المعروف أن فيلم أولاد الذوات الذي أنتج فى سنة 1932 يعد ظاهرة فى مجاله، فهو أول فيلم مصري ناطق، وإن كان البعض يرون أنه نصف ناطق، لكنه فى وقته حقق أرقاما قياسية، نستعرض بعضها حسبما ذكر العدد الأول من مجلة الكواكب الذي ظهر فى مارس من سنة 1932.
تحت عنوان "معلومات طريفة عن فيلم أولاد الذوات" قالت المجلة:
بدأ العمل فى الفيلم أول أكتوبر سنة 1931 وانتهى فى أواخر فبراير 1932، فيكون قد استغرق إخراجه خمسة أشهر كاملة، وقد لقي المشتغلون به مصاعب جمة كان من بينها سقوط سعر الجنيه الإنجليزي أثناء وجود الممثلين فى باريس إذ نزل من 126 فرنكا إلى 86 فرنكا، في حين بلغت قيمة إيجار الموبيليات اللازمة هناك إلى 300 جنيه مصري.
كذلك كان انفصال السيدة بهيجة حافظ بعد الاعتماد عليها فى القيام بالدور الأول ضربة شديدة اضطرت معها إدارة رمسيس إلى طلب الآنسة أمينة رزق من مصر مع دفع الإيجار اليومي للأستديو بباريس.
كانت كوليت دارفى متخوفة جدا من القدوم إلى مصر لأنها تزوروها لأول مرة إلا أنها بعد المكث هنا زمنا أحبت البلاد وأهلها وجوها ونيلها وتمنت البقاء فيها إلى أكثر وقت لولا أن ارتبطت مع شركة أوفا الألمانية بعقد يحتم عليها السفر إلى برلين سريعا.
فيلم أولاد الذوات
وقد ذرفت الدمع السخين على رصيف محطة القاهرة يوم وداعها ولم تتمالك نفسها فأجهشت بالبكاء حين قرع الناقوس مؤذنا بتحرك القطار.
وقد أبدت إعجابها أيضا بمحمد كريم وبمقدرته ولم تنس أن تصرح بذلك لمن حادثها من الصحفيين حتى أنها كانت تتعمد الحديث فى ذلك دون سؤال من يحدثها، هذا مع أن كريم كان شديدا في العمل لا يترك لها وقتا للراحة ولا يحابيها أو غيرها، ومع ذلك فقط طبعت على وجنته قبة إخلاص حين غادرت البلاد ودون أن تخشى زوجته السيدة نعمة الله التي كانت بين المودعات على الرصيف والتي رأت بعينها قبلة كوليت وجازتها عليها بأخرى على الوجنتين.
أمينة رزق مدهشة حقا نظهر للمرة الأولى على الشاشة الفضية ومع ذلك فقد كانت كأحسن ما تستطيع عمله ممثلة مارست هذا الفن سنوات.
صرح صاحبا سينما رويال بأن عدد من شاهدوا هذا الفيلم في أسبوع واحد بلغ 35 ألفا، وأن هذا يعتبر رقما قياسيا، وأنه الفيلم الوحيد الذي ظل يعرض أربع حفلات فى كل يوم.
وقالا إن مصر أظهرت وطنية حقة فى الإقبال منقطع النظير على رؤية الفيلم المصري (بكل معنى الكلمة) من تصوير إلى إخراج إلى تمثيل. كذلك كان إقبال السيدات على مشاهدته غريبا في نوعه.
ومن الظاهرات المستحبة أيضا أن الجماهير حين سمعت اللغة العربية في السينما لأول مرة كانت تصفق تصفيقا شديدا يستمر دقائق. ونظن أن هذا يشجع يوسف وهبي وغيره على ضرورة إخراج أفلام ناطقة بالعربية ولو بمعدل اثنين فى العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة