اختار القوميون الأسكتلنديون حمزة يوسف ليكون الزعيم القادم للبلاد يوم الاثنين بعد معركة محتدمة كشفت عن انقسامات عميقة فى حزبه بشأن السياسة وحملة الاستقلال المتوقفة.
وسيخلف يوسف 37- عامًا -وهو أول مسلم يتولى المنصب، نيكولا ستورجون كزعيم للحزب الوطنى الأسكتلندى الحاكم، وبعد التصويت فى البرلمان الأسكتلندى، سيتولى رئاسة الحكومة شبه المستقلة.
وبعد تحديد أهدافه، قال يوسف أنه سيركز على معالجة أزمة غلاء المعيشة والعمل على حشد الدعم والقيام بدفعة جديدة من أجل استقلال أسكتلندا من المملكة المتحدة.
وقال فى إدنبرة بعد النتيجة: "شعب أسكتلندا بحاجة إلى الاستقلال الآن أكثر من أى وقت مضى، وسنكون الجيل الذى يسلمه".
وتم تأكيد فوز يوسف فى ملعب مورايفيلد للرجبى فى العاصمة بعد حملة استمرت ستة أسابيع حيث قضى المرشحون الثلاثة معظم السباق وهم ينتقدون سجل بعضهم البعض فى سلسلة من الهجمات الشخصية.
وقبل إغلاق التصويت ظهرًا، قال حمزة يوسف أنه يريد زيادة الضرائب على الأغنياء بشكل كبير، وفرض ضريبة غير متوقعة على شركات الطاقة وملاك الأراضى لتمويل تدابير أكثر سخاء لمكافحة الفقر.
وقال يوسف إنه سيستخدم سلطات هوليرود – البرلمان- فى ضريبة الدخل وضرائب الممتلكات لزيادة مخصصات الأطفال البالغة 25 جنيهًا إسترلينيًا فى الأسبوع، والتى تُمنح للأسر الأشد فقرًا، حيث كان يحاول جذب أصوات من أعضاء الحزب الوطنى الأسكتلندى الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
وقال لصحيفة ديلى ريكورد: "أعتقد أن من هم الأكثر ثراءً، والذين يكسبون أكثر، يجب أن يدفعوا أكثر فى المجتمع، لا سيما مقابل خدماتنا العامة".
نشأة حمزة يوسف
ولد حمزة يوسف فى جلاسكو فى 7 أبريل 1985 لأبوين مهاجرين وصلا إلى المملكة المتحدة خلال الستينيات، والدته من كينيا ووالده من باكستان.
تلقى يوسف تعليمه فى مدرسة هاتشسونز وجامعة جلاسكو، وحصل على شهادة فى السياسة ودرجة الماجستير فى عام 2007. وهو أيضًا خريج برنامج الزائر الدولى للقيادة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.
أثناء وجوده فى الجامعة، كان يوسف رئيسًا لاتحاد الطلاب المسلمين بجامعة جلاسكو (GUMSA)، بالإضافة إلى شخصية بارزة منخرطة فى السياسة الطلابية فى مجلس تمثيل الطلاب.
وعمل يوسف فى البرلمان الأسكتلندى كمساعد للنائب الراحل بشير أحمد، منذ انتخابه كأول عضو مسلم فى البرلمان الأسكتلندى عام 2007، حتى وفاته بعد ذلك بعامين. ثم تم انتخاب يوسف فى البرلمان الأسكتلندى عن منطقة جلاسكو فى مايو 2011، ودائرة جلاسكو بولوك منذ 2016، وفقًا لموقع الحكومة الأسكتلندية.
وشغل يوسف عددا من المناصب الوزارية فى الحكومة الأسكتلندية منذ عام 2012، وانضم إلى مجلس الوزراء فى يونيو 2018 كوزير للعدل ثم عُين وزيرًا للصحة والرعاية الاجتماعية فى مايو 2021.
"الشخص المناسب"
وفى مقابلة مع صحيفة "ذا صنداى ميل" البريطانية، قال حمزة يوسف أنه عانى من "مشاعر متقلبة" منذ إعلان ستورجن استقالتها لكنه أعرب عن ثقته فى أنه "الشخص المناسب" ليحل محلها.
وأضاف: "يجب أن ترشح نفسك إذا كنت تعتقد أنك الشخص المناسب لهذا المنصب. وأنا كذلك. هذا هو أعلى منصب فى البلاد، ويحتاج إلى شخص من ذوى الخبرة".
وأشار يوسف، وهو أب لطفلين، إلى أنه سيستخدم خبرته فى مجلس الوزراء لمواصلة النضال من أجل المساواة وسيتغلب على "الانقسام" لتوحيد حزبه والدولة.
كما تعهد النائب الأسكتلندى عن جلاسكو بولوك بالوقوف فى وجه محاولات حكومة المملكة المتحدة لتجاوز التشريع الأسكتلندى، مستشهدا برفض برلمان وستمنستر لمشروع قانون إصلاح الاعتراف بالنوع الاجتماعى فى وقت سابق من هذا العام، وشدد على أنه لم يكن مرشحًا يهدف إلى الاستمرارية، بل أراد إضافة المزيد من الشخصية إلى السباق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة