تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، عن عَثور المسبار الصيني Chang’e 5 على حبات زجاجية صغيرة تحتوى على الماء في فوهة صدمية على سطح القمر داخل كرات زجاجية، وتصل كمية هذا الماء إلى واحد وسبعين تريليون جالون.
وقالت الدراسات إن بعض هذه الخرزات الزجاجية المليئة بالماء تشكلت عندما اصطدمت الكويكبات بالقمر منذ ملايين السنين، بينما جاء البعض الآخر من البراكين القديمة.
ويعتقد العلماء أن الماء نشأ من التفاعل الكيميائي لهذه الانفجارات، فعندما تنبعث أيونات الهيدروجين من الشمس تنتقل إلى سطح القمر من الرياح الشمسية مع ذرات الأكسجين داخل الحبيبات، مما يؤدي لتكوين المياة بداخل الحبيبات الزجاجية، أما عن حجم الحبيبات فإنها صغيرة جدًا تتراوح من "عشرات الميكرومترات إلى بضعة مليمترات".
ورغم أن حبيبات المياة الموجودة على سطح القمر صغيرة جدا، قالت الدراسات إن هناك ما يكفي من المياة على سطح القمر لتزويد ما يُقدّر بـ 270 تريليون كيلوجرام من المياه وهو ما يكفي لملء مئة مليون حوض سباحة بحجم أولمبى.
ويعتقد العلماء أن الأقمار الأخرى في نظامنا الشمسي قد يكون عليها حباتٌ مماثلة مملوئة بالماء، وقال مؤلفو الدراسة إن قياساتهم لهذا الخزان السطحي للمياه القمرية، تُظهر أن حبات الزجاج يمكن أن تُخزن كميات كبيرة من المياه المشتقة من الرياح الشمسية على سطح القمر، وتشير إلى أن هذا الزجاج قد يكون عبارةً عن خزانات مياه على أجسام أخرى خالية من الهواء، كما أن وجود المياه المخزنة في حبات زجاجية تصادمية يتوافق مع الكشف عن المياه عن بُعد في مناطق خطوط العرض المنخفضة للقمر، وتشير النتائج إلى أن سطح أجسام النظام الشمسي الخالية من الهواء قادرةٌ على تخزين المياه المشتقة من الرياح الشمسية.
وحبات الزجاج ليست أولَ لمحة عن وجود الماء على سطح القمر، ففي عام 2009 اصطدمت وكالة ناسا بمسبار في فُوّهة كابوس أدى إلى اكتشاف المياه، وفي عام 2018 وجدت وكالة ناسا دليلاً مباشرًا على وجود رواسب جليدية في فوهات القمر المظللة بشكل دائم على القطب الشمالي والجنوبى، وتُخطط وكالة ناسا والصين وروسيا لوضع قواعد قمرية في القطب الجنوبي للقمر خلال العَقد المقبل، وتأمل كل المبادرات المتنافسة في الحصول على قواعد صالحة للسكن جاهزة بحلول أوائل إلى منتصف عام 2030.