حياة "حرجة للغاية" لأكثر من 6 ملايين شخص جائع فى الصومال جراء موجة الجفاف، بحسب خبراء الأمن الغذائى، فيما تواجه البلاد انعدام الأمن فى ظل مكافحتها لآلاف المقاتلين من حركة الشباب المتطرفة، ودقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى "دعم دولى كثيف" للصومال.
جاء ذلك خلال زيارته لهذا البلد الواقع فى منطقة القرن الإفريقى والذى يشهد تمردا وجفافا غير مسبوق فيما "اهتمام المجتمع الدولى مشتت عن المأساة".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لدى زيارته مدينة بيدوا (جنوب غرب)، إن ما تواجهه الصومال من "إرهاب وجفاف ناجم بجزء كبير منه عن التغيّر المناخى، يخلق ظروفا مثالية لأزمة ويتطلّب دعما كبيرا من المجتمع الدولي".
وتفقّد جوتيريش مخيّما للنازحين يؤوى ضحايا الجفاف فى منطقة تعد من الأكثر تضررا من المجاعة ومعقلا لحركة الشباب. ولدى وصوله إلى العاصمة مقديشو فى "زيارة تضامنية"، أوضح أن زيارته ترمى إلى دق ناقوس الخطر بشأن الأوضاع فى البلاد وحض المجتمع الدولى على التحرّك.
ورحّب الرئيس الصومالى بزيارة جوتيريش "التى تؤكد أن الأمم المتحدة ملتزمة بالكامل بدعم خططنا لبناء الدولة وتحقيق الاستقرار فى البلاد". وتأتى زيارة جوتيريش فى وقت تعانى فيه البلاد من جفاف كارثى أوصل الكثيرين إلى شفير المجاعة، وكان سبق أن زار الصومال فى مارس 2017.
وبحسب الأمم المتحدة سيعتمد نحو نصف سكان الصومال هذا العام على المساعدات الإنسانية، وسيبلغ عدد المتضرّرين من الجفاف 8,3 ملايين نسمة.
وقال جوتيريش أن "اهتمام المجتمع الدولى مشتت عن المأساة التى يعيشها الشعب الصومالي". وسبق أن شهدت الصومال مجاعة عام 2011 أودت بـ260 ألف شخص أكثر من نصفهم أطفال دون السادسة من العمر.
وأدى شح الأمطار خلال 5 مواسم على التوالى فى بعض أنحاء الصومال كما فى كينيا وإثيوبيا إلى أسوأ جفاف فى المنطقة منذ 4 عقود، أتى على المواشى والمزروعات وأرغم ما لا يقل عن 1,7 مليون شخص على مغادرة ديارهم بحثا عن الطعام والماء.
وحذرت دراسة نشرتها وزارة الصحة الصومالية ومنظمة الصحة العالمية ووكالة يونيسف الأممية فى مارس بأن عواقب الجفاف فى الصومال قد تتسبب بمقتل ما بين 18100 و34200 شخص خلال الأشهر الـ 6 الأولى من السنة. وأطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع 2,6 مليار دولار لتقديم مساعدة إنسانية لسكان هذا البلد الواقع فى القرن الإفريقى، لكن الهيئة الأممية لم تجمع حتى الآن سوى 15% فقط"، من الأموال الضرورية.
وأمس شارك الأمين العام للأمم المتحدة مأدبة إفطار صومالية، بحسب العين الإخبارية، الذى ذكرت أنه فى لقطة إنسانية تختزل صرخة أممية تحاول توجيه الأنظار نحو الصومال، البلد الأفريقى، حيث صام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فى حركة تضامنية مع فقراء الصومال ممن يؤدون الفريضة بشهر رمضان فى ظل ظروف إنسانية صعبة. وشارك جوتيريش، بإفطار فى القصر الرئاسى يستضيفه الرئيس حسن شيخ محمود.