هناك مقولات توارثناها ورددت على شكل أمثال شعبية حتى يومنا هذا، ومنها الأمثال الشعبية التي رفعت من شأن المرأة ووضع حدود واضحة في تعامل الرجل معها باحترام ورحمة في السر والعلن.
اللي يقول لمراته يا عورة.. الناس تلعب بيها الكرة
قال الشاعر مسعود شومان الباحث في التراث في حديثه لـ"اليوم السابع" إن معظم الأمثال الشعبية حكايات تبريرية، ليست لها علاقة بحكاية واقعية، إلا بعض الأمثال التي ولدت من حكاية يعرف أصلها وتاريخها، أما عن المثل الشعبي الذي نتحدث عنه اليوم فهو مثال حي لتكريم المرأة ومعاملتها بشكل لائق أمام الجميع أو حتى داخل جدران المنزل أمرًا مفروغ منه لا يمكن الجدال فيه، خاصة في مجتمعنا المصري الذي كان يقدر مكانة المرأة منذ عهد قدمائنا المصريين، ورسم الكثير من الجداريات في المعابد عن مدى تمكن المرأة من حقوقها وسيطرتها خلال هذه الفترة.
وتابع أن في التراث فتداولت العديد من الأمثال الشعبية التي ركزت على ضرورة احترام المرأة ومن هذه الأمثال "اللي يقول لمراته يا عورة الناس تلعب بيها الكرة واللي يقول لمراته يا هانم الناس تستقبلها على السلالم"، للأسف يتم تداول النصف الأول من هذا المثل الشعبي دون اكماله لأخره، فالمثل على الرغم من تداوله في صورة قد تظهر بمعنى أخر، إلا أن له معنى هام وتعبير مهم، وهو الحفاظ على كرامة الزوجة، التي هي جزء من كرامة الرجل الشخصية، فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يهين الرجل المرأة، فما بالك وإن كانت زوجته، وايضاً إذا حدث خلاف بين الزوجين فلابد أن لا يتم مناقشة هذا الخلاف على العلن أو أمام أحد، فهو انتقاص من كرامتهم معاً.
وأردف أن جمال هذا المثل الشعبي يكمُن في أنه مشروط، وذلك للتنبيه بأن ما قد يفعله الراجل في حق زوجته بالتأكيد سيكون له مردود ممن يتعاملون معها، أما عن كلمة العورة فهي تعبير مجازي والذي يبرز المعنى ويوضح كم الأذى من هذا التوصيف.
أما الجزء الثاني من المثل الشعبي فيقال "اللي يقول لمراته يا هانم الناس تستناها على السلالم" كناية عن المردود الطبيعي لاحترام الزوجة والذي يجبر الأخرين على احترامها وتقديرها ورفعة شأنها بينهم، وأختتم قائلاً أن على الزوج أن يكون داعم لزوجته من حيث طبخها أو طريقتها أو اسلوبها في الحديث حتى وأن لم تكن على المستوى المطلوب منها، فدعمها يجعلها في أعين الناس عالية ويجعل زوجها في نظرها رجلاً عطوف تبحث في كل السُبل لارضاءه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة