أشاد نائب رئيس المفوضية الأوروبية لنشر وتعزيز أسلوب الحياة الأوروبية وسياسات الاتحاد الأوروبي للهجرة، مارجريتس سكيناس، بمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي "حياة كريمة"، ووصفها بأنها "مبادرة متميزة وذات أهداف نبيلة".
وقال مارجريتس سكيناس - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، على هامش زيارته الحالية لمصر - إن رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين، أعلنت بشكل رسمي خلال مشاركتها في قمة الغذاء عن دعم الاتحاد وتمويله لعدد من المشروعات فى إطار "حياة كريمة" بمبلغ خمسين مليون يورو، منوها بأن مبادرة "حياة كريمة" لها أهداف نبيلة وتعمل على تطوير القرى والمناطق الريفية.
ووصف سكيناس، مصر بأنها "مشروع سلام" مثلما أن الاتحاد الأوروبي"مشروع سلام"، كما وصفها بأنها دولة منتجة للاستقرار، مؤكدا أن الجانبين يعملان من أجل إرساء السلام.
وحول زيارته الحالية إلى مصر، قال إنها تأتي عقب القمة الأوروبية التي عقدت هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن زيارته تهدف إلى توجيه الشكر لمصر على جهودها في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والتأكيد على استمرار دعم الاتحاد لها معنويا وماديا في هذا الملف.
وأضاف أن مصر تعد بالنسبة للاتحاد الأوروبي شريكا رئيسيا في هذا المجال وتلعب دورا كبيرا في مجال إدارة الهجرة.
وأوضح نائب رئيس المفوضية الأوروبية - المسؤول عن الحقوق الاجتماعية والمهارات والتعليم والثقافة والرياضة والشباب والصحة العامة والحوار بين الأديان - أن زيارته تهدف أيضا الى عقد لقاءات مع المسؤولين المصريين لبحث الشراكة فيما يتعلق بالمهارات وتبادل الخبرات مع أوروبا في مجال الصناعات.
وأشار إلى أنه عقد خلال زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام، سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع المسؤولين المصريين حيث عقد مباحثات مع وزير الخارجية سامح شكري، كما استقبله قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مضيفا أنه سيواصل عقد الاجتماعات بالقاهرة مع عدد من المسؤولين وممثلى الحكومة قبل أن يتوجه إلى الإسكندرية حيث سيقوم بزيارات ميدانية بما في ذلك إلى مشروع ممول من قبل الاتحاد الأوروبي لدعم اللاجئين والمهاجرين.
وعن تقييمه للتعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وصف "سكيناس" العلاقات بين الجانبين بـ"الوثيقة تاريخيا وثقافيا".. مؤكدا أن مصر تلعب دورا كبيرا فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، لاسيما على ضوء الدور الذى تقوم به فى مكافحة الهجرة غير الشرعية والمهربين والجريمة المنظمة والتهريب، ودورها لتحقيق استتباب الأمن.
كما أشاد المسؤول الأوروبي بالتقدم والتطور الكبير الذي حققته مصر في العديد من المجالات المهمة بالنسبة لأوروبا خاصة فيما يتعلق بالتعايش الديني والحوار بين الأديان وحقوق العمال.
وردا على سؤال حول ما تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي من جهود لدعم الحقوق الاجتماعية وحقوق المرأة، أشاد المسؤول الأوروبي بالإجراءات التي اتخذتها مصر، لاسيما في مجال تمكين المرأة، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي يعمل في عدد من المشروعات في مصر لدعم المرأة.
وأشاد بجهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن محاربة الإرهاب تتضمن أيضا مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب والأمن السيبرانى.
وأكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية مجددا دعم مصر فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية..مذكرا بأنه تقرر خلال القمة الأوروبية الأخيرة، تخصيص مئة وعشرة ملايين يورو إضافية لدعم إدارة الهجرة في هذه المنطقة من العالم..متوقعا أن تحصل مصر على نصيب الأسد منها.
وكشف المسؤول الأوروبي رفيع المستوى عن وجود مبادرة جديدة تتعلق بالاستثمار من خلال المؤسسات الأوروبية المالية، إذ سيتم تخصيص 5ر1 مليار يورو..موضحا أنه يتم حاليا الإعداد لشراكة "المواهب".
وبالنسبة للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في قطاع الطاقة، أوضح أن مباحثاته مع وزير الخارجية تطرقت إلى الاستثمار في قطاع الطاقة، مؤكدا أنه قد حان الوقت الآن بالنسبة لأوروبا لأان تطوى الصفحة فيما يتعلق بالطاقة لأن القارة اعتمدت لوقت طويل على مزودين بالطاقة لا يستحقون ثقتنا، والآن نحن نرغب في إيجاد البدائل من المزودين .. موضحا أن مصر مزود جيد يحظى بالثقة نظرا للتقارب الجغرافي وهي بديل جيد للمشروعات ذات الاهتمام الأوروبي المشترك خاصة بالنسبة لليونان.
وحول مدى نجاح الاتحاد الأوروبي في التعامل مع أزمة اللاجئين الذين قدموا من أوكرانيا بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، قال إن الاتحاد الأوروبي وبعد عشرة أيام فقط من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، قدم حزمة إجراءات لتوفير وضع حماية فورية لنحو ستة ملايين لاجئ أوكراني وصلوا إلى أوروبا، وتمت إتاحة المستشفيات والمدارس وسوق العمل لهم حيث نجحوا فى الاندماج بالمجتمع كما عاد بعضهم طوعا إلى بلدهم .
وأضاف " نستطيع الآن وبعد مرور أكثر من عام على الأزمة أن نؤكد وبثقة أن هذه الخطة للتعامل مع أزمة ملايين اللاجئين الأوكرانيين قد نجحت وتعد بكل المقاييس قصة نجاح لأوروبا.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت لدى الاتحاد الأوروبي مخاوف من اندلاع حرب جديدة بالشرق الأوسط وحدوث موجة نزوح جديدة للاجئين إلى أوروبا، قال نائب رئيس الاتحاد الأوروبي" إنه متيقن وبنسبة مئة في المئة أن مصر والاتحاد الأوروبي يعملان من أجل السلام الذي يعد الأولوية القصوى للجانبين المصري والأوروبي".
وعن التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي فيما يخص الشباب، قال إنه فيما يتعلق بالتشغيل هناك فكرة جديدة تتعلق بـ"شراكة المواهب" وهذه هى المرة الأولى التى يتم فيها بذل الجهد من أجل خلق نسق منتظم يتعلق بتنقل العمالة من مصر إلى أوروبا..مشيرا إلى أن هذه الشراكة هي محل مناقشة حاليا، ونتمنى أن يتم الانتهاء منها لأنها ستكون أمرا جيدا بالنسبة لأوروبا والشباب المصري أيضا.
وفيما يتعلق بالتعاون فى مجال التعليم بين مصر والاتحاد الأوروبي، سلط المسؤول الأوروبي الضوء على برنامج منح "ايراسموس" الذي يهدف إلى دعم التعليم العالي والذي يتضمن ليس فقط الدراسة بل التدريب.. معبرا عن اعتقاده أنه فيما يتعلق بالتعليم والتشغيل يمكن للجانبين المصري والأوروبي عمل المزيد وهو ما سيتحقق من خلال "الشراكة فى المواهب".
وفي سياق آخر، قال إنه يتولى منصبا مستحدثا فى المفوضية الأوروبية فى عام 2019 كنائب رئيس للمفوضية الأوروبية ومكلف بملف تعزيز أسلوب حياة الأوروبيين وذلك من خلال الإشراف على سياسات الاتحاد الأوروبى للهجرة والأمن والحقوق الاجتماعية والمهارات والتعليم والثقافة والرياضة والشباب والصحة العامة والحوار بين الأديان.
وأضاف المسؤول الأوروبي أنه لأول مرة في تاريخ المفوضية الأوروبية، يتم وضع كل هذه المجالات في إطار منصب وتخصص واحد، وهو ما يعكس قدرة أوروبا على التعامل مع احتياجات الأوروبيين وهي الأمن والسلامة والفرص.
وتابع "إننا نرغب في الحفاظ على التنوع فى أوروبا وهو تنوع اللغة والعادات والثقافة والمعمار..مشيرا إلى أن السبب الرئيس الذى يؤكد نجاحنا فى التكامل يتمثل فى وجود مساحة لكل طرف مع التمسك بالقيم وعلى رأسها الديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية المرأة والتعليم والصحة".
وعما إذا كان منصبه قد تم استحداثه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أو ما يعرف ب"ببريكست"، أوضح أنه بالفعل تم استحداث هذا المنصب بعد البريكست.
وشدد نائب رئيس المفوضية الأوروبية على أن أوروبا موحدة حاليا أكثر من أي وقت مضى.