تسببت الاف الرسائل النصية المسربة بين رئيس الوزراء البريطاني السابق مات هانكوك و الصحفية ايزابيل اوكشوت في حالة من الجدل حول نظام عمل الحكومة خلال فترة تفشي كورونا، واتهم هانكوك أوكشوت بالخيانة بعد أن سربت الرسائل التي أرسلها لها أثناء كورونا خلال عمل الأخيرة على مذكرات الوزير السابق وقالت اوكشوت مدافعة عن نفسها بعد تصريحات الوزير السابق إن ما فعلته يصب في المصلحة الوطنية.
ومع ذلك ، قال هانكوك إن الرسائل صدرت في "حساب متحيز ليناسب أجندة مكافحة الإغلاق"، كما نفى تهديدها بعد نشر الرسائل النصية.
وقال هانكوك في بيان صدر صباح الخميس: "عندما سمعت شائعات مشوشة عن منشور في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء ، اتصلت وأرسلت رسالة إلى إيزابيل لسؤالها عما إذا كان لديها" أي أدلة "حول ذلك ، ولم أتلق أي رد وعندما رأيت بعد ذلك ما فعلته ، بعثت لها رسالة اخري لاقول ان ما حدث خطأ كبير لا شيء اكثر من ذلك"
وتابع: "لقد عملت أنا وإيزابيل معًا بشكل وثيق لأكثر من عام على كتابي ، بناءً على السرية القانونية وعملية وافق عليها مكتب مجلس الوزراء وكررت إيزابيل مرارًا وتكرارًا أهمية الثقة طوال الوقت ، ثم كسرت تلك الثقة."
نشرت صحيفة التليجراف سلسلة من القصص بناءً على الرسائل التي بعث بها هانكوك ووزراء سابقون ومستشارون آخرون في حكومة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، وتسببت الرسائل في صدمة وسط زيادة التحقيقات العامة في ما حدث خلال فترة الاغلاقات منها،
-رفض هانكوك النصيحة باختبار جميع مرضى دور الرعاية للكشف عن كورونا
كشفت الرسائل المسربة أن هانكوك أخبره كبير المسؤولين الطبيين السير كريس ويتي أنه يجب إجراء اختبار COVID لجميع المقيمين والعاملين في دور الرعاية الصحية، وعلى الرغم من ابداء هانكوك موافقته على الفكرة الا انه ارسل لاحقا لاحد مساعديه رسالة قال فيها: "أخبرني إذا كنت مخطئًا ، لكنني أفضل ترك الأمر والالتزام باختبار وعزل جميع الأشخاص الذين يتلقون الرعاية من المستشفى. لا أعتقد أن التزام المجتمع يضيف أي شيء لكنه يؤدي إلى تعكير المياه ".
- أحد أبناء حاكوب ريس "عضو بمجلس الوزراء" حصل على أولوية فى اختبارات الكشف عن كورونا
كشفت الرسائل أيضا ان احد أطفال عضو مجلس الوزراء آنذاك جاكوب ريس حصل على اختبار كوفيد ذي الأولوية، جاء في احد النصوص المسربة بين هانكوك والمستشار الخاص الان نيكسون: " لدينا ساعي سيذهب إلى منزل العائلة الليلة ، سيخضع الطفل للاختبار ، وسيأخذه الساعي مباشرة إلى المختبر. يجب أن تكون النتيجة غدًا صباحًا"
جاء الاختبار المقدم لعضو مجلس الوزراء آنذاك وسط تراكم على مستوى البلاد من 145 الف طلب اختبار كانت تنتظر المعالجة.
-احباط بوريس جونسون بشان الاختبارات
تظهر الرسائل أن رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون كان محبطًا من الاختبار، حيث أرسل جونسون رسالة نصية إلى هانكوك: "الأمر كله يتعلق بالاختبار. هذا هو كعب أخيلنا. لا يمكننا تقديم سياسة حدودية معقولة أو تتبع مناسبين لأننا لا نستطيع اختبار ما يكفي. هل ذهبنا إلى الألمان للحصول على تلك المجموعات التي قدمتها أنجيلا ميركل ما هو الخطأ فينا كدولة لا يمكننا إصلاح هذا؟ "
واضاف "لدينا اشهر لحل هذا.. أنا ذاهب بهدوء الان"، ورد هانكوك على جونسون: "لا تقلق. لدينا قدرة اختبار كافية للقيام بذلك. لدينا الآن أكبر قدرة اختبار في أوروبا. المشكلة هي السلبيات الكاذبة - لذلك يعارض الأطباء التحرر من العزلة الذاتية (سواء للحجر الصحي أو T&T) مع اختبار سلبى".
