تغطية خاصة قدمها تليفزيون اليوم السابع، عن تأثر قارة أوروبا من الأضرار الناجمة عن تدهور الاقتصاد العالمى، الذى بدأ منذ عام 2022 عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، لكن القارة العجوز تشهد وضعا أسوأ فى عام 2023.
فبينما كان الاتحاد الأوروبى في العام الماضى قادرا على تخزين الوقود لتوفير الاستهلاك العالمى والطلب على الكهرباء، فإن هذا الاحتياطى من الوقود والغاز الروسى بدأ فى النفاد.
وفى يناير الماضى وصل التضخم لأعلى مستوياته في الاتحاد الأوروبى، وحذرت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من أن التضخم الأساسي في منطقة اليورو سيستمر في الارتفاع خلال الأشهر القليلة المقبلة، وأنه من المتوقع زيادة سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في نهاية هذا الشهر.
وبعد أن رفع البنك المركزي الأوروبي بالفعل أسعار الفائدة بمقدار 3 نقاط مئوية منذ يوليو وحتى الأن.. وعد أيضا بشكل أساسي برفع نصف نقطة مئوية أخرى في 16 مارس الجاري، على الرغم من أن المستثمرين توقعوا مؤخرًا تحركا أكبر بسبب بيانات التضخم السيئة.
واعتبرت العديد من السلطات مؤخرًا أن رفع البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يجب أن يستمر حتى ينعكس التضخم الأساسي ويبدأ في الانخفاض.
وكان التضخم الأساسي ارتفع إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 5.6٪ في يناير الماضي.
ويعتقد آدم أنتونياك، الخبير الاقتصادي ، أن أكبر أزمة اقتصادية في عام 2023 ستتركز في بولندا ، والتي قد ينخفض ناتجها المحلي الإجمالي مرة أخرى في الربع الأول، ومن المتوقع تضرر المجر أيضًا ، نظرًا لأن ارتفاع الأسعار يقلل من استعداد الأسر للاستهلاك والشركات للاستثمار، و تؤدي تكاليف الطاقة والغذاء المرتفعة إلى إلحاق خسائر إضافية بالدول القريبة من مسرح الحرب ، والتي تحافظ على علاقات مكثفة في مجال الطاقة مع روسيا.
ولهذا، قررت بنوك المجر المركزية جعل الأموال أكثر تكلفة بطريقة قوية لاحتواء التضخم.. ورفع البنك المركزي المجري أسعار الفائدة إلى 18.5٪ في بداية عام 2023 ، وهو أعلى مستوى بين أعضاء التكتل الاوروبى
أيضا تضررت فرنسا بشدة وزاد فيها التضخم من 7% إلى 7.2% .. فيما قفز التضخم فى إسبانيا من 5.9% إلى 6.1%
أما فى هولندا ارتفع التضخم فى فبراير من 7.6% إلى 8% وتشير الارقام الصادرة عن هيئة الإحصاء الهولندية إلى أن أسعار المواد الغذائية والمشروبات والتبغ ، أصبحت أعلى بنسبة 15.1% فى فبراير مقارنة بالعام الماضى، أما فى المانيا ، فأصبح على المولطنين اللجوء إلى مدخراتهم لتغطية نفقات معيشتهم.
كما شهدت أسعار الخضروات قفزة كبيرة فى اوروبا ، خاصة فى بريطانيا التى تعتبر الأشد تضررا منه ، وقالت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطانية إن سلاسل إمداد الغذاء فى بريطانيا عالية المرونة، وإن هناك دولا أخرى تعانى نفس الأزمة.
وازداد الموقف سوءا بسبب قرار العديد من شركات الإنتاج الزراعي في بريطانيا عدم زراعة الصوب بسبب ارتفاع أسعار الطاقة مما جعل تدفئة الصوب غير مجدية اقتصاديا.
وكانت الطماطم والخيار والخس والفلفل، على رأس الخضراوات التى تم تقنينها فى السوبر ماركت، بثلاث علب فقط من الطماطم والفلفل والخيار لكل عميل.