منذ الوهلة الأولى للإعلان عن عودته مرة أخرى لعالم الدراما بعد فترة طويلة من الغياب، لم يتوقع أشد المتفائلين له تحقيقه هذا النجاح الكبير، خاصة بعدما غير جلده تماماً، وظهر في ثوب جديد بعيداً عن العالم الذى اعتاد التألق فيه من خلال اللون الكوميدي الذى شهد تألقه لسنوات.
نتحدث عن الفنان أحمد عيد الذى يخوض مغامرة في دراما رمضان 2023 لم يبتعد فيها عن تقديم الإفيهات فحسب، وإنما ذهب لدراما صعيدية مقدماً دور الأخ الصعيدي الذى يمتلئ بالطمع مما يدفعه لقتل أخيه، مثلما ظهر في أولى حلقات المسلسل، ليخطف الأنظار له ويقدم الدور ببراعة شديدة مثلما وصفه المشاهدين ممن لم يتخيلوا مطلقاً لنجم الكوميديا أن يكون مخبأ في جعبته كل تلك الموهبة، والذى أخرجها من خلال مسلسل "عملة نادرة" مع المخرج ماندو العدل، وهو ما نتحدث عنه خلال حوارنا معه في السطور التالية.
في البداية هل توقعت ردود الفعل الكبيرة على السوشيال ميديا بمجرد الإعلان عن عودتك للتمثيل بعد غياب؟
أشكر كل من استقبل خبر عودتى بفرحة، وهو ما أسعدني للغاية، ولكن ربما لا يعلم كثيرون أنني غير فاعل على السوشيال ميديا، فعندي حساب على فيس بوك تقريباً لم أنشر عليه أى بوست خلال الخمس سنين الأخيرة، فأنا أكتفى فقط من خلاله بالمتابعة من وقت لآخر، ولكنني علمت بأن هناك هاشتاج يحمل اسمى تصدر التريند بخصوص عودتي قبل عرض العمل حتى، وهو ما أسعدني وأقلقنى في نفس الوقت.
لماذا شعرت بالقلق بعد تصدر اسمك التريند؟
لسبب بسيط يتمثل في أنه حينما يتم رفع سقف التوقعات، فالناس يكون عندها شغف بما سيحصل، وينتظرون منك الأكثر، وهو ما أقلقنى لأن الجمهور واع للغاية، وحينما ينتظر منك شيئا فلا بد أن تكون على قدره، وفى مستوى طموحاتهم، وسعدت بردود الفعل بالتأكيد.
وأين كان أحمد عيد طوال الفترة السابقة؟
موجود، ولكن لم تكن هناك فرصة للعودة، وبالتالى عام تلو الآخر ابتعدت، لأننى غير مهتم بالتواجد لغرض الوجود، ولكن بشرط الدور الجيد الذى أقدمه سواء فى السينما أو الدراما، وحينما أتت تلك الفرصة من خلال سيناريو محترم وعمل جيد وافقت.
ألم تخش من أن تكون تلك العودة محفوفة بالمخاطر لأنها تشهد تغيير جلدك تماما؟
بالتأكيد خفت جداً، بمجرد أن عُرض الدور عليّ لدرجة التفكير فى الرفض، ولكن المخرج ماندو العدل كان لديه إصرار عليّ، وكان يرانى مناسبا للشخصية والدور، وخلال مكالمة بيننا شرح فيها تفاصيل الشخصية بصورة أكبر، واستطاع إقناعى فى النهاية.
ما أكثر الأمور التى كنت تتخوف منها؟
أول شىء كان مقلقا لى هو أن العمل ينتمى للدراما الصعيدية، ولهجتها الذى تخوفت منها جدا، لأننى طوال مسيرتى لم أقدم دورا بتلك اللهجة، وهو ما أخافنى للغاية، خاصة أن هذا النوع من الدراما له جمهور كبير جدا، وبالتالى تمنيت ألا أخيب ظنهم.
وكيف ذاكرت اللهجة الصعيدية واستعددت لها؟
أمور عديدة منها مصحح اللهجة، ومشاهدة تقريباً كل الأعمال الدرامية الصعيدية المحفورة فى تاريخنا، كى أتقن اللهجة.
شخصية مسعود عبد الجبار الذى تجسدها فى "عملة نادرة" عبارة عن تركيبة محملة بمشاعر سلبية عديدة مثل الحقد والغل والطمع الشديد، ألم تتخوف من أن يؤثر ذلك على علاقتك بالجمهور الذى طالما أحبك فى الأدوار الكوميدية؟
الشخصية ليست محملة بتلك المشاعر فحسب، وإنما هناك ما هو أخطر من ذلك.
ماذا تقصد؟
هناك شخصيات فى الدراما تكون محملة بمشاعر سيئة، ولكن لا تتصرف مثل مسعود عبد الجبار الذى يتخطى الأمر معه مجرد المشاعر ويصل لحد الفعل، فالشخصية تقدم على الأفعال السيئة ولا تتوانى في فعل أى أمر من أجل الوصول لهدفه، مهما كانت بشاعة ما يفعله، ويكفى أنه قتل شقيقه فى أول حلقات المسلسل.
هذا يعيدنا للسؤال .. ألم تتخوف من تأثير ذلك على علاقتك بالجمهور الذى طالما أحبك فى الكوميديا؟
أعتقد أن الجمهور لديه من الوعى الشديد ما يجعله يفرق بصورة كبيرة ما بين الدور الذى يجسده الفنان وشخصيته فى الحقيقة، وبالتالى حين يكره فهو يكره مسعود عبد الجبار ولا يكره أحمد عيد، وهذا هو المطلوب، ويعد نجاحاً كبيراً.
ولكن هناك فنانين كوميديين صرحوا بأنهم يرفضون تماماً تقديم أدوار الشر لأن أى تغيير يُقدِمون عليه لن يصدقه الجمهور مهما اجتهد الممثل وقد هدمت كل تلك الأطروحات بدورك الأخير؟
أنا فى النهاية فنان، وأقوم بما هو مطلوب منى، ومع احترامى لمن يتخوفوا من ذلك، فطالما العمل جيد والفنان لديه من الجرأة والموهبة ما يؤهله مع طاقم محترم ونص جيد، يكون قادرا على خوض أى تحد.
هل ممكن رؤية أحمد عيد مرة أخرى مع الكوميديا بعد التألق فى شخصية مسعود عبد الجبار؟
بالتأكيد لم لا، فأنا فنان فى النهاية، وكما ذكرت وأكدت من قبل المهم هو النص الجيد والدور الذى أقدمه.
أخيرا ما الرسالة التى توجهها إلى ماندو العدل الذى أصر على اختيارك فى المسلسل؟
لن أجد أكثر أو أفضل من كلمة "شكرا" له هو وكل فريق العمل، فهو صاحب مدرسة مميزة فى الإخراج، وله نظرة ثاقبة فى اختيار أدواته والشخصيات فى أعماله، وهو ما تأكد فى اختياره لي.
أحمد عيد فى حواره لليوم السابع تخوفت جداً من شخصية مسعود عبد الجبار لدرجة تفكيرى فى الاعتذار لولا مكالمة ماندو العدل