"أصل الحكاية فى الرياضة".. هى سلسلة من الحكايات المثيرة والملهمة فى كرة القدم، وغيرها من الألعاب، نقصها على المتابعين والقراء، فى 30 حلقة طوال شهر رمضان المبارك، نستعرض خلالها قصصا لها ذكريات خاصة مع الجماهير، ونحاول فى هذه الحلقات أن نثرى القراء بحكايات متنوعة ومختلفة بين الكرة المحلية والعالمية، وكذلك الألعاب الأخرى.
والآن مع الحلقة (10).. (الدورات الرمضانية.. شغف مصرى يخطف الأضواء)
تحتاج "رحلة الدورات الرمضانية" فى مصر، من البدائية والعشوائية للحداثة والتنظيم العالمي، إلى تأريخ حقيقى وتوثيق جيد، لأنها بالفعل تخطت حاجز الهواية للبسطاء إلى مرحلة الاستثمار وتقديم صورة مشرفة تخطف الأضواء.
كانت الأزمة في الدورات الرمضانية في الشوارع هى غياب التنظيم، وهنا قرر البعض إقامة دورات أكثر تنظيمًا، مواقيت محددة وفرق ثابتة العناصر، والأهم مكان ثابت للعب، وهو على الأغلب ساحة فضاء لا يملكها أحد بعينه ويتم تخصيصها ضمنيًا للعب كرة القدم خلال شهر رمضان.
أصبح للدورات أسماء ثابتة طبقًا للأحياء والمناطق. وهنا ظهر المنظمون لتلك الدورات، شخص مسئول بشكل كامل عن تنظيم المواعيد وتحديد الملعب وتنظيم الجمهور الغفير. كما أنه يحصل على الاشتراك المحدد لكل فريق.
والآن في هذه الدورات تحولت خطوط التماس الذي كان رصيفًا بجانبي الشارع، إلى خطوط جيرية في ملاعب متطورة، وبدلا من مرمى بدائي من قالبين طوب، أصبح مرمى من ثلاث عوارض مزود أحيانا بتقنية خط المرمى، التي لم تدخل للمسابقات الرسمية في مصر حتى الآن.
الدورات الرمضانية في مصر بدأت قديما في الأزقة والشوارع الضيقة، تقريبا انطلقت منتصف السبعينات، ومع مرور الزمن انتقلت للملاعب الخضراء، وهذا الموسم شاهدنا تقنيات كروية في هذه الدورات، لم نكن نتخيلها في يوم من الأيام.
شاهدنا في دوراتنا الرمضانية قبل أيام، تقنية الفيديو المساعد أو ما يسمى بـ"الفار"، ولوحة تغييرات متطورة كتلك التي نراها في الملاعب العالمية، وتصوير جوي لبعض الملاعب يحاكى الفكر الأوروبي، وأيضا تواجد محترفون أفارقة في بعض الفرق، وفوق كل ذلك تنظيم رياضي على أعلى مستوى.
معظم الدورات الرمضانية في مصر تقام في القرى المختلفة، ورغم قلة الإمكانيات في هذه المناطق، لكن مواهب كرة القدم فيها، أرادت أن تقدم من خلال هذه الدورات رسالة مفادها أن التنظيم الجيد يحتاج لإرادة فقط.