-هانكوك طلب خدمة من جورج اوزبورن المستشار السابق
لجأ هانكوك لزميله السابق في مجلس الوزراء جورج اوزبزرن اثناء كفاحه للوصول الى "الرقم الذهبي" في اختبارات كورونا اليومية التي تم الترويج لها على نطاق واسع حيث كان الهدف هو 100 الف اختبار يوميا، وقالت التايمز ان النصوص المسربة اشارت الى ان وزير الصحة السابق حاول التلاعب للحصول على ارقام إيجابية.
قال هانكوك في احدى الرسائل: لا أحد يعتقد أن الاختبار يسير على ما يرام"، وفي نصوص لاحقة إلى المستشار السابق ، يبدو أن هانكوك تساءل عن سبب انتقاد أوزبورن لبرنامج الاختبار الحكومي، متسائلاً: "لماذا كان هذا؟"، أجاب أوزبورن: "أحاول نشر المسؤولية منك إلى رقم داونينج ستريت - لقد قلتها من قبل" وقال هانكوك: "حسنًا ، لكن الاختبارات الجماعية تسير بشكل جيد".
رد أوزبورن برسالة: "لا أحد يعتقد أن الاختبار يسير على ما يرام. إذا كنت أرغب في إجراء اختبار اليوم، فلا يمكنني الحصول عليه ، إلا إذا زيفت الأعراض."
-حظر زيارة دار الرعاية "غير إنساني "
أُبلغ وزير الصحة آنذاك أن منع الزيارات المنزلية للرعاية هو "غير إنساني" في الرسائل المرسلة إلى هانكوك ، قالت وزيرة الرعاية الاجتماعية آنذاك هيلين واتلي: "أسمع أن هناك ضغطًا لحظر زيارة دار الرعاية في المستوى 2 وكذلك المستوى 3. هل يمكنك المساعدة؟ أنا أعارض ذلك حقًا حيثما يكون لدور الرعاية زيارة آمنة لـ COVID ، يجب أن نسمح بذلك. لكن منع الاسر من زيارة احبائهم لأنهم يعيشون في دور الرعاية لأشهر وأشهر هو أمر غير إنساني."
-رحلة الـ100 ميل لاجراء اختبار كورونا
كتب هانكون في احدي الرسائل: "أخبار سارة من التسوق الخفي لنظام الاختبار لدينا - من خلال تكرار الزيارات إلى التطبيق التجريبي كما نصحت ، حصلت على اختبار على بعد 50 ميلاً فقط من المنزل" وأضاف في وقت لاحق: "وصلت النتيجة السلبية خلال 24 ساعة بعد الاختبار ، لذا فإن تسوقي السري يظهر أن النظام يعمل بالتأكيد ، على الأقل بالنسبة للبعض".
ثم صححها هانكوك: "للأكثر".
تم إرسال الرسائل في سبتمبر 2020 وسط تراكم الاختبارات ، مع وجود اختناقات في مختبرات الاختبار حيث تضمنت قوائم الانتظار اكثر من 200 الف شخص، وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن ثلاثة أرباع هؤلاء على الأقل لم يحصلوا على نتائجهم في فترة الـ 24 ساعة المقترحة بعد الاختبار.
-استجواب حول "دائرة حماية" الأشخاص المستضعفين
يزعم أن كبير المستشارين العلميين السير باتريك فالانس شكك في مسألة الحماية في أغسطس 2020 ، حيث كتب في رسالة WhatsApp أنه لا يعتقد أنه "سهل أو فعال" لعزل الأشخاص الضعفاء وكبار السن، بينما قال ويتي إنه "يفكر مرتين" بشأن حماية نفسه.
على الرغم من هذه المحادثات ، ظلت نصيحة الأشخاص المستضعفين بالعزل عن الآخرين من أجل الحماية سارية وظل أكثر من 3.79 مليون شخص معرض للخطر سريريًا تحت مشورة الحماية حتى أبريل 2021.
- "الرقم الذهبي" اولا
في الرسائل المسربة ، بدا أن هانكوك يشعر بالقلق من أن إجراء الاختبار في دور الرعاية يمكن أن يكون له تأثير على هدفه الذهبي البالغ 100 الف اختبار في اليوم.
في أبريل 2020 ، وسط نقص في معدات الحماية الشخصية (PPE) في دور الرعاية أخبر موظف مدني هانكوك أنه يجب "إعطاء الأولوية لاختبار الموظفين والمقيمين بدون أعراض في دار رعاية يعاني من تفشي كورونا.
فأجاب: "حسنًا" بشرط ألا يكون الاختبار سيقف في طريق الوفاء الفعلي بالقدرة في الوصول للهدف الذهبي اليومي"