دائمًا ما تبحث نيتفلكس عن إثارة الجدل من خلال المواضيع المختلفة التى تقدمها من خلال أفلامها ومسلسلاتها التي تنتشر عالميًا، سواء بتوجهات محددة أو لدعم فكرة بعينها، ولكن هذه المرة طرحت نيتفلكس فكرة سيقف أمامها ليس المصريين فقط بل ملايين من الجنسيات المختلفة من حول العالم، وكشفت الشبكة عن أول فيديو ترويجى لـ مسلسلها "الوثائقى" الجديد Queen Cleopatra، الذى ينضم لـ السلسلة التى تستكشف حياة الملكات الأفريقيات البارزات والمبدعات، الذى بدأ بـ مسلسل Njinga، فى فبراير الماضى عن آنا دي سوزا أو نجولا آنا نزينجا مباندا، والتى كانت تدعي أيضا بالملكة "نزينجا"، الملكة لمملكتي ندونجو وماتامبا فى جنوب غرب أفريقيا في القرن السابع عشر.
Queen Cleopatra
Queen Cleopatra
الفيديو الترويجى للوثائقى لـ Queen Cleopatra في بدايته كشف عن وجه كليوباترا، وهى الممثلة الشابة البريطانية أديل جيمس، صاحبة الملامح "السمراء"، التي كانت السبب الرئيسى في إثارة الجدل حول العمل، وذلك بعد تكتم كبير أثناء العمل على السلسلة التى ستصل المنصة في 10 مايو المقبل.
يدور مسلسل Queen Cleopatra حول آخر فرعون "مصري" ويجب وضع ألف خط تحت كلمة مصري في هذه المرحلة، والتى تحارب لحماية عرشها وعائلتها وإرثها، وفي هذه السلسلة الوثائقية نشاهد مجموعة من علماء الأثار "غير المصريين"، الذين يتحدثون عن ملكة مصرية، كما أن العمل من إنتاج الممثلة والمنتجة جادا بينكيت سميث، ويشارك في بطولته جون باتريدج في دور يوليوس قيصر، كريج راسل في دور مارك أنتوني، مايكل جريكو في دور بوثينوس، كـ أدوار رئيسية، ولم تكشف المنصة عن أغلب الأسماء المشاركة إلى الان.
Queen Cleopatra
ولهذا علينا أن نقف قليلا، أمام "التشويه"، والـ "تزوير"، الذى يحدث لـ تاريخ ملكة مثل كليوباترا، التي تملأ المعابد الفرعونية بـ رسوماتها، وملامحها غير "الأفريقية"، التي تظهر بشكل كبير.
وعن لسان أديل جيمس أو كليوباترا من مسلسل Queen Cleopatra، حيث قالت في التريلر:" I did what I had to protect what is mine"، أو "فعلت ما كان علي أن أحمي ما هو ملكي"، فـ بالتالى ما يفعله المصريون الآن، "حول العالم"، هو أنهم يحمون ما يخصهم، خاصة بعد التوقيعات التي بدأت في الالتفاف حول عدم طرح هذه السلسلة من الأساس، لـ منع "تشويه" التاريخ الفرعونى المصرى.
وبالتالي إذا كان وصف مسلسل الوثائقى Queen Cleopatra يؤكد على أنها "آخر فرعون مصري"، كيف يمكن أبرازها كـ سمراء اللون، والمصريات تتميزن باللون "القمحى"، وكيف يمكن أن تون ملامها "حادة" و"كبيرة"، وكل رسوماتها تبرز عكس ذلك، وكيف يمكن أن يكون شعرها "كيرلى" أو مجعد، ورسوماتها على مختلف المعابد تؤكد عكس ذلك، وكيف يمكن أن تكون سمراء اللون، إذا كانت كليوباترا نفسها من أساس " مقدونى" أو "يونانى"، اللاتى اشتهرت بالبياض والعيون الملونة.
وكيف يمكن التحدث عن ما يحدث بـ مسلسل Queen Cleopatra الوثائقى، دون ذكر مصطلح " Afrocentrism" أو "الأفروسنتريك"، وهى منظمة عالمية وأيديولوجية تتمركز في الولايات المتحدة الأمريكية بين الأفرو أمريكان التي تأسست عام 1928، وأصبح لها انتشار واسع بين الجاليات الإفريقية، التي تدعي أن "الفرعون المصري" أصله من أفريقى، وبالتالي يحمل الجينات الأفريقية، التي تتلخص بالنسبة لهم في البشرة السمراء والشعر المجعد "الكيرلى"، كما أن المنظمة تشير إلى أن المصري "الجديد"، لا له علاقة بالمصري "القديم"، وأن المصري القديم مات أو هاجر إلى الجنوب وإن كل من هم في شمال مصر، جنسيات كثيرة تبتعد كل البعد عن العرق المصري الأصلى.
ولكن من هي كليوباترا؟، هي الملكة كليوباترا السابعة، التي اشتهرت بـ اسم كليوباترا، وكانت آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من روما.
وفى خلال الفيديو الترويجى الذى لم تتعدى مدته الـ الدقيقتان، كانت ردود بعض "العلماء" كما اشير إليهم، منها أكدت عالمة "غري مصرية:" من الممكن أن تكون مصرية"، بالرغم من أن المواقع العالمية تؤكد أنها مصرية مقدونية "يونانية"، وأشارت أخرى "سمراء اللون" قائلة:" لقد أخبرتنى أمى أننى لا يهمنى ما يدرسونه لكى في المدرسة، ولكن كليوباترا كانت "سوداء"، أما محلل أخر فـ أشار قائلا:" دائما ما اتخيلها بشعر "كيرلى" مثل الذى لدى".
كليوباترا
إذا كان هؤلاء من سيتحدثون عن ملكة من أعظم الملكات اللاتى حكمن مصر في زمانهن، فـ هذا ليس ظلم، لأنها كلمة ضعيفة في هذه النقطة، ولكن هذا "تضليل"، وكذب، وهذا ما يتم الترويج له، من خلال المحاولات المستمرة من قبل منظمة الـ الأفروسنتريك التى تريد نسب حقوق ليست لـ الموالين لها.
كليوباترا