الأرض والطين والزرع بل والهواء الذي نتنفسه، كلها معاني كثيرة عن الوطن الذي نرتبط به، ونتعلق بتفاصيله، ولكن كان يرمز لهذا الإخلاص بالفلاح الذي يشبه زرعته، فهو مهما يتحرك وكأن له جذور مغروسة في أرضه، والتي يوصفها بالعرض كناية عن مدى حفاظة وصيانته لها مهما بلغ به من تعب وألم، كما أوضح أستاذ الأدب الشعبي بكلية الأداب بجامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل في حديثه لـ "اليوم السابع" أن المثل الشعبي الذي يقول "تروح فين الشمس من على قفا الفلاح" دليل على العمل وقوة الإرادة وتحمل المسئولية وكثير من الاخلاق الجميلة التي تعبر عنها معاني هذا المثل الشعبي.
تروح فين الشمس من على قفا الفلاح
وتابع أستاذ الأدب الشعبي أن هذا المثل يحمل في طياته الكثير من المعاني أيضاً، فهو يحمل معنى الكفاح والنشاط والمداومة على العطاء مهما بلغ هذا الفلاح من تعب، وأردف أن التعب كامن في التعبير بكلمة الشمس التي لن تغرب طوال عمل الفلاح في أرضه التي ترمز لوطنيته أيضاً، كما أضاف أن مسلسل "سره الباتع" مثال حي لوصف هذا المثل الشعبي الذي أظهر دور الفلاح المصري المرتبط بأرضه، ووقف أمام المعتدي من الفرنساويين.
وأضاف أستاذ الأدب الشعبي أن الفلاح منذ زمن قدمائنا المصريين وهم أول من يقفون أمام العدو والغزاه، ومن الفخر الأعتراف بدورهم الذي خُلد من قديم الأذل على جدران المعابد، وتناوله الأجيال عبر التاريخ، حتى ضرب بهم المثال في التفاني وحب العمل والوطن والعرض.