يلجأ البريطانيين لإجراءات استثنائية في محاولة منهم لتقليل الانفاق وسط ازمة تكلفة المعيشة التي يعاني منها الكثير خاصة مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة لمستويات قياسية وهو ما كشفته اخر البيانات الحديثة حيث تشير بيانات مبيعات التجزئة إلى أن المتسوقين البريطانيين يتحولون من الأطعمة الطازجة إلى الأطعمة المجمدة، أثناء محاولتهم خفض الإنفاق.
وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، كانت التكلفة المرتفعة عاملاً مهمًا في الضغط على الأسر في المملكة المتحدة، حيث بلغ تضخم أسعار المواد الغذائية 18.2% وسط ارتفاع أسعار الطاقة ونقص خضروات السلطة بسبب سوء الأحوال الجوية في أوروبا.
رداً على ذلك، يبذل العديد من المتسوقين ما في وسعهم لتجنب الاضطرار إلى دفع أسعار أعلى، وفقًا لبيانات البيع بالتجزئة التي نشرتها بي بي سي.
وبحسب بحث من Kantar كشف المحللين الذين يغطون تجارة التجزئة في بريطانيا العظمى. ، ان الطلب أقوى على سلع مثل الدجاج المجمد ، حيث ارتفعت أحجامها بنسبة 5.9% في 12 أسبوعًا حتى 20 مارس ، و زادت مبيعات الأطعمة الجاهزة المجمدة ، بما في ذلك الوجبات الجاهزة والبيتزا ورقائق البطاطس بنسبة 2.6%.
ظلت أحجام الأطعمة المجمدة ثابتة ، حتى مع شراء المتسوقين أقل. وأظهرت بيانات نفس الفترة ، أن إجمالي أحجام البقالة انخفض بنسبة 4%، في حين أن حجم البضائع المجمدة المشتراة لم يتغير.
بلغ تضخم أسعار المواد الغذائية في المملكة المتحدة 18.2% على مدار العام حتى فبراير ، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني. أشار الإحصائيين إلى أن هذه كانت أسرع زيادة في أسعار المواد الغذائية منذ أغسطس 1977 ، عندما قُدرت بنسبة 21.9 %.
قال فريزر ماكيفيت ، رئيس قسم التجزئة والمستهلكين في Kantar UK ، لبي بي سي ،ان الطعام المجمد في محلات السوبر ماركت "أفضل بشكل ملحوظ" من الطعام الطازج في الوقت الحالي من حيث الاقبال والمبيعات وأضاف: "من الواضح أن بعض ذلك له علاقة بتكلفة المعيشة".
في السياق نفسه، كشف بحث منفصل شمل 2000 بريطاني بالغ أجرته مؤسسة اوبينيم نيابة عن تطبيق Zipzero الذي يرصد مشتروات الجمهور، يقول ربع المتسوقين في المملكة المتحدة إنهم يشترون المزيد من الأطعمة المجمدة.
كما وجد الاستطلاع أن 30% من الناس يشترون المزيد من الطعام من القسم المخفض من السوبر ماركت لمحاولة توفير المال ، و 21% يشترون كميات أقل من اللحوم والأسماك.
وقال محسن راشد ، الرئيس التنفيذي لشركة Zipzero: "لقد أدى تضخم أسعار المواد الغذائية المرتفع إلى تغيير عادات المستهلكين على الدوام. بدافع الضرورة ، أُجبر البريطانيون على تغيير مكان التسوق بشكل جذري .. ما يشترونه يتغير أيضًا".
وأضاف ان الإجراءات المتبعة مختلفة، وقال: "سواء كان الأمر يتعلق بتجربة علامات تجارية أرخص ، أو اللجوء إلى نظام غذائي نباتي أو تخزين سلع مجمدة ، فإن المستهلكين البريطانيين يجدون حلولًا ذكية لتقليل إنفاقهم على الطعام. ومع ذلك ، في النهاية ، لا يوجد العديد من إجراءات خفض التكاليف التي يمكن للبريطانيين اتخاذها ".
والشهر الماضي قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إن واحدا من بين كل خمسة طلاب فى كبرى الجامعات البريطانية يبحثون ترك الجامعة بسبب الأزمة فى حين أن ربع هؤلاء الطلاب يذهب لجامعته بشكل منتظم بدون طعام أو المواد الأساسية الأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من نصف الذين شملهم المسح قالو إن أدائهم الأكاديمى عانى نتيجة لأزمة تكاليف المعيشة. وأبلغ الطلاب عن اضطرارهم للقيام بعمل إضافى مقابل أجر لتغطية النفقات، ومشكلات فى التركيز سببها سوء التغذية والضغط المالى، ويتغيبون عن المحاضرات بأنهم لا يستطيعون تحمل رسوم الانتقالات.
