرأة فرقة للفن الشعبى فى حرم جامعة القاهرة، كدليل علمى توثيقى، أثناء مناقشته رسالة الدكتوراه.
ويعد الدكتور أحمد مرسى الذى رحل فى 20 يوليو 2022 أستاذا جامعيا مصريا، أحد رواد الأدب الشعبى فى مصر، وقد ترأس دار الكتب والوثائق القومية وكان عميدا للمعهد العالى للفنون الشعبية من 1981 إلى 1987.
ووضع الدكتور أحمد مرسى على رفوف المكتبة العربية العديد من الأعمال التى تدور فى فلك المأثور الشعبى منها: الأغنية الشعبية، المأثورات الشعبية الأدبية، مقدمة فى الفولكلور، الأغنية الشعبية مدخل إلى دراستها،- المأثورات الشفاهية، الأدب الشعبى وفنونه، الفن الشعبى المصرى بالإسبانية والعربية، عالم نجيب محفوظ «بالإسبانية» مصر مهد الحضارة - مدريد، المجتمع المصرى من موسوعة مصر الحديثة، مقدمة فى الأغنية الشعبية، من مأثوراتنا الشعبية، كل يبكى على حاله، الأدب الشعبى، الخرافة فى حياتنا، الأغانى الشعبية فى صعيد مصر، الإنسان والخرافة، إلى جانب مئات الأبحاث المنشورة فى الدوريات العربية والأجنبية.
ورغم الدراسات والأبحاث والمؤلفات عن تراث الفن الشعبى فإن الأبطال والحراس الحقيقيين لم يلق عليهم وعلى سيرتهم وحياتهم الضوء وواجهتنا فى هذه الحلقات عن هؤلاء الحراس صعوبات كثيرة فى جمع المعلومات عنهم وعن حياتهم ونشأتهم رغم انتشار وذيوع أغانيهم ومواويلهم وسط الجموع الشعبية، وكانت مهمة البحث غاية فى الصعوبة لجأنا فيها إلى كل المصادر العلمية والدراسات للحصول على المعلومات الخاصة عنهم وحكايتهم مع الموال والفن الشعبى...
بحثنا كثيرا عن الحراس والأساتذة والعمداء وحفظة التراث والوجدان الشعبى المصرى وأكثرهم شهرة فى الريف المصرى وفى الحارات والأزقة الشعبية فى مدن مصر ومنهم يوسف شتا القليوبى والريس حفنى والريس متقال ومحمد طه وأبو دراع وإبراهيم عبدالشفيع وعزت عوض الله وبدرية السيد وخضرة محمد خضر وفاطمة سرحان وجمالات شيحة وشفيقة الطنطاوية وأمانى جادو وليلى نظمى، والسيد العسكرى وعبده الإسكندرانى وغيرهم.
وطوال أيام شهر رمضان الكريم سوف نقدم سيرة هؤلاء الفنانين الكبار الذين اكتسبوا شعبية مهولة بعيدا عن النخبة الرسمية الغنائية التى احتلت خارطة الإذاعات المصرية فى الوقت الذى عمل هؤلاء بأصواتهم وبفطرتهم على الحفاظ على كنز ضخم اسمه التراث الغنائى للشعب المصرى بألوانه وأشكاله ومقاماته المتنوعة والمختلفة.
وعقب وفاة الحجاوى ثم الدكتور مرسى نادت أصوات المهتمين والمتخصصين بضرورة توثيق الفن الشعبى بتاريخه ورموزه من خلال عمل مؤسسى تقوده وزارة الثقافة، وهذه الدعوة تمت الاستجابة مرة واحدة عام 1992 عندما عقد «الملتقى الأول للفنون الشعبية» بحضور وزير الثقافة فاروق حسنى، وفى هذا الملتقى سلم وزير الثقافة درع الملتقى لابن زكريا الحجاوى العميد أسامة الحجاوى وكذلك رشدى صالح والدكتور محمود أحمد الحفنى والفنان عبدالغنى أبو العينين، وكانت أهم توصيات الملتقى تبنى إبداعاتهم وبحوثهم العلمية ونشرها مثل «الأطلس الفولكلورى» والتوسع فى إقامة الندوات والمؤتمرات التى تخدم رسالة الفنون الشعبية مع تخصيص مساحة لنشرها وللتنوير بأهميتها فى وسائل الإعلام، بالإضافة إلى تطوير مركز الفنون الشعبية وتحويله لمؤسسة قومية وإقامة مؤتمر دولى للفنون الشعبية وإخضاع الفرق الفنية والمصنفات الشعبية لرقابة مركز دراسات الفنون الشعبية حفاظا على التراث، وكانت هناك وعود رسمية بتنفيذ هذه التوصيات.
وطرحت كتابات عديدة لأصدقاء زكريا الحجاوى أفكارا لانشاء معهد خاص للفنون الشعبية يحمل اسمه وإقامة مهرجان أسبوعى ثقافى بشكل دورى لتقييم إنجازاته وإبداعاته الثقافية، والدعوة لإعادة عرض أعماله الغنائية الراقصة المستوحاة من فنون الشعب وتراثه مثل أوبريت «ياليل ياعين» و«عاشق المداحين».
وقد حمل الراية من بعد الحجاوى الدكتور أحمد مرسى الذى تحدث عن التأسيس العلمى لمشروع جمع الفولكلورو الاهتمام بمنظومة الثقافة المصرية وبالمأثورات الشعبية على اتساع آفاقها وتعدد مشاربها، فلم يعد الاكتفاء بالإبقاء على هذه الفنون فى صدور الذين أوتوا الفن، وإنما تم استثمار التكنولوجيا لخدمة هذه المأثورات، فالفنون على إجمالها إنما هى عناوين حضارية ومتحضرة للشعوب، وهى الجوهر الحقيقى لها، بما تمثله من أحاسيس فى التعامل مع الحياة، وبما تحمله من رؤى جماعية فى السياق الإنسانى، وبما تشكله من حالات انسجام مع الكون والوجود، وهنا يصبح الجهاد الحضارى، نصيبا مفروضا، لنيل حرية التمسك بالأصول مع المواكبة، والتمسك بالأصالة مع المسايرة، حتى وإن استدعى الأمر، نوعا من المواجهة، بغض النظر عن إيجابيتها من سلبيتها، فليس أصعب على الإنسان من أن يفقد.. عنوانه.
وحتى وفاته أشرف الدكتور مرسى على أكبر عملية لحفظ المأثورات الشعبية المصرية تتم بشكل مؤسسى، يستثمر عطاءات التكنولوجيا من قبل أن يطمسها النسيان فى ظل الحاجة الماسة الى التشبث بالمأثور الشعبى فى هذه الآونة من العصر، التى تشهد محاولات مستميتة لطمس هويات الشعوب، واختراق خصوصيتها، وتعويم معالمها فى معطف ثقافة العولمة أو الكونية، والهدف هو السعى إلى تأسيس وتأصيل أول أرشيف للفولكلور المصرى، يقف عليها البروفيسور وعالم الفولكلور وأستاذ الأدب الشعبى بجامعة القاهرة الدكتور أحمد مرسى، مع عشرات من العناصر العلمية والفنية وأساتذة الجامعات والخبراء والعلماء.
وقبل الولوج الى قصص وحكايات «حراس الوجدان الشعبى» وسيرتهم وحياتهم وقصتهم مع الفن الشعبى، من المهم أن نستعرض ما وثقه الخبراء والباحثين عن الموال والأغنية الشعبية مثلما ما جاء فى كتاب «الأغنية الشعبية» حيث يوضح الدكتور أحمد مرسى الأنواع المختلفة للمواويل الشعبية والأغانى والتى سميت بالشعبية لوجود فئة كبيرة من الشعب تتغنى بها , تتنوع هذه المواويل وتختلف فى مصطلحاتها أو فى طريقة غنائها تبعا للفئة التى تتغنى بها , وفى المجتمعات الشعبية يكثر الغناء للفئة الذكورية عن الفئة النسوية لتمجيد الذكر كما يكثر مدح الرسول فى المواويل الدينية والتى تكثر فى ربوع وقرى مصر , وهكذا فهو يضرب الأمثلة لمختلف المواويل التى توجد فى مختلف المناسبات وكذلك الحركات والإيقاعات التى تمارس فى تلك المناسبات.
كما يرى الدكتور مرسى أن العناية العلمية والمؤسسية بالمأثورات الشعبية جمعا منظما، وتوثيقا وحفظا وتصنيفا هى الآن «فرض عين ثقافى ووطنى» فى ظل المتغيرات العالمية، ولسنا فى حاجة إلى تأكيد أهمية التنوع كخصيصة مميزة للحياة وللكائنات جميعا، على صعيد ملايين العناصر، والأشكال التى نراها حولنا فى الحياة وفى الطبيعة، وعلى صعيد آلاف العناصر والأشكال التى يبدعها الإنسان وتشكل تراثه الثقافى وإبداعه الفنى، والمأثورات الشعبية لأية جماعة أو شعب نموذج للتنوع بتراثها وبما تشتمل عليه من فنون وآداب وطرائق حياة ونظم وتقاليد، ومعارف ومعتقدات تشكل قيما وإبداعات ثقافية لا غنى عنها، تعبر بها الجماعات والشعوب عن نفسها وتؤكد بها ذاتيتها الثقافية أيضا.
فقد كان تم إنشاء أرشيف قومى للفنون الشعبية المصرية وفقا للمصطلح الذى كان شائعا فى خمسينات القرن الماضى، وكذلك إنشاء معهد علمى متخصص يقوم على إعداد الكوادر العلمية المتخصصة فى الفنون الشعبية «المأثورات الشعبية» لكى ينهض بمهام الجمع والتوثيق والتصنيف والدراسة حلم الرواد، سهير القلماوى وعبدالحميد يونس، وعبد العزيز الأهوانى، وأحمد رشدى صالح، وكانت البداية فى عام 1957 هى إنشاء مركز الفنون الشعبية ولجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وبإنشاء هذا المركز نشطت حركة جمع المأثورات الشعبية وتوثيقها ومحاولة تصنيفها تمهيدًا لإنشاء هذا الأرشيف الحلم، لكن ظروف الستينيات قلصت من دور المركز وأهميته، فهجره أبناؤه المؤسسون، لكن حلم إنشاء الأرشيف والمعهد العلمى ظل يراود أيضا تلاميذ الأساتذة الرواد: أسعد نديم وصفوت كمال وعبدالحميد حواس ومحمد الجوهرى وأحمد مرسى، بل تجاوز حلمهم حلم الرواد بالدعوة إلى إنشاء أرشيف للمأثورات الشعبية العربية، ولأسباب يصعب الإحاطة بها هنا، لم يتحقق من الحلم، حتى ثمانينات القرن الماضى، لكن ظل الحلم الأساسى وهو إنشاء الأرشيف الذى يقوم على توثيق الذاكرة الشعبية والحفاظ عليها لماّ يتحقق.
ومع بداية القرن الحالى أنشئت الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية عام 2001 كجمعية أهلية تضم المهمومين بالمأثورات الشعبية، ووضعت الجمعية هدفا أساسيا من أهدافها- ولعل أول أهدافها- العمل على تحقيق الأرشيف- الحلم، واستطاعت بتكاتف جهود أعضائها وعلى رأسهم الراحل أسعد نديم وبقيادته أن يبدأوا الخطوة الأولى فى عام 2006 بالحصول على منحة من الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى، وموافقة وزير الثقافة على تخصيص جزء من بيت الخرزاتى والمجاور لبيت السحيمى بالجمالية «القاهرة التاريخية» ليكون مقرا لإنشاء الأرشيف القومى للمأثورات الشعبية.
