شهدت الحلقة السابعة من مسلسل رسالة الإمام للنجم خالد النبوى، والتى تم عرضها على منصة watch it ، استعداد الإمام الإمام الشافعى "خالد النبوى" للعودة إلى الفسطاط لقضاء العيد مع زوجته وبناته بعد أن جمع بعض المخطوطات للإمام الليث بن سعد من "تنيس"، وخلال تجول الإمام فى السوق ليشترى بعض الأغراض قبل الرحيل، وخلال جولته يجد مجموعة من النساء يصنعن كسوة الكعبة.
وعندما رأى الإمام الشافعى هذا المشهد قال "مصر أرض الخير تصنع كسوة جدران بيت الله الحرام وترسله لنا فى الحجاز.. اللهم احفظ مصر وأهلها وأجعل أمة الإسلام فى رباط إلى يوم الدين"، ما هى قصة كسوة الكعبة؟
بدأت حكاية كسوة الكعبة بعد فتح مكة مباشرة عندما قامت امرأة بحرق كسوة الكعبة دون قصد، وذلك أثناء تبخيرها فكساها سيدنا محمد "صلي الله عليه وسلم" بيديه الشريفتين بحبرات يمانية بيضاء وقباطي مصرية.
كان أول خليفة مسلم يطلب بعمل كسوة للكعبة من بيت مال المسلمين فى مصر؛ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقام سيدنا عبدالله ابن عمر بصناعتها في مصر على نفقته الخاصة ثم سلمها لسدنة الكعبة من بني شيبة للقيام بكسائها".
ثم تنافست الأقطار العربية على هذا الشرف العظيم، وكان لمصر نصيب الأسد لشهرتها العريقة في صناعة المنسوجات وخاصة فى العصر المملوكي؛ والذي كان يعتبر عصر الإنفراد والسياده لمصر في كسوة الكعبة طوال 275 عام تقريباً.
كان أول من كسا الكعبة في ذاك العصر، هو السلطان الظاهر بيبرس سنة 661 هجرية، وفي عصره بدأ أول إحتفال للمحمل المصري؛ حيث تطوف الجمال والخيول التي تحمل كسوة الكعبة؛ وكسوة غرفة النبي "صلي الله عليه وسلم" شوارع القاهرة في احتفال كبير يحضره السلطان نفسه وكبار رجال الدولة؛ وذلك قبل السفر للبلد الحرام.
ومن حرص مصر علي الإنفاق بكرم لكسوة الكعبة، قام الملك الصالح اسماعيل بن الملك الناصر بن قلاوون، بوقف ثلاث قرى بالكامل للإنفاق علي الكسوة؛ ثم بعد ذلك قام السلطان العثماني بضم وقف 7 قرى أخرى، وهو السلطان سليمان بن سليم الأول سنة 947 هجرياً.
واستمر الشرف العظيم لمصر في إرسال الكسوة للحرم المكي والحرم المدني حتي عصرنا الحديث إلى عام 1961 ميلادياً، وفي عهد الدولة المملوكية وبالأخص في عهد السلطان الظاهر بيبرس، كان إرسال كسوة الكعبة من مصر شرف عظيم بالنسبة للمماليك، واستمر إرسال الكسوة حتى سقوط الدولة المملوكية.
وفي عهد الدولة العثمانية أهتم السلطان سليم الأول بتصنيع كسوة الكعبة، وزركشتها وكذلك كسوة الحجرة النبوية، وظلت كسوة الكعبة ترسل بإنتظام من مصر بصورة سنوية يحملها أمير الحج معه في قافلة الحج المصري في موكب عظيم.
وفى عهد محمد على باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة لمدة ست سنوات تقريباً، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة في 1228هجرية، وقد تأسست دار صناعة كسوة الكعبة بحي الخرنفش، بالقرب من شارع المعز بالقاهرة عام 1233 ه، (حيث ما زالت هذه الدار موجودة حتى الآن)، وفي عام 1962م توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة وذلك لتولي المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة