سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 مارس 1979.. الموسيقار اللواء محمد عبدالوهاب يقود عزف النشيد الوطنى الجديد «بلادى» أثناء استقبال السادات بعد توقيعه معاهدة السلام مع إسرائيل

الجمعة، 31 مارس 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 مارس 1979.. الموسيقار اللواء محمد عبدالوهاب يقود عزف النشيد الوطنى الجديد «بلادى» أثناء استقبال السادات بعد توقيعه معاهدة السلام مع إسرائيل محمد عبدالوهاب
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نزل الرئيس السادات من الطائرة فى مطار القاهرة عصر 31 مارس، مثل هذا اليوم، عائدا من واشنطن بعد توقيعه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، فعزفت فرقة الموسيقى العسكرية للجيش، المكونة من 150 عازفا، السلام الوطنى الجديد «بلادى بلادى»، وكان الموسيقار محمد عبدالوهاب هو الذى يقود الفرقة بنفسه، مرتديا بدلة اللواء بعد أن منحه السادات رتبة لواء الشرفية، تقديرا لدوره فى توزيع النشيد الجديد، حسبما يذكر الكاتب الصحفى والمؤرخ الفنى محمد دياب فى مقاله «النشيد المصرى الوطنى» بمجلة «ذاكرة مصر، مكتبة الإسكندرية، عدد 48، عام 2022».
 
كان نشيد «والله زمان يا سلاحى» كلمات صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل، وغناء أم كلثوم، أثناء العدوان الثلاثى عام 1956، هو النشيد الوطنى لمصر، وعزف لأول مرة رسميا فى 20 مايو 1960 أثناء مراسم وداع عبدالناصر لرئيس وزراء الهند نهرو، وفقا للدكتور محمد رفعت عبدالعزيز فى كتابه «النشيد الوطنى المصرى.. دراسة تاريخية».
 
يتتبع «دياب» خطوات اختيار «بلادى بلادى» بدلا من «والله زمان يا سلاحى»، قائلا: «أثناء الاستعداد لتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، أحس الرئيس السادات أن نشيد «والله زمان يا سلاحى» لم يعد مناسبا لمرحلة السلام، خصوصا أن كلماته تتحدث عن السلاح والترحيب بالحرب «يا حرب والله زمان»، فاستدعى الموسيقار محمد عبدالوهاب، وأوضح له أن الجاليات المصرية فى الخارج كانت تستقبله بغنائها نشيد «بلادى بلادى» لفنان الشعب سيد درويش، وأن الجماهير تعشق هذا النشيد، فلماذا لا نعطيهم إياه؟».
 
قدم سيد درويش والشاعر محمد يونس القاضى نشيد «بلادى» عام 1923، ووفقا لدياب:  «شهد بعثا جديدا له بعد نكسة يونيو 1967، فقد كانت الجماهير الزاحفة من كل حدب فى شوارع القاهرة متجهة صوب بيت الزعيم جمال عبدالناصر لتطالبه بالتراجع عن قرار تنحيه يوم التاسع من يونيو 1967، لا تجد خيرا من هذا النشيد تهتف به، وتجاوب أكثر من مطرب مع رغبة الجماهير هذه، وغنوه فى حفلاتهم وسجلوه للإذاعة، من بين هؤلاء المطربين، محرم فؤاد، وكارم محمود، وفايدة كامل وآخرون، وأصبح يغنى فى الحفلات الجماهيرية وقتها».
 
يؤكد «دياب» أن وضع سلام وطنى حلم راود محمد عبدالوهاب منذ أربعينيات القرن العشرين.. يكشف:  «لحن أكثر من قطعة لهذا الغرض، تقدم بها فى المسابقات التى نظمتها الدولة لاختيار سلام وطنى جديد، منها المقطوعة الموسيقية «دعاء»، وكانت سلاما وطنيا مقترحا قدمه فى مسابقة بعد قيام ثورة يوليو، لكن المسابقة لم تتم، واستخدمت المقطوعة ومدتها أربعين ثانية فى افتتاح محطة البرنامج العام الإذاعية».
 
بدأ عبدالوهاب فى خطوات تنفيذ تكليف السادات له حتى سجل السلام الوطنى والنشيد الوطنى فى الإذاعة بمصاحبة الفرقة الماسية، وهم 26 عازفا و40 عازفا من أوركسترا القاهرة السيمفونى، و70 عضوا من أفراد كورال الأوبرا والكونسر فتوار، وفرقة الموسيقى العربية وفرقة أم كلثوم، ويذكر دياب:  «خرج السلام الوطنى فى أربعين دقيقة والنشيد الوطنى فى دقيقتين وعشر ثوان».
 
يضيف «دياب» أن الرئيس السادات استدعى عبدالوهاب ليبدى له ملاحظاته على السلام الوطنى، وكانت عن زمنه وإيقاعه البطىء، وكان عبدالوهاب قد سجل السلام الوطنى الموسيقى مرتين، واحدة بإيقاع بطىء، وأخرى بإيقاع أسرع، واستمع السادات إليهما معا واختار الأسرع إيقاعا، وطلب من عبدالوهاب إضافة مقطع آخر إليه، وبالفعل خرج السلام الجديد فى خمس وسبعين ثانية، أى دقيقة وخمس عشرة ثانية، ليصبح أطول سلام وطنى فى العالم، حسب تقدير عبدالوهاب نفسه لمجلة «الكواكب»، فعادة يتراوح زمن السلام الوطنى من أربعين إلى خمسين ثانية.
 
جرت تعديلات على بعض كلمات النشيد، ويذكر «دياب»: «بناء على طلب عبدالوهاب، أجرى الشاعر حسين السيد بعض التعديلات على كلمات النشيد، فحلت عبارة «مصر يا أم البلاد» محل «مصر يا ست البلاد»، واستبدل بيتا جديدا «نحن حرب وفداك يا بلادى» بالبيت الشعرى «سوف نحظى بالمرام باتحادهم واتحادى»، واختصارا للنشيد استبعد بيتى «مصر يا أرض النعيم سدت بالمجد القديم/ مقصدى دفع الغريم وعلى الله اعتمادى».
 
قاد عبدالوهاب فرقة الموسيقى العسكرية، أثناء عزف النشيد الجديد فى مطار القاهرة، ويذكر «دياب»، أن العميد حسن شلبى قائد الموسيقات العسكرية، كان حاضرا، وكان عبدالوهاب يرتدى بدلة اللواء بعد أن منحه السادات رتبة لواء الشرفية، تقديرا لدوره فى توزيع النشيد الجديد، وهى الرتبة التى خفضت وقتها إلى رتبة عميد، لأن رتبة قائد فرقة الموسيقات العسكرية فى الجيش وقتها كانت رتبة عميد لا لواء، وهذه الرتبة العسكرية التى حصل عليها منحته الحق فى إقامة جنازة عسكرية له بعد رحيله، ليصبح الفنان المصرى الوحيد الذى تقام له جنازة عسكرية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة