مع بداية التليفزيون الذى افتتح فى مصر عام 1960 أصبح وسيلة الترفيه وتقديم مختلف الفنون خلال شهر رمضان، يستمتع الجمهور بما يقدمه خلال هذا الشهر الكريم من انتاج درامى وغناء واستعراض.
ومنذ بداية التليفزيون أصبح الموسم الرمضانى تليفزيونيا بامتياز، تتراجع فيه السينما ويعزف معظم المشاهدين عن دور العرض السينمائى وتؤجل عروض الأفلام إلى ما بعد شهر رمضان، ولكن كان الوضع فى رمضان قديما وقبل بداية التليفزيون فى مصر مختلفا، حيث كان شهر رمضان يمثل الموسم الذهبى للسينما وفيه عرض عدد من أشهر الأفلام السينمائية، حيث كان المنتجون يتنافسون لعرض أفلامهم فى شهر رمضان، وكانت دور السينما تفتح أبوابها وتشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، وهو ما كان يحقق للمنتجون مكاسب كبيرة فكانوا يتنافسون لعرض أفلامهم خلال الموسم الرمضانى.
وكانت حفلات الثالثة بعد الظهر فى السينمات تحقق إيرادا يوازى حفلات اليوم كله، بينما كانت حفلات التاسعة والنصف مساء تشهد حضور الشخصيات البارزة والمشهورة، وكانت معظم العائلات المعروفة تحجز المقصورات ومقاعد الدرجة الأولى لقضاء السهرات الرمضانية فى السينما.
ومن أهم المنتجين الذين حرصوا على عرض أفلامهم فى رمضان المنتجة الكبيرة عزيزة أمير، حيث عرض فيلمها طاقية الإخفاء خلال شهر رمضان عام 1944، وقامت ببطولته تحية كاريوكا ومحمد الكحلاوى وبشارة واكيم - يختلف عن فيلم سر طاقية الاخفاء للفنان عبدالمنعم ابراهيم- وحقق فيلم عزيزة أمير إيرادات لم يحققها أى فيلم آخر فى ذلك الوقت.
كما عرض فيلم «يوم سعيد» للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب فى شهر رمضان عام 1940 فحقق نجاحا كبيرا، وهو ما أى إلى تغيير خطط وخريطة السينمات، حيث لم تكن قبله تعرض 4 حفلات فى اليوم ولكن مع نجاح الفيلم تقرر إضافة حفلة فى الثالثة والربع ظهرا، ومع استمرار الإقبال والنجاح تقرر إضافة حفلة أخرى تبدأ فى الحادية عشر صباحا، وامتلأت دور العرض بالصائمين وزادت عدد الحفلات فى السينما إلى أربعة حفلات فى اليوم.
وفطن الفنان الكبير أنور وجدى للنجاح الذى تحققه الأفلام التى تعرض فى شهر رمضان، فكان يتعاقد مع دور السينما قبل رمضان بعدة أشهر لعرض أفلامه خلال الشهر الكريم، كما حقق فيلم «تعالى سلم» الذى عرض عام 1951 للموسيقار فريد الأطرش إيرادات كبيرة بعد أن شملت فترة عرضه شهر رمضان والعيد، وبلغت إيراداته 16 ألف جنيه وهو مبلغ ضخم فى هذا التوقيت.
ولأول مرة عرفت السينما تجارة السوق السوداء للتذاكر مع عرض فيلم «فاطمة» لكوكب الشرق أم كلثوم فى رمضان عام 1948، ومن شدة الزحام اشترى بعض التجار عددا من تذاكر السينما لبيعها بأسعار مرتفعة للمقبلين على مشاهدة الفيلم بأضعاف ثمنها.
وشهدت حفلات الثالثة ظهرا إقبالا فى رمضان من الصائمين الذين كانوا يفضلون هذا التوقيت لقضائه فى دور العرض للاستمتاع بمشاهدة الأفلام وقضاء فترة الظهيرة الحارة فى السينمات المكيفة، كما أضافت بعض السينمات حفلة خامسة تبدأ فى الثانية والنصف وتنتهى قبل السحور، وكانت تغرى المشاهدين بعرض أفضل الأفلام خلال هذه الحفلة.