حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، وما زالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والأخر يتم حل لغز من ألغاز تلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
وحكايتنا اليوم عن الأسرة الرابعة، والتي تبقى تاريخها محاطًا بشيء كبير من الغموض رغم ظهور آثار ملوكهم للعيان، وشهرتها في كل العالم، وقد ظل الحال كذلك إلى أن قامت الحفائر العلمية في منطقة أهرام الجيزة، فكان من أهم الكشوف إماطة اللثام عن مقبرة الملكة "حتب-حرس الأولى" أم الملك خوفو، وقد تزوجت من الملك "سنفرو" أول ملوك الأسرة الرابعة، ورزق منها بالملك "خوفو" ثاني ملوك هذه الأسرة.
سنفرو هو أول ملوك تلك الأسرة، وكانت مصر في عهد هذا الفرعون مملكة متحدة ثابتة الأركان، وكانت كل القوة مجتمعة في يد الملك الذي حل محل رؤساء القبائل.
أما الملك خوفو فهو ثاني ملوك هذه الأسرة وباني الهرم الأكبر الذي يعد مع الأهرام الأخرى في منطقة الجيزة من عجائب الدنيا السبع، والظاهر أنه بعد وفاة "خوفو" قامت منازعات على الملك، إذ نجد في قوائم الملوك التي وصلت إلينا أن الملك الذي خلف خوفو هو "ددف رع" ولكن بعض العلماء ينكرون ذلك.
ثم يأتي بعد ذلك الملك خفرع وعندما تولى عرش مصر لم تكن يده مطلقة التصرف بسبب المنازعات الداخلية التي قامت بينه وبين أولاد "ددف-رع" غير أن ذلك لم يثن عزمه عن إقامة هرم يضارع هرم "خوفو" في عظمته وفخامته وإن كان أقل منه حجمًا بقليل، كما كشفت الآثار عن أن عدد أولاده نحو 16 فردًا من الذكور والإناث.
وخلف "خفرع" على عرش مصر الفرعون "منكاورع"، وبقي على أريكة الملك أكثر من عشرين عامًا، ومن المحتمل أنه ابن خفرع، وعلى أية حال فإن والده ترك له المشاحنات التي قامت بينه وبين أسرة "ددف رع".
لما تولى "شبسكاف" عرش مصر بعد والده "منكاورع" لم يشيد لنفسه هرمًا مثل والده على هضبة الجيزة، بل رجع إلى مكان أجداده بالقرب من سقارة، وابتدع لنفسه مقبرة فريدة في بابها.
ثم تولت بعد ذلك الملكة خنت كاوس بنت الملك "منكاورع"، لأن "شبسكاف" مات ولم يترك له خلفًا من الذكور، فقامت بمطالبة بالعرش بعده، والدم الملكي الذي يجري في عروقها جعل لها الأولوية في تولى الملك، والظاهر أن عصرها كان حافلًا بالاضطرابات والمشاحنات على تولي الملك، وقد ذكرت قوائم الملوك بعض أسماء في نهاية الأسرة الرابعة غير أنها لم تُذكر على هذه الآثار.