فى عدد 13 يونيو من عام 1967، بعد النكسة، نشرت مجلة الكواكب عددًا من المقالات تضمن مقالات بأقلام نجوم الفن، يهاجمون فيها أمريكا والمجتمع الأمريكي القائم على المصلحة، الداعم الأول لإسرائيل فى المنطقة، ومن بينها مقال بقلم الفنانة سامية جمال.
سامية جمال
جاء فى المقال:
من يعرف الشعب الأمريكي ويعاشره ويقف على طبيعته فسوف يكتشف أن هذا الشعب يعيش بلا قلب ولا أحاسيس إنسانية، وأن العلاقات التي تربط الأفراد بعضها ببعض هي علاقات مادية وأن كل شيء هناك يحكمه الدولار ويخضع لنفوذ الدولار، علاقة الزوج بزوجته يحكمها الدولار، علاقة الابن بأبيه يحكها الدولار، علاقة البنت بأسرتها.. علاقة الشقيق بشقيقه.. كل علاقة يحكمها الدولار.
والزوج الذى يثبت أنه يستمتع بأعصاب من حديد على احتمال متاعب الحياة الزوجية انما يفعل ذلك من أجل أن يحصل على جائزة مالية .. وتقام كل عام مسابقة يشترك فيها الأزواج الذين يتقدمون لنيل هذه الجائزة، وفى اليوم المعين للمسابقة يجلس القضاة يستمعون إلى أقوال كل زوج الذى يفضح زوجته ويكشف أسرارها الخاصة والدقيقة لكي يقنع القاضي بأنه جدير بالجائزة ، ويكلف القاضي من يحقق فى أقوال الزوج.
ويقوم المحققون بالتدخل السافر فى شئون الزوجة الخاصة والعامة ليتأكدوا من صحة أقوال الزوج ، حتى إذا ثبت صحة كلامه منح الجائزة المالية، ويخرج الزوج فرحا بهذه الجائزة عير عابئ بما سببه لزوجته من آلام نفسية وفضائح مهينة فكل هذا يهون أمام الدولار.
والمعروف أن الشعب الأمريكي حريص على الوقت فإذا وجد مريضا فى الطريق لا يلتفت إليه ولا يتقدم لمساعدته حتى لا يضيع وقته وتنبه بعض الناس الذين تحركت قلوبهم بعوامل إنسانية – وهم قلة ضئيلة هناك – إلى ما يجب أن يقوم بين الناس من المحبة والإسراع فى إنقاذ مريض فى الشارع وإسعافه قبل أن يموت .. أو تلبية نداء المستغيث فأنشأوا جمعية اسمها "جمعية الصفاء والمحبة" ومهمة هذه الجمعية أن تقدم جائزة مالية قدرها دولار عن كل ساعة يقضيها أي أمريكي فى إغاثة أو مساعدة أمريكى آخر سقط مريضا ف الشارع أو صدمته سيارة أو غير ذلك من الحوادث المفاجئة التي تتطلب المسعدة السريعة قبل وصول الإسعاف.. فإذا وقع حادث مشابع لهذه الحواث أسرع كل واحد باستدعاء أقرب رجل بوليس ليسجل عنده اسمه والساعة التي استدعاه فيها حتى يحاسب الجمعية على عدد الساعات التي قضاها فى مساعدة المريض.
هذا هو الشعب الأمريكي الذى بنى كل علاقاته وتقاليده ومثله على الدولار الذى هو المعبود الذى يتعبد فى محرابه.
فى رأيي أن الشعب الأمريكي تأثر فى أخلاقياته تأثرا كبيرا باليهود المنتشرين بكثرة فى أمريكا والذين تغلغلوا بتقاليدهم وطبائعهم وأخلاقهم فى هذا الشعب حتى أصبح من المتعذر على الزائر الجديد لأمريكا أن يفرق بين الأمريكيين واليهود .