كان نجوم الزمن الجميل يرتادون حى الحسين الشهير، ويلتقون فيه مع رموز الأدب والثقافة، خاصة فى شهر رمضان، حيث الأمسيات والسهرات التى تجمع الهواة والمحترفين، فيجد فيها المبتدئون فرصة للتعرف على رموز الفن والأدب، لعلهم يجدون فرصة لاكتشافهم، ويجد فيها كبار النجوم أفكارا ملهمة وذكريات جميلة،
وخلال هذه الأمسيات، حدث العديد من النوادر والحكايات لعمالقة الفن وظلت عالقة فى أذهانهم وذاكرتهم.
كان الفنان الكبير يوسف وهبى من عشاق حى الحسين ومن أهم زبائن مقاهيه، وفى أحد الحوارات تحدث الفنان الكبيرعن ذكرياته، خلال شهر رمضان فى حى الحسين، حيث كان يقضى السهرات الرمضانية مع عدد من أصدقائه.
قال الفنان الكبير: «فى إحدى الليالى، اقترب منى شاب أسمر أنيق الثياب وفارع الطول، وعرفنى بنفسه على أنه أمير دارفور، ويريد أن يتعرف على عبدالوهاب».
وأشار يوسف بك إلى أنه قرب هذا الشاب من مجلسه وشلته وسهراته، ودعاه كثيرا إلى منزله، ووصفه بأنه كان حلو الحديث وحاز احترام وإعجاب أصدقاء الفنان الكبير وتقديرهم لمكانته عند يوسف بك، فأصبح هذا الشاب عضوا مهما فى شلة الفنان الكبير ومصدر ثقة عند أصدقائه.
وقال الفنان الكبير: «لأول مرة أقع فى براثن محتال خطير، حيث زارنى الشاب الذى كنت أعتقد أنه أمير دارفور فى منزلى ذات يوم، وطلب منى سلفة كبيرة حتى يصله مندوب والده الملك ومعه مبلغ ضخم من المال».
وأكد الفنان الكبير أنه لم يخطر بباله أن يكون الشاب الذى عرفه على أنه أمير دارفور، ولم يفارقه منذ أكثر من أسبوع، سينصب عليه، لذلك أعطاه كل ما طلبه من أموال، وتواعدا أن يلتقيا فى حى الحسين كالمعتاد لقضاء السهرة.
وأضاف يوسف وهبى، أن الشاب لم يحضر ولكنه وجد بدلا منه ضابط بوليس يسأل عنه ويريد القبض على هذا الشاب، لأنه محتال محترف، وهنا شعر الفنان الكبير بالدوار وفكر فى المبلغ الكبير الذى دفعه لهذا المحتال، وفى المقلب الذى شربه بسبب ثقته فيه، وضحك رفاق وأصدقاء يوسف وهبى وهم يرون أثر الصدمة على وجهه، وظلوا يتندرون عليه لفترة طويلة، وظل هذا الموقف فى ذاكرة الفنان الكبير طوال حياته.