من أجل ذلك.. كانت الخطوات متسارعة ومتلاحقة لتدريب 170 من خريجى الجامعات من مختلف التخصصات على عمليات الجمع والتوثيق والتصنيف، بمعاونة 16 أستاذا من المتخصصين فى المأثورات الشعبية والمواد والمهارات ذات الصلة، وقد تم اختيار 40 جامعا وجامعة من بينهم للنهوض بعمليات الجمع الميدانى.
وفى رؤية الدكتور أحمد مرسى: «إننا إذا لم نجمع تراثنا، ندرسه دراسة علمية فسيجمعه ويدرسه غيرنا، وسيأتى وقت نقرأ فيه ما لا نحب، ونسمع فيه ما لا نود، والثانى أن علينا أن نتخلص من كثير من العقد التى تشدنا إلى الخلف، وأن يبدأ دارسونا المحافظون فى الاقتناع بأن الذين يدرسون الفولكلور أو المأثورات الشعبية ليسوا دعاة إقليمية، أو القضاء على الفصحى، ذلك أن هذا أبعد ما يكون عن هدفهم، بل لعل العكس هو الصحيح، إن الذين يدعون الى الاهتمام بالمأثورات الشعبية علميا ووطنيا وقوميا، ليسوا دعاة فرقة وهدم، بل إنهم ليزعمون أن فى دراساتهم لهذه المأثورات إثراء للعربية الفصحى، وتوضيحا لجوانب من تراثنا العربى لن تتضح فى أجلى صورها دون دراسة لما هو موجود الآن من لهجات عربية فى الريف والبادية، وما هو موجود من تقاليد لا يزال الناس يحافظون عليها إلى الآن، بل إنهم ليزعمون أن الوحدة العربية تلتمس فى المأثورات الشعبية، تلك التى ما زالت حية إلى الآن، معبرة عن وحدة العادات والتقاليد، وأساليب التعبير التى تجمع الشعب العربى فى صعيد واحد.
ويجيب الدكتور مرسى عن سؤال، ماذا يفيد الفولكلور فى عصر المعلوماتية والحداثة وإعلام المواطن والتواصل الاجتماعى وثقافة الصورة قائلا: «هناك كثير من التحولات التى يشهدها العالم المعاصر بتأثير التطور السريع لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وأن هذه التحولات قد تؤدى بدورها إلى تهديد خطير لهذه لوجود هذه المأثورات ذاتها وما تعبر عنه من خصوصية وهوية، وما تبدو عليه من أشكال ثرية متنوعة. ولن يتحقق صون الهوية أو الانتفاع بما يمكن أن تسهم به هذه المأثورات فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ما لم يتحقق ما جفت ألسنتنا من تكراره من ضرورة جمع هذه المأثورات وإعداد قوائم البيانات العلمية الخاصة بها التى تثبت ملكيتنا لها وإدراكنا لأهميتها، واقتناعنا بدورها الذى لا غنى عنه.»
ولكن كيف لم تستغل هذه الثروة الهائلة من التراث الثقافى غير المادى على شاشة التليفزيون، ليرى الناس فيها صورتهم الحقيقية، وجوهرهم الصافى، يقول الدكتور مرسى:
لدينا كل الاستعدادات العلمية والفنية، وكل الامكانيات التى نزود بها من يرغب فى طرحها وعرضها واستعراضها، خاصة فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، كما أن هذه المواد تمثل معينا لا ينضب للدارسين فى المراكز والمعاهد والجامعات.
الدكتور أحمد مرسي
خضرة محمد خضر
محمد طه