مشروعات حيوية ذات قيمة مضافة مرتفعة ينفذها قطاع البترول فى مجالات صناعة البتروكيماويات والتى تشهد زخمًا كبيرًا وتعمل على فتح افاق جديدة لمشروعات جديدة تضيف إلى القدرات الحالية لمصر فى هذه المجالان، حيث يستهدف قطاع البترول تنفيذ حزمة كبيرة من مشروعات البتروكيماويات الجديدة لزيادة القيمة المضافة وتوفير إنتاج محلى من الخامات المختلفة والمنتجات المتنوعة التى تدخل فى العديد من المجالات لتقليل الاستيراد وتوفير كميات للتصدير لرفع الفائض الدولارى.
ووفقا لتصريحات المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، فإن هناك أكثر من مشروع يتسم بانخفاض تكاليفه وارتفاع عائداته الاقتصادية وقدرته على تحقيق قيمة مرتفعة من المنتج النهائى مقارنة بالمادة الخام ومنها على سبيل المثال مشروعى إنتاج الصودا آش والسيليكون المعدنى بالعلمين، موضحًا أنه يتم العمل على هذه المشروعات بالتوازى مع المشروعات والمجمعات الصناعية الكبرى للبتروكيماويات بمنطقتى السخنة والعلمين التى تم البدء فى مراحل تنفيذها لتكون إضافة اقتصادية هامة على المدى المتوسط عند الانتهاء منها حيث أن هذه المشروعات تأتى وفق استراتيجية صناعة البتروكيماويات التى قام قطاع البترول بتحديثها حتى عام 2040 لتكون بمثابة خطة قومية طموحة يتم العمل على تنفيذها ، مؤكدًا العمل على مشاركة القطاع الخاص مع الدولة فى تنفيذ هذه المشروعات لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية فى توفير المنتجات محلية الصنع لتحقيق التكامل حيث تغذى بدورها العديد من الصناعات إلى جانب احلال الواردات وزياد ة الصادرات والقيمة المضافة.
وتشمل مشروعات البتروكيماويات الجارى تنفيذها:
مشروع إنتاج الألواح الخشبية متوسطة الكثافة (MDF) بشركة تكنولوجيا الأخشاب "WOTEH ووتك" بمحافظة البحيرة: بهدف إنتاج 205 ألف متر3 سنويًا من الألواح الخشبية متوسطة الكثافة MDF)) اعتمادًا على 245 ألف طن سنويًا من قش الأرز المصرى كمادة خام مما يجعله من المشروعات التى تحقق مردودا بيئيًا واقتصاديًا كبيرًا.
مشروع إنتاج مشتقات الميثانول بدمياط: بهدف إنتاج 87 ألف طن سنويًا من اليوريا فورمالدهيد و52 ألف طن سنويًا من مادة النفثالين فورمالدهيد المسلفن SNF اعتمادًا على منتجى الميثانول واليوريا المنتجين بشركتى ايميثانكس وموبكو.
مجمع البحر الأحمر للبتروكيماويات يهدف المشروع لإنشاء مجمع عملاق للبتروكيماويات بالمنطقة الاقتصادية بمحور قناة السويس وذلك للمساهمة فى تلبية احتياجات السوق المحلى من منتجات مهمة يتزايد عليها الطلب محليًا وعالميًا للتصدير، وتماشياُ مع خطة الدولة لتنمية المنطقة الاقتصادية.
مشروعات جارى الإعداد لها:-
شهد عام 2022 اطلاق قطاع البترول مخطط للاستثمار فى صناعات ذات مردود اقتصادى وتنموى كبير بالظهير الصناعى للعلمين الجديدة من خلال المشروعات المستهدف اقامتها وتشمل:
مجمع العلمين للبتروكيماويات ، ومنطقة لمشروعات صناعات الصغيرة والمتوسطة القائمة على ما سينتجه المجمع.
مجمع لإنتاج السيليكون لسد الفجوة الاستيرادية من المنتج.
مجمع لإنتاج كربونات الصوديوم ( الصودا اش) الذى يلبى احتياج السوق المصرى من مادة مهمة تدخل فى العديد من الصناعات.
المشروعات الخضراء
تشمل المشروعات الجديدة التى بدأ العمل على اقامتها مشروع إنتاج الإيثانول الحيوى من المولاس فى دمياط.
تم البدء فى دراسة إقامة عدد من المشروعات الصديقة للبيئة مثل مشروع البلاستيك القابل للتحلل ومشروع إنتاج النافتا الخضراء من زيت الطحالب.
تم بالتوازى مع المشروعات الجديدة تنفيذ مشروعات مهمة للإحلال والتطوير والتجديد فى مشروعات البتروكيماويات القائمة وفى مقدمتها مشروعات تطوير وتجديد مصانع شركة البتروكيماويات المصرية بالإسكندرية حيث تم الانتهاء من مشروع إحلال وتجديد مصنع إنتاج مادة VCM لزيادة الطاقة 125% حيث أدى إلى رفع الطاقة التصميمية للمصنع إلى 125% وذلك لإنتاج 125 ألف طن سنويًا من مادة ـ VCM، باستثمارات حوالى 900 مليون جنيه.
وخلال شهر يناير الماضى شهد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية انعقاد الجمعية التأسيسية لشركة المصرية للصودا آش المسؤولة عن مشروع مجمع إنتاج الصودا آش المقرر اقامته فى اطار مشروعات وزارة البترول والثروة المعدنية لزيادة القيمة المضافة، حيث أكد أن قطاع البترول يولى أهمية كبرى لمشروعات تعظيم القيمة المضافة للموارد الطبيعية، وإضافة حلقات تصنيع تزيد من قدرة صناعة البتروكيماويات الحيوية على تعظيم العوائد على الاقتصاد القومى ودعم توطين الصناعة المصرية واحلال الواردات بالعملة الصعبة، ومن هذه الحلقات صناعة منتجات الصودا آش بالغة الأهمية والتى تحدث عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الملتقى الأول للصناعة مؤخرًا وبيًن أهميتها الاقتصادية والتصنيعية وأهمية الإسراع بتوطين تلك الصناعة فى مصر لإحلال الواردات منها وهو الحديث الذى جاء بمثابة دفعات قوية للتعجيل بتنفيذ هذا المشروع.
وأشار المهندس طارق الملا، إلى أن المشروع يهدف إلى وقف استيراد الصودا آش التى تدخل فى العديد من الاستخدامات، ويسهم فى توسعات ودعم الصناعات العديدة المرتبطة به.
وأشار المهندس طارق الملا، إلى أن دخول القطاع الخاص ضمن التحالف القائم على تنفيذ المشروع بنسبة 45% يؤكد انفتاح الحكومة على زيادة مساهمة ومشاركة القطاع الخاص ضمن المشروعات التى تهتم بها فى اطار حزم مشروعات تدعيم الاقتصاد الوطنى.
ويهدف المشروع الجديد إلى إنتاج حوالى 600 ألف طن صودا آش سنويًا منها 320 ألف طن صودا آش خفيفة و210 آلاف طن صودا آش ثقيلة، وبيكربونات الصوديوم بطاقة 50 ألف طن وفوق بيكربونات الصوديوم بطاقة 10 آلاف طن بالإضافة إلى السيلكا (ثانى أوكسيد السيلكون)، وتقدر التكلفة الاستثمارية بحوالى 500 مليون دولار.
ويضم هيكل المساهمين فى مشروع الصودا آش، الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية والهيئة العربية للتصنيع والشركة القابضة للصناعات الكيماوية وشركة إبدأ لتنمية المشروعات، وشركة النصر للزجاج والبللور وذلك إلى جانب شركة صودا ممثل القطاع الخاص والتى تمتلك نسبة 45 % وتضم فى هيكلها التأسيسى شركات (بولى سيرف للأسمدة والكيماويات وإيه إم أن للاستثمار الصناعى ولايف كيميكالز جروب للاستيراد والتصدير) والتى تتمتع بالخبرة المتميزة فى هذا المجال، مما يعطى ميزة قوية ودافعًا للمشروع ويسهم فى الإسراع بتنفيذه.
وتجدر الإشارة إلى أن قيمة استيراد مصر من مادة الصودا أش ومشتقاتها تبلغ حوالى 300 مليون دولار سنويًا، وأن دراسة جدوى المشروع تتضمن مقومات نجاح كبيرة نظرًا لتوافر المادة الخام الاساسية وهى الحجر الجيرى، الملح، الأمونيا بالإضافة إلى تزايد الطلب العالمى على مادة كربونات الصوديوم والتى تدخل الصودا آش فى العديد من الصناعات الزجاج والصابون والمنظفات والورق ومنتجات السيليكات وبيكربونات الصوديوم والمنتجات الطبية والأطعمة والمشروبات والأعلاف الحيوانية والأسمدة والتعبئة والتغليف واللدائن والمطاط والبلاستيك والدهانات والطلاء وغيرها من الصناعات، وتوافر مساحة الأرض اللازمة للمشروع، إلى جانب توافر الخبرات الفنية والأيدى العاملة اللازمة للمشروع.