"نوبة ملى سلام".. بهذه الكلمات النوبية يعبر أهل الجنوب عن مجتمعات بلادهم التى يعيشون فيها بسلام وطمأنينة ووسط أجواء من الترابط والتلاحم المجتمعى فيما بينهم، ويكثر هذا المعنى فى شهر رمضان المبارك، الذى يحرص أبناء النوبة فيه على التجمع والإفطار سوياً من أول أيام الشهر حتى أواخره.
وفى جولة لعدسة "اليوم السابع" داخل القرى النوبية فى محافظة أسوان، نرصد خلالها أجواء الإفطار الجماعى لأهل النوبة والذى يستمر على مدار الشهر كاملاً يجتمع فيه أبناء النوبة على مائدة واحدة كل يوم فى مكان من الأماكن التى يعيش فيها أهل النوبة بأسوان، ويؤكدون على المعانى النوبية الجميلة التى توارثوها من الأجداد ولا يزالون يحافظون عليها.
بدأ المشهد على الجزيرة النوبية قبل موعد الإفطار بساعات، وانتشر السكان فى كل مكان وبدأت التجهيزات للإفطار الجماعى واستقبال الضيوف من شتى الأنحاء المتفرقة، وبدأت الساحات الواسعة فى الشوارع تتحول إلى أماكن ضيافة لوضع مائدة الطعام عليها بعد نظافتها وتزينها بالألوان الزاهية المعروفة لدى أبناء النوبة، وتحولت الجزيرة المطلة على النيل مباشرة إلى مكان أشبه باللوحة الفنية لجماله الربانى مع روعة ما يفعله أصحاب البشرة السمراء والقلوب البيضاء من تجمع مبهج خلال الشهر الكريم.