قال الباحث في الشأن الفرنسي عبد الغني العيادي، إن ما يحدث في فرنسا ليس بمعزل عما يحدث في بقية الدول الأوروبية.
وأضاف خلال مداخلة عبر سكايب مع الإعلامي رعد عبد المجيد في برنامج "ملف اليوم" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك تحولات سياسية جوهرية بدأها الرئيس ماكرون نفسه حين وصل للرئاسة، فهو لم يأت من حزب سياسي ولا بخلفية جماهيرية انتخابية، وبعد نجاحه مفاجأة أسس حزبا لا هو باليمين ولا باليسار، فكسر كل التقاليد المعروفة في فرنسا.
ولفت إلى أن هذه الموضة وضعها الرئيس الأمريكي السابق ترامب بانتخابه في الولايات المتحدة، فكان الرئيس الشعبوي الذي خرج عن المُسلم به سياسيا وأكاديميا، بعد أن كانت السياسة تمارس بشكل أكاديمي، بشكل نفرق به بين اليمين وبين اليسار.
وأوضح أن أوروبا عرفت في الآونة الأخيرة مدا سياسيا لطرف ثالث على الخارطة السياسية، وهو الطرف الشعبوي أو اليمين المتطرف، وفي رابع دولة أوروبية من حيث الاقتصاد، وهي إيطاليا، نجد جورجا ملوني نجحت في الانتخابات وتحكم ومرت الـ100 يوم بشكل هادئ وتعطي الوجه الحكماتي على أعلى مستوى، وفي علاقة طيبة مع الرئيس الإيطالي وهو شيوعي نقي.
وذكر أن فرنسا عرفت حكم اليمين من جاك شيراك حتى ساركوزي، وعرفت الحكم اليسار من تحالف اليسار، ولكن كل هذه التجارب بما فيها تجربة ماكرون، جعلت فرنسا تتدحرج من قمة الدول الاقتصادية إلى المرتبة السابعة بعد الهند.