شهدت الحلقة الثامنة من مسلسل جت سليمة حوارا بين سليمة "دنيا سمير غانم" وموكوس "محمد سلام" فقال لها موكوس إنه سيذهب معها فى رحلتها لاستعادة فصول الكتاب الذى سينجى الأخ الأصغر لسليمة فقالت له: وهل سنذهب بحمار؟ فقال لها: أقل ما أركبه فيل فقالت: وهل أنت ملك الحبشة؟ وهنا نتعرف على واحد من أِشهر ملوك الحبشة وهو النجاشى الأصحم.
كان النَجاشيّ حاكم الحبشة وملك ملوكها أي إمبراطورها، وكلمة النجاشي لفظة حبشية، وهي لقب لملك الحبشة، عربها العرب إلى نجاشي، وهو لقب لمن ولي على مملكة أكسوم شرق الحبشة وإريتريا الآن، كلقب قيصر لمن ملك الروم، ولقب كسرى لمن ملك الفرس، ولقب خاقان لمن ملك الترك، ولقب فرعون لمن ملك مصر كما جاء فى كتاب البداية والنهاية لابن كثير .
وقد أرسل النبى صلى الله عليه وسلم كتابا إلى النجاشى الأصحم ملك الحبشة، حيث يقول كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل كتاب النبى صلى الله عليه وسلم إلى النجاشى":
قال البيهقى فى (الدلائل): باب ما جاء فى كتاب النبى ﷺ إلى النجاشى، ثم روى عن الحاكم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس، عن ابن إسحاق قال: "هذا كتاب من رسول الله ﷺ إلى النجاشى الأصحم عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبةً ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله وأدعوك بدعاية الله فإنى أنا رسوله فأسلم تسلم.
"يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" فإن أبيت فعليك إثم النصارى من قومك.
هكذا ذكره البيهقى بعد قصة هجرة الحبشة وفى ذكره ههنا نظر، فإن الظاهر أن هذا الكتاب إنما هو إلى النجاشى الذى كان بعد المسلم صاحب جعفر وأصحابه، وذلك حين كتب إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الله عز وجل قبيل الفتح، كما كتب إلى هرقل عظيم الروم قيصر الشام، وإلى كسرى ملك الفرس، وإلى صاحب مصر، وإلى النجاشى.
قال الزهرى: كانت كتب النبى ﷺ إليهم واحدة، يعنى نسخة واحدة، وكلها فيها هذه الآية وهى من سورة آل عمران، وهى مدنية بلا خلاف فإنه من صدر السورة، وقد نزل ثلاث وثمانون آية من أولها فى وفد نجران كما قررنا ذلك فى التفسير، ولله الحمد والمنة.
فكتب النجاشى إلى رسول الله ﷺ: بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله من النجاشى الأصحم بن أبجر، سلام عليك يا نبى الله من الله ورحمة الله وبركاته لا إله إلا هو الذى هدانى إلى الإسلام، فقد بلغنى كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت.
وقد عرفنا ما بعثت به إلينا وقرينا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقا ومصدقا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين.
وقد بعثت إليك يا نبى الله بأربحا بن الأصحم بن أبجر، فإنى لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله فإنى أشهد أن ما تقول حق".