اطلقت مديرية الأوقاف بالإسكندرية بالتعاون مع محافظة الإسكندرية إشارة البدء فى تطوير ميدان المساجد بمنطقة المرسى أبو العباس فى بحرى وهى يُعد من أهم المناطق الأثرية والتاريخية فى مصر وبمحافظة الإسكندرية وله مكانه كبيرة لأنه يضم عدد كبير من الأضرحة والمساجد الأثرية لينطلق إشارة البدء فى تطوير الساحة ومنطقة المساجد ضمن خطة التطوير التى تشهدها الدولة فى كافة مساجد الجمهورية.
وتعد تكلفة التطوير المقترحة بقيمة 271 مليون جنيه، ومدة تنفيذ 24 شهرا، وذلك تفعيلًا لاستراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة الإسكندرية لرفع كفاءة وتطوير المواقع والميادين المتميزة فى المحافظة.
وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أن مشروع تطوير ساحة المرسى أبو العباس "ميدان المساجد" يأتى فى ضوء استراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة الإسكندرية وتماشيًا مع التوجيهات العامة للدولة وسياستها بالاهتمام بالعناصر ذات القيمة التاريخية المتميزة، والتى منها "ميدان المساجد" الواقع فى نطاق حى الجمرك أقدم أحياء المحافظة، والتى سيكون لها عائد على الاقتصاد القومى البيئى، وكذلك تطوير مستوى ومفهوم السياحة الداخلية.
وأوضح محافظ الإسكندرية، أن ميدان المساجد لم يتم تطويره منذ عام 1943م، مشيرًا إلى أنه يتم الآن تطوير شامل وكامل للميدان تنسيقًا مع وزارة الأوقاف والجهات المعنية.
وأضاف المحافظ أن التطوير يشمل تطوير الساحة العلوية، وساحة المقامات، وحديقة ميدان المرسى أبو العباس، ومسجد الأباصيرى، بالإضافة إلى ترميم الجراج الأرضى نظرًا لتصدع السقف والحوائط الذى نتج عن تسرب المياه الجوفية وكذلك تهالك شبكة الصرف الصحى مما أدى لانهيار أرضية المحلات.
وطمأن المحافظ المواطنين بأن المسجد سيظل مفتوح خلال أعمال مشروع التطوير، مضيفًا أننا حرصنا على توفير أماكن للمترددين على المسجد أثناء الليالى والاحتفالات التى تقيمها الطرق الصوفية بالتنسيق مع وزارة الأوقاف.
من جانبها، أوضحت الدكتورة جاكلين عازر، نائب محافظ الإسكندرية، أننا استغرقنا فترة عام كامل لعمل الدراسات الشاملة قبل البدء فى مشروع تطوير الميدان، مع الحرص على القيمة الدينية والتراثية والاجتماعية للميدان، وإبراز كل مقومات المتواجدة فيه، مشيرة إلى أن المكتب الاستشارى عمل على كذا تصور ورؤية حتى تم الوصول إلى رؤية موحدة تحقق للمواطن الروح الدينية والاجتماعية والتراثية الموجودة فى الميدان.
ومن جانبه وجه الشيخ سلامة عبدالرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، الشكر لمحافظ الإسكندرية لحرصه على عمارة بيوت الله، مؤكدا أن المديرية تسير وفق خطة وزارة الأوقاف الذى لا يألو جهدًا فى بذل أقصى جهد فى التعاون مع جميع الجهات بما يحافظ على بيوت الله وقدسيتها ويحقق المصلحة العامة للمجتمع، مؤكدا أن الجميع يقف خلف القيادة السياسية والدينية فى رؤيتها التى تعمل على تحقيقها من أجل مصلحة الوطن.
تاريخ أبو العباس
اسمه الحقيقى شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسى، ولد بالأندلس عام 616 هـ، ويصل نسبه إلى الصحابى سعد الدين بن عبادة وكان جده الأعلى قيس بن سعد بن عباده أمير مصر من قبل سيدنا الإمام على بن أبى طالب.
وكأن ابو العباس المرسى عاشقًا للقرآن والتفقه فى أمور الدين وكان محبًا لعمل الخير واشتهر بالصدق والأمانة وكان رمزًا للتاجر والماهر الأمين وقدوة للشباب فى التدين والنجاح فى التجارة، وفى عام 640 اعتزم والده الحج بصحبه أخيه وامه وركبوا البحر وبالقرب من تونس هبت عاصفة واغرقت المركب ومن فيها ماعدا ابو العباس ونجا من الغرق، فاستقر فى تونس ومن بعدها انتقل إلى مصر بعد أن اتعرف على الشيخ أبو الحسن الشاذلى.
وبعد مرور مئات السنين على وفاته اشتهرت مدينة الإسكندرية واقترنت باسم سيدى المرسى أبو العباس أشهر مسجد بالمحافظة يتبارك به الأهالى ويأتون له خصيصًا ويقرأون له الفاتحة، ومنهم من لديه عادات وطقوس بوضع صور شخصية داخل المقام والقبة التى تموضعها فى مصلى السيدات والقاء الشموع، كما أن بعضهم يقومون بكتابة عبارات على جدران المسجد.
وبعد وفاته عام 686 هـ دفن فى مقبرة باب البحر وفى عام 706هـ بنى عليها مسجدًا، وتم تطويره فى عهد الملك فؤاد الأول ووضع له تصميم المعمارى الإيطالى ماريو روسى.
تطوير ميدان المساجد بمنطقة أبو العباس بالإسكندرية (4)
تطوير ميدان المساجد بمنطقة أبو العباس بالإسكندرية (5)
تطوير ميدان المساجد بمنطقة أبو العباس بالإسكندرية (6)
اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية (1)
اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية (2)