عصابة فرنسية تجمع 80 مليون يورو فى 2016 بقناع سيلكون ومكالمة سكايب.. انتحلوا شخصية وزير الدفاع السابق لو دريان.. و"كذبة الرهائن" مكنتهم من جمع تبرعات من رجال أعمال.. وأحكام متفاوتة بالسجن تكتب سطر النهاية

الأربعاء، 08 مارس 2023 06:00 ص
عصابة فرنسية تجمع 80 مليون يورو فى 2016 بقناع سيلكون ومكالمة سكايب.. انتحلوا شخصية وزير الدفاع السابق لو دريان.. و"كذبة الرهائن" مكنتهم من جمع تبرعات من رجال أعمال.. وأحكام متفاوتة بالسجن تكتب سطر النهاية احتيال إلكترونى
كتبت : نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تباينت جرائم النصب حول العالم ، فما بين احتيال إلكتروني وانتحال صفة ، وقرصنة للاستيلاء علي ارصدة بنكية ، تختلف الدوافع وتتفاوت قائمة الخسائر ، ومن بين تلك الجرائم ما شهدته فرنسا في الفترة بين عامي 2015 و2016 ، حيث انتحل مجموعة من النصابين شخصية وزير الدفاع الفرنسي السابق جان ايف لودريان لجمع تبرعات من عدد من رجال الاعمال الفرنسيين بعد ايهامهم ان تلك التبرعات تهدف لتحرير رهائن فرنسيين مختطفين من قبل جماعات متطرفة في افريقيا.

 

وأجرت مجموعة النصابين مكالمات فيديو ، بعد أن صمموا اقنعة من السيلكون مطابقة لشكل "لودريان" ومساعديه ، وخدعوا 150 ثريًا من السياسيين ورجال الأعمال والشخصيات الدينية واستولوا علي أكثر من 80 مليون يورو .

 

الشخص الذى انتحل شخصية لو دريان هو جيلبرت شيكيلى فرنسى إسرائيلى ووجهت اليه تهم الاحتيال المنظم وانتحال شخصية وزير فى الحكومة وهو ما ينفيه، وفي النهاية ، أوقعته جرائمه ، وسُجن مع شركائه.

 

في مارس 2020 ، حكم على شيكلي بالسجن 11 عامًا بسبب جرائمه بالإضافة إلى غرامة قدرها 2 مليون يورو ، وفقًا لصحيفة الجارديان.

 

أما أنتوني لاساريفيتش ، العقل المدبر الآخر لعملية احتيال بقيمة 55 مليون يورو ، فصدر بحقه حكما بالسجن لمدة سبع سنوات إلى جانب غرامة قدرها مليون يورو، وواجه عدة أشخاص آخرين تهماً أقل وحكم عليهم بالسجن بمدد تتراوح بين 15 شهراً مع وقف التنفيذ وخمس سنوات مع النفاذ.

 

كشفت شبكة سى أن إن الأمريكية تفاصيل الفضيحة، مستندة إلى تسجيلات فرنسية وصفتها الشبكة بـ"خدعة القرن"، مشيرة إلى أن أحد أفراد خلية النصب تواصل مع رجال أعمال وجمع تبرعات بزعم المساعدة فى دفع فدية لإطلاق سراح رهائن فرنسيين محتجزين من فبل الجماعات الإرهابية المتطرفة.

 

وقال الرجل الذى انتحل شخصية لو دريان فى تسجيل صوتى عبر الهاتف كان يتحدث فيه إلى اوليفييه دو بولست الذى يرأس شركة تعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات فى النيجر "نتحدث عن حياة المواطنين الفرنسيين ونود أن نطلق سراحهم. إذا لم نفعل ذلك فإننا نتوقع الأسوأ، وأحتاج إلى معرفة ما إذا كان بإمكانك الانضمام إلينا فى هذه المهمة حتى نتمكن من تنفيذها وإذا كان الجواب" نعم "، فسوف أنبه الرئيس ليقول أن لدينا شخصًا يمكنه العمل كوسيط لنا."

 

وطلب من دو بواست تحويل أكثر من مليونى دولار أمريكى لمساعدة الرهائن الفرنسيين المحتجزين فى مالى، وقال الصوت أن فرنسا بحاجة إلى مساعدته فى تحويل الأموال لأن البلاد لا تدفع الفدية رسمياً وأعطت ضمانات بأن البنك المركزى الفرنسى سوف يسدده.

 

ووفقا للتقرير لم يكن هناك أى رهائن فى مالى، وأصبح دو بواست اخر ضحية فى عمليات الاحتيال التى امتدت لعامين واستهدفت أكثر من 150 شخص من بينهم رئيس النيجر وملك بلجيكا والمدير العام لليونسكو وكبير أساقفة ليون والعديد من الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية.

 

وذكرت وثائق رسمية تم تقديمها للقضاء الفرنسى إنه حدثت محاولات للتحصل على الأموال من سفارات وحكومات فى أكثر من 50 دولة وأن بعض هذه الأموال تم استردادها وكشفت عن أن ستة من المحتالين المزعومين قيد المحاكمة فى باريس فيما يتعلق بخدعة Le Drian والتخطيط لانتحال شخصية الأمير ألبرت الثانى أمير موناكو بينما يُحاكم المتهم السابع بتهمة مؤامرة انتحال شخصية امير موناكو فقط.

 

وتم التواصل مع الضحايا عن طريق مكالمة فيديو بواسطة skype لكسب ثقتهم، وخلال المكالمة ارتدى من يقوم بعملية الاحتيال قناع للوجه مصنوع من السيليكون يشبه وجه وزير الدفاع السابق لو دوريان وجلس فى نسخة طبق الأصل لمكتبه ويظهر خلفه علم فرنسا وفقا لما اظهرته الصور المثبتة فى وثائق المحكمة.

 

كان برونو بايلارد أحد أشهر صناع النبيذ فى شمال فرنسا مستهدفا فى يونيو 2016 من قبل لو دريان المزيف، وقال بيلارد لشبكة سى أن إن بشأن مكالمة الفيديو "كانت الصورة غير دقيقة وكان الصوت غريبا بعض الشيء، والعذر هو أنهم كانوا فى قبو فى الوزارة." وأضاف أن المحتالين استخدموا أوراق رسمية لأقناعه بخدعتهم ولكنه شك فى الامر وتوجه إلى مركز الشرطة للإبلاغ.

 

وأضاف بيلارد أن لو دريان المزيف قام بواجبه وعبر عن دهشته من معرفة المحتالين به وقال إنهم استندوا إلى خلفيته لمناشدة إحساسه بالوطنية حتى أنهم عرفوا عدد أطفاله، وأضاف أنهم كانوا على علم بمعلومات ليست شائعة مثل أنه كان فى الماضى ضابط شرطة.

 

وقال دلفين ميليت المحامى الذى يمثل وزير الدفاع الحقيقى لو دريان للشبكة الأمريكية أن المحتالين استخدموا الحرب فى سوريا لصالحهم.

 

وأضاف أن السفارات الفرنسية فى جميع أنحاء العالم قد حذرت من عمليات الاحتيال فى عام 2016، مشيراً إلى أنه كان هناك بالفعل رهائن فى عام 2015 واعتمد المتهمون وقتها فى اقناع الضحايا على التهديد بمخاوف وتبعات الإرهاب.

 

ووفقا لوثائق المحكمة فى عام 2017 تم القبض عليه فى أوكرانيا وعثر معه على هاتف أظهرت نتائج عمليات البحث فى جوجل عليه "كيفية عمل قناع من السيليكون؟" و"امير موناكو".

 

وبحسب التقرير شهد الخبراء أن صوت لو دريان المزيف يشبه إلى حد كبير صوت شيكلى، وقال محاميه أن مجمل الادعاء استند إلى تحليل ضعيف للعينات الصوتية من المقابلات التى أجراها شيكلى وأن تسجيلات الاحتيال "سيئة للغاية".

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة