الاحتجاجات تجتاح أوروبا.. "الإضراب الكبير" فى ألمانيا الأول منذ عقود.. شلل كامل للنقل وتوقف 4 مطارات.. مخاوف من نشر العنف فى احتجاج "نظام التقاعد" فى فرنسا.. ومظاهرات فى مدريد ضد خفض الرعاية الصحية

الثلاثاء، 28 مارس 2023 05:00 ص
الاحتجاجات تجتاح أوروبا.. "الإضراب الكبير" فى ألمانيا الأول منذ عقود.. شلل كامل للنقل وتوقف 4 مطارات.. مخاوف من نشر العنف فى احتجاج "نظام التقاعد" فى فرنسا.. ومظاهرات فى مدريد ضد خفض الرعاية الصحية احتجاجات مدريد - أرشيفية
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد أوروبا حالة من الفوضى والعنف بسبب الاحتجاجات التى اندلعت فى عدد من الدول، لأسباب مختلفة، ولكن لا تزال فرنسا المتصدرة فى اليوم العاشر من المظاهرات التى خرجت ضد قانون اصلاح نظام التقاعد، والذى اثار غضب الفرنسيين بشكل كبير، وانضمت إليها ألمانيا التى بدأت الاضراب الكبير فى وسائل النقل.

وقالت صحيفة "الموندو" الإسبانية أن ألمانيا تشهد يوم إضراب شامل هو الأول من نوعه منذ سبعينيات القرن الماضى، وذلك فى اضرابات واسعة فى قطاع النقل، حيث يطالب نشطاء النقابات بزيادة الاجور فى قطاع النقل وسط ارتفاع كبير فى اسعار الطاقة.

ونقلت الصحيفة عن فرانك فيرنكه رئيس نقابة فيردى العمالية لصحيفة "بيلد أم زونتاج"، أن الإضراب الكبير المقرر الاثنين "مسألة حياة أو موت" لآلاف الأشخاص الذين يكافحون من أجل أجور أعلى فى ظل ارتفاع معدلات التضخم، موضحا أنه "ليس فحسب أن الناس يتقاضون مرتبات منخفضة".

وتتفاوض نقابة فيردى بالنيابة عن 2.5 مليون موظف وعامل فى القطاع العام، بما فى ذلك العاملين فى النقل العام وفى المطارات.

وقالت رابطة مطارات ألمانيا أن نحو 380 ألف مسافر فى رحلات الطيران سيتأثرون بالإضرابات، مضيفة أنها "تخطت كل الحدود المنطقية والمبررة"، وحذر بعض ممثلى الشركات من أن النقابات تقدم طلبات غير واقعية، ما يهدد بتقويض القطاع بأكمله.

وفى إسبانيا، خرج الآلاف من الأشخاص إلى شوارع مدريد، للاحتجاج على خطط حكومية لخفض الرعاية الصحية العامة، بحسب ما قالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن 150 الف شخص نزل إلى الشوارع فى العاصمة الإسبانية للاحتجاج على خفض الرعاية الصحية والمطالبة بمزيد من الموارد والتمويل، وكذلك للدفاع عن نظام مدريد الصحى العام والشامل والجيد، ووضع حد لسياسة الخصخصة والاستعانة بمصادر خارجية للخدمات.

وأوضحت الصحيفة أن حوالى 30 جمعية ونقابة مثل UGT وCCOO وFACUA نظموا لتلك الاحتجاجات، وقالت ماريان دياز، المتحدثة باسم المحتجين "لقد سئمنا من قوائم الانتظار ؛ لقد سئمنا من الأعذار التى قدمتها الحكومة الإقليمية، إنهم يمولون الصحة العامة بشكل ناقص لتوفير الموارد للصحة الخاصة وهذا ليس هو الحل".

قال مرشح بوديموس لرئاسة مجتمع مدريد، أليخاندرا جاسينتو، "لدينا الكثير من الأسباب لمواصلة الدفاع عن الصحة العامة، مثل 900 ألف شخص فى قوائم الانتظار أو أولئك الفتيان والفتيات الذين ليس لديهم طبيب أطفال معين ".

وأدى نقص العاملين إلى عدم قدرة أكثر من 800 ألف شخص فى المدينة على تعيين طبيب رعاية أولية فى مراكزهم الصحية، حيث أن 10 أطباء يؤدون عمل 15 طبيب.

وقال طبيب فى مستشفى دى لا برنسيسا: "التخفيضات التى أُجريت منذ عام 2010 تدمر الصحة العامة، نحن جميعًا فى وضع صعب للغاية، والوضع لا يمكن الدفاع عنه".

وكان فى فبراير الماضى، خرج مئات الآلاف من الأشخاص إلى شوارع مدريد للاحتجاج على خطط لخفض الرعاية الصحية العامة وقدرت وزارة الداخلية عدد المتظاهرين بنحو 250 ألفًا، وقال منظمو المسيرة أن نحو مليون شخص تجمعوا فى ساحة سيبيليس فى وسط المدينة، وهو ما يتجاوز بكثير أعداد الذين انضموا إلى مسيرات ضد برامج التقشف.

وفى فرنسا، فإن الاحتجاجات ضد اصلاح نظام التقاعد مستمرة، حيث حددت النقابات غدا الثلاثاء يوما عاشرا للاحتجاجات على مستوى البلاد، بعد أن شهد يوم الخميس الماضى أعنف الاشتباكات حتى الآن مع الشرطة.

وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أن مكتب رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن قال إنها تعتزم لقاء زعماء المعارضة والنقابات العمالية على أمل إنهاء الاحتجاجات على تعديل قانون التقاعد الجديد والمستمرة منذ أسابيع.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات التى اندلعت ضد قانون اصلاح نظام التقاعد الذى يرفع سن التقاعد لمدة عامين.

وقال مكتب بورن إنها ستلتقى بزعماء الأحزاب السياسية وإن من أهدافها استئناف الحوار مع النقابات بشأن قضايا العمل، دون الإشارة إلى مشروع قانون التقاعد.

ويستقبل الرئيس إيمانويل ماكرون فى قصر الإليزيه، رئيسة الوزراء إليزابيت بورن ومسئولى الغالبية البرلمانية الداعمة له من قادة أحزاب ووزراء وبرلمانيين. وقد أعرب ماكرون عن استعداده للتفاوض مع النقابات بشأن كل الموضوعات باستثناء إصلاح نظام التقاعد.

وفى السياق نفسه، أعربت مفوضة حقوق الإنسان فى مجلس أوروبا دنيا مياتوفيتش عن قلقها مما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين المحتجين على إصلاح نظام التقاعد، داعية فرنسا إلى احترام حق التظاهر.

كانت باريس ومدن فرنسية أخرى قد شهدت الفترات الماضية مظاهرات ضد إصلاح نظام التقاعد، الذى سيرفع سن التقاعد من 62 عاما إلى 64 عاما بحلول العام 2027، وقد تخلل هذه المظاهرات تحطيم بعض المتظاهرين لواجهات متاجر، وإلقاء الحجارة وزجاجات حارقة على قوات الأمن، التى استخدمت عدة مرات القنابل المسيلة للدموع.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة