بعد تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى لمقاطع فيديو تشير إلى تأثر المتحف المصرى الكبير بالأمطار التى شهدتها بعض محافظات الجمهورية الأيام الماضية بشكل عام، وتأثر تمثال الملك رمسيس الثانى بشكل خاص من جراء الأمطار، أجرى تليفزيون اليوم السابع لقاءً مع المهندسة يمنى إسماعيل معاون وزير السياحة والآثار لمتابعة أعمال المتحف المصرى الكبير، وذلك داخل المتحف شرحت خلاله تصميم المتحف وكيف أنه مجهز ومُعد لاستيعاب هطول الأمطار فى منطقة البهو العظيم، والهدف من التصميم المعمارى والهندسى للمتحف.
فى البداية نفت المهندسة يمنى إسماعيل؛ تأثر المتحف بشكل أو بآخر بسقوط الأمطار، وقالت أن التصميم المعمارى والهندسى للمتحف تقوم على فكرة أن يتم استقبال زواره من الخارج إلى البهو العظيم "شبه المغطى" وهى تساعد على تهيئته للانتقال من البيئة الخارجية ذات الإضاءة والشمس القوية إلى البيئة الداخلية، وهى طريقة استخدمها المصرى القديم فى بناء معابده القديمة، فنجد فى المعابد المصرية القديمة "ردهة الدخول" أو بهو الأعمدة وهى منطقة انتقالية للشخص لتهيئته والدخول من الشمس والإضاءة العالية إلى منطقة الظل، وهذه المرحلة الانتقالية تأهب الشخص جسمانيًا وروحانيًا للدخول والانتقال من صخب الحياة إلى منطقة ذات قيمة ثقافية وحضارية وروحانية.
أضافت أن التصميم المعمارى والهندسى للمتحف والذى وقع الاختيار عليه منذ عام 2005، يجعل من المتحف كتلتين رئيسيتين مبنى الأنشطة الاستثمارية أو التجارية، ومبنى المتحف الذى يضم قاعات العرض المتحفى، وفى المنتصف مثلث "البهو العظيم" وهو بهو الدخول، وسقفه شبه مظلل أو شبه مغطى، لتكون فيه الإضاءة والتهوية طبيعية وتماشيًا مع كون هذا الجزء صديق للبيئة يستوعب مختلف درجات الحرارة والأمطار.
تصميم المتحف المصرى الكبير
وأشارت خلال لقاءها مع اليوم السابع أن القطع الأثرية المعروضة في البهو العظيم حرص الأثريين على أن يتم اختيارها لتكون لا تتأثر بالشمس أو الأمطار، ومصنوعة من الجرانيت كتمثال الملك رمسيس الثانى.
الزميل محمد أسعد والمهندسة يمنى إسماعيل أثناء شرح تصميم المتحف
أوضحت أن البنية التحتية مؤهلة أيضًا لاستيعاب الأمطار، فتم عمل مسارات لتجميع مياه المطار فى خزان وإعادة استخدامها فى الرى، وهو ما حدث يوم الأربعاء الماضي فمع سقوط الأمطار لم يستغرق الأمطار سوى دقائق ولحظات سقوط الأمطار بعدها عادت الحركة بشكل طبيعى بين زوار المتحف.
تصميم المتحف المصري الكبير 1
وعن مكان وضع تمثال الملك رمسيس بمنطقة البهو، فإنه كان مُحدد فى التصميم الأصلى للمتحف وأنه يوضع تحت مظلة فى المنطقة التى تتوسط مبني العرض المتحفى والمبنى التجارى، وهى مظللة وسقفها مُغطى بألواح من الألومنيوم المُفرغة التى تُحدث كسرًا بسيطاً لأشعة الشمس وتسمح بحركة الهواء داخل البهو اعتمادا على التهوية والإنارة الطبيعية وتوفيرا ًلاستهلاك الطاقة ويقلل أيضاً من حدة درجة الحرارة فى فصل الصيف، كما أنه تم مراعاة سقوط الأمطار بعمل مسارات لتجميعها فى خزان للمياه واعادة استخدامها فى الرى.
وفي بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار تم الإشارة إلى أن تمثال رمسيس كغيره من التماثيل الجرانيتية الضخمة مصممة لتُعرض فى الأماكن المفتوحة، وأنها لا تتأثر بمياه الأمطار.
المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة
وخلال جولته بالمتحف قال وزير السياحة والآثار، أحمد عيسى، إن التجربة السياحية التي سيقدمها المتحف المصرى الكبير سواء على المستوى السياحى أو الثقافى الأثرى أو التعليمى ستكون تجربة متميزة ومتفردة وتعد نموذجاً هاماً يقدمه المتحف لينافس به كافة المتاحف العالمية.
وأوضح الوزير أن منطقة البهو العظيم الشبه مغطاة تمثل أهمية بالنسبة للزائر حيث تتوسط انتقاله ما بين دخوله وخروجه من المتحف، لافتاً إلى هذه المنطقة استلمها المُشغل المسئول عن تقديم وتشغيل الخدمات بالمتحف.
الزميل محمد أسعد والمهندسة يمنى إسماعيل أثناء شرح تصميم المتحف
جدير بالذكر أن وزارة السياحة والآثار كانت قد أوضحت منذ أيام حقيقة ما نُشر حول فيديو سقوط بعض الأمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، مؤكدة على عدم صحة ما تردد حول وجود خطورة من سقوط هذه الأمطار، وأن تمثال رمسيس الثانى لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، وأن المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالة من الحفظ، وأن تصميم وتنفيذ المتحف جاء بشكل علمي ومنهجي دقيق ومدروس جيداً وبما يساهم فى تقديم تجربة للزائرين متميزة وملائمة لهم سواء في فصلي الشتاء أو الصيف.
الزميل محمد أسعد أمام تمثال الملك رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